الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكنا نعرف ذلك من احتشاد الزقاق بالناس ونحن ذاهبون إلى دكان والدي في أعلى سوق بريدة القديم، ونعرف أن الملك عبد العزيز جاء إلى هنا للسلام على رحيمته أو نسيبته التي تزوج بنتها (طرفة الفواز).
ومن الأشياء اللافتة لنظر مثلي أنني كنت أسمع عندما أمرُّ ببيت الدخيل المذكورين ويقع على الشارع الذي عليه المدرسة الفيصلية إلى الجنوب من الميدان المتصل بميدان الجردة في القديم صياح امرأة، فلما عقلت الأمور عرفت حقيقة ذلك وهو أنه صادر من جارية كرجية كانت أهديت للملك عبد العزيز آل سعود إبان كونه في بريدة ولكن تبين أن في عقلها لوثة ربما كانت قديمة خفية أو أنها حدثت حدوثا فتركها عند نسيبته (طرفة الفواز) أم عبد الرحمن الدخيل وصار يرسل لها نفقة مع ما يبر به طرفة الفواز.
وقد رأيت تلك الجارية الكرجية مرة واقفة في الباب فرايتها ذات شعر ذهبي أحمر شديدة البياض.
والمعروف أن الكراجي - جمع كرجية - هم من أهل جورجيا في جبال القوقاز التي عاصمتها تفليس وتعتبر نساؤهم من أجمل نساء العالمين، وقد ألفت كتابًا عنوانه:(بلاد العربية الضائعة: جورجيا) تكلمت فيه بتوسع على بلاد جورجيا، هذه وهو كتاب مطبوع وتعرف في كتبنا العربية القديمة ببلاد (الكرج).
سليمان بن صالح الدخيل:
ومن الدخيل هؤلاء، بل هو أشهرهم عند المؤرخين والكتَّاب في داخل بلادنا وخارجها وفي العراق بالذات سليمان بن العالم المتقدم ذكره صالح بن دخيل الجار الله، الذي كان - بحق - أول نجدي اشتغل بالصحافة حيث أقام في بغداد وأصدر مع عمه جار الله بن دخيل جريدة الرياض، وقد نوه بعمله هذا الكتاب الأوائل من أهل نجد، ولكن أكثرهم أهمل دور عمه (جار الله) في
مساعدته في أن يكون الصحفي النجدي الأول.
وترجم له الكثير من الكتاب والمؤلفين سواء من أهل العراق أو من أهل نجد.
ولم يقتصر عمل سليمان بن صالح الدخيل على إنشاء جريدة الرياض ومجلة الحياة في بغداد بل كان يكتب مقالات في مجلة (لغة العرب) التي كان يصدرها انستاس ماري الكرملي في بغداد واستمرت تصدر مدة طويلة.
وبمطالعة ما كان يكتبه فيها سليمان الصالح الدخيل تبين أن فيها معلومات جمة مفيدة عن بلادنا في وقت كانت المعلومات عنها شحيحة، بل نادرة ولكن يلاحظ أيضًا أن في بعضها مبالغات تذكر غير الواقع من ذلك ما ذكره في العدد الأول من مجلة (الغة العرب) الصادر بتاريخ تموز 1911 م، من كثرة الذين يعرفون اللغات الأجنبية في القصيم: فتجد إذا دخلت بلدهم هذا يتكلم التركية وذاك يكلمك بالفارسية وآخر يتكلم بالإيطالية .. الخ.
مع أنه لا توجد من المشاهير الذين نعرفهم من يتكلمون لغة أجنبية إلَّا قلة مثل (عبد الله الخليفة) الذي كان يتكلم الإنكليزية بطلاقة، لأنه كان قد عاش سنين في الولايات المتحدة الأمريكية، كما سبق ذكر ذلك في ترجمته وإلا أناسًا يعرفون الأوردية لأنهم عاشوا في الهند مثل خالي عبد الله بن موسى العضيب الذي كان سكن في الهند وتزوج فيها قبل أن يستقر في البحرين ويتزوج فيها فهو يتكلم اللغة الأوردية بطلاقة.
وبعد أن سودت شيئًا من التعليق على ذلك قرأت بحثا للباحثة (فاطمة المحسن) التي تقيم في لندن نشر في جريدة الرياض الصادرة في يوم الخميس 27 ذي القعدة عام 1423 هـ الموافق 30 يناير عام 2003 هـ (عدد الجريدة 12638) فرأيت أنه بحث ما يتعلق بالمذكور بحثًا مستفيضًا من أحسن ما قرأته عنه قالت الباحثة: