الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدِّحْري:
بكسر الدال المشددة فحاء ساكنة فراء مكسورة فباء على صيغة النسبة إلى الدِّحْر - بكسر الدال.
أسرة صغيرة من أهل بريدة القدماء تفرعت منها أسرة البريمي منهم محمد الفهد التحري من كبار عقيل وهم تجار الماشية الذين يسافرون من القصيم إلى الشام ومصر في تجارة المواشي.
وكان يقال لهم قبل الأخرى (الهديب) وليست لهم علاقة نسب بأسرة الهديب المعروفة ببريدة في الوقت الحاضر.
منهم حمود بن فهد الدحري الذي هلك ظما مع رفيقه ابن عمر في طريق عودتهما من الشام إلى بريدة.
وقد فصل الأستاذ ناصر العمري الحديث عن هلاك المذكور مع رفيقه (ابن عمر) بكسر العين والميم - ظما فقال:
في صيف عام 1354 هـ خرج حمود الفهد الدحري وسليمان العبد الله بن عمر من الجوف متجهين إلى أهلهما في بريدة بعد وصولهما من عمان إلى الجوف وكانا قد سافرا إلى الأردن لغرض تجاري ووصلًا إلى قارا من قرى الجوف وتزودا بالماء وأخذا طريقهما إلى بريدة، ولما وصلا إلى نفود اللبة ذنفد ماؤهما وكانا متجهين إلى مورد الحيانية لأخذ الماء وسقيا بعيريهما ولكنهما ضلا الطريق إلى الحيانية ودخلا بنفود اللبة وأوغلا فيه حتى عجزا عن مواصلة السير لنفاد مائهما واشتداد الظمأ على نفسيهما وبعيريهما فأناخا راحلتيهما فألقى سليمان بن عبد الله بن عمر زمام ناقته على أصل شجرة وربطها إلى الشجرة ربطا ضعيفًا تستطيع أن تخلص ناقته نفسها وتسير في الصحراء وتنجو من الموت لتجد الماء أو تجد من يأخذها.
أما حمود الفهد الدحري فقد عقل ناقته شحابها لتبقى بجانبه أملًا في النجاة والحياة، وقد أيس ابن عمر من أمل النجاة فحفر لنفسه حفرة واضطجع فيها تحت ظل شجرة ارطاة فمات!
أما حمود الفهد الدحري فقد بقي يرقب الصحراء ومن يمر بها وهو جالس وممسك بناظور يتطلع إلى ما حوله ومعه وعاء سمن يلعق منه بين فترة وأخرى، ومعه حبات من الحلوى يضعها في فيه بين فترة وأخرى، وقد توفي وهو قاعد وممسك بيده الناظور وباليد الأخرى وعاء السمن وقد كتب ورقة قبل وفاته بعد انقطاع أمله في النجاة من الموت يخبر في الورقة أنه ورفيقه أضربهما الظمأ وماتا عطشا، ولم يمسهما أحد بسوء.
وقبل موته خلع تركيبة أسنانه فهو رجل كبير السن ووضعها في منديل مع الإخبارية التي كتبها في الورقة ووضعها في جيبه.
وموت الرجل على هذه الحالة وموت رفيقه يدل على شجاعتهما ورباطة جأشهما، فقد استقبلا الموت بصبر وثبات رحمهما الله.
أما ناقة حمود الفهد الدحري فقد ماتت في مبركها، أما ناقة سليمان العبد الله بن عمر فقد نجت ووردت ماء الجزيرة فصادفت وجود خويا لأمير حائل الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فقال الخويا: هذه الناقة قد مات صاحبها لما رأوه من أثر الظمأ عليها وأمسكوا بها وقصوا أثرها بحثًا عن صاحبها فوجدوا الرجلين ميتين ووجدوا الناقة الأخرى ميتة فصلوا على الرجلين ودفنوهما وأخذوا مالهما وقدموه لأميرهم عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فقام بإرساله إلى أهل الرجلين في بريدة وبعث الناقة إلى أهل ابن عمر وأخبر أهلهما عن كيفية وفاة الرجلين رحمهما الله (1).
وهذه وثيقة تتعلق بتصفية شيء من تركة حمود بن فهد الدحري الذي هلك ظمأ وهي مؤرخة في 7 محرم عام 1357 هـ:
(1) ملامح عربية، ص 30 - 31.
وسبب تسميتهم الدحري أن سرح بريدة وهو الغنم التي يرسلها الناس مع الراعي لترعى البر قد اعتدى مرة عليه لصوص فأخذوه، ففزع من فزع من أهل بريدة لافتكاك الغنم.