الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدرسة ربيق الابتدائية، وفي العام التالي نقل إلى منطقة القصيم التعليمية فعين مدرسًا للمواد الاجتماعية في ثانوية بريدة، ثم رشح بعد ذلك للإشراف التربوي، وكانت بداية عمله في الإشراف في 17/ 4/ 1417 هـ حين عين مشرفًا في وحدة الاجتماعيات في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم، وبعد فترة قصيرة من تعيينه في الإشراف عين مشرفًا للخدمات التربوية، وذلك بدءا من عام 1418/ 1419 هـ ولا يزال كذلك حتى الآن (1/ 1 / 1421 هـ).
حضر الأستاذ محمد دورتين في الحاسب الآلي، أولاهما كانت عام 1418 هـ، والأخرى كانت عام 1419 هـ (1).
الدْبيخي:
بإسكان الدال المشددة فباء مفتوحة فياء ساكنة فخاء مكسورة فياء.
من أهل القويع وبريدة، والنسبة إلى جدلهم اسمه دبيخ.
منهم علي العثمان الدبيخي كان أمير القويع.
وهو شخصية بارزة عاش في أول القرن الثالث عشر.
ومنهم عبد الله بن عثمان الدبيخي كان من وجهاء عقيل وأثريائهم، ولد عام 1306 هـ.
وتوفي عام 23/ 2/ 1388 هـ.
وكانت ولادته في القصيعة وعاش فيها أول وقته ثم سافر إلى الكويت وهو صغير، وبعد ذلك دخل الغوص صغيرًا، ثم صار يسافر إلى الشام ثم ما بين بريدة والشام مع عقيل في تجارة الإبل، إلى أن صار أحد المشاهير في عقيل.
(1) رجال من الميدان التربوي، ص 226 - 227.
كان وجيه المنظر ذا لباس نظيف فاخر، إذا جاء من الشام توجهت إليه الأنظار لأنه يلفت النظر بذلك.
وكان أول أمره يأخذ بضائع من الناس يتاجر بها إلى الشام ثم صار له مال وصار هو يبضع الناس.
وأكبر أسرة الدبيخي سنًّا الآن - 1421 هـ - إبراهيم بن عثمان بن سليمان بن براك بن علي بن عثمان بن علي بن حمد الدبيخي.
وحمد الدبيخي هذا هو أول من يعرفون أنه جاء منهم إلى القويع ولكنني عرفت بعد ذلك أن أول من جاء منهم اسمه: (دبيخ) على لفظ التصغير وسن إبراهيم بن عثمان الآن 91 سنة.
ومنهم عثمان بن عبد الله الدبيخي ولد عام 1337 هـ.
سافر إلى بغداد للالتحاق بوالده عام 1354 هـ والتحق بعقيل يتاجر بالإبل بين القصيم والشام مثل والده.
وعندما انتهت تجارة الإبل إلى الشام في نحو عام 1374 هـ اشتغل بالتجارة في بريدة فربحت تجارته ونمت ثروته، وصار يملك عقارات تدر عليه مبالغ طيبة من المال مثل (فندق السلام) في مدينة بريدة، وكان له فندق آخر اسمه (فندق الدبيخي) في شمال بريدة الحديثة.
وله مزرعة وعقار.
وهو إلى ذلك عاقل متزن التعبير، حلو الحديث، يحفظ أشياء كثيرة من أخبار الرجال، وبخاصة من أخبار عقيل مما جعلني أشير عليه بأن يملي ما يحفظه من ذلك على أحد الكتاب ثم يجمعه وينسقه في كتاب سيكون مهمًا لأن معظم أخباره لم تسجل من قبل.
وقلت له: إنك إذا لم تستطع أن تكتب بيدك ولم ترد أن تملي على كاتب آخر تستطيع أن تتحدث بما تريده في مسجل يكون عندك حتى في غرفة نومك كلما رأيت أنك على استعداد لتسجيل شيء سجلته، ثم تطلب من أحد الشبان الذين لا عمل لهم أن يستخرج ما قلته من ذلك المسجل.
وقلت له: إنني على استعداد للتعاون معك في هذا الأمر الثقافي المهم، وذلك بمراجعة الكتاب قبل طبعه.
ولكن الأخ (عثمان) كبير السن نسبيًا، إذ ولادته كانت في عام 1337 هـ فهو الآن - 1434 هـ - قد بلغ سن السابعة والثمانين من العمر أمد الله في عمره في عافية وسرور، وقد استأجر (عثمان) وهو رجل غني كريم شقتين من أوقاف الشريف غالب التي تطل على الحرم المكي الشريف فكان يصوم كل رمضان في مكة المكرمة يحضر إلى الشقتين أقاربه وبخاصة من النساء وكذلك في وقت من العطلة الصيفية للمدارس لا يخل بذلك أبدًا.
قال رميان بن صالح الرميان في عثمان بن عبد الله الدبيخي من أهل بريدة وكان أحب بنتًا من أهل عَمَّان في الأردن فتزوجها فأحبها وأحبته حبًّا شديدًا غير أن والده ألزمه بطلاقها فطلقها، فلما بلغها الخبر قالت: أنا ما أطلق، أنا بأحب عثمان وهو يحبني - تجهل الطلاق الشرعي - ثم قدمت إليه وهو في الظهران فأقنعها بفراقهما، فقال رميان:
يا حوُّل يا حوُّل يا عثمان
…
مقهور عن شوف مَضْنونه
يا رب حسبي على الشيبان
…
فراق الأحباب يطرونه
يا علِّ من فرَّق الخلان
…
يقطِّع يديه بسنونه
الصاحب اللي سكن عَمَّان
…
هو هقوني حيل من دونه
يا غصن موز له بيستان
…
من مية العين (1) يسقونه
وحدثني أحدهم أن الذي قال هذه الأبيات فيه هو سليمان بن محمد الجربوع الملقب (الشراري).
كنت سألت وأكثرت السؤال عن سبب تسميتهم بالدبيخي فكان بعضهم يقول: إن جدنا نام نومة طويلة عن الشغل فقالوا دبخها دبخة أي نام نومًا عميقًا طويلًا، ولكن تبين أن ذلك كله كان من باب التخرصات، وأن التسمية قديمة جاءت مع مجيء جدهم علي الدبيخي من بلدة الحلوة إلى منطقة بريدة وعلي هذا منسوب إلى جدهم الأول (دبيخ) كما تقدم.
كما أن من التخرصات ما جزم به بعضهم من كون (الدَّباخَى) جمع دبيخي هم من الجناح قرب عنيزة جاءوا إلى بريدة منه، فالصحيح أنهم جبور من بني خالد مثل أهل الجناح الذين هم جبور من بني خالد أيضًا ولكنهم لم يأتوا من الجناح.
أما بلدة (الحلوة) تلك فقد ذكرها ابن بشر في تاريخه بقوله: إنها من الجنوب قال في حوادث 1238 هـ فيها أقبل تركي بن عبد الله في رمضان من بلد (الحلوة) في الجنوب الخ (2).
(1) عين الزرقاء في الأردن.
(2)
عنوان المجد، ج 2، ص 24 (نشر دارة الملك عبد العزيز).
ومجيئهم إلى منطقة بريدة قديم يصل في قدمه إلى 400 سنة فقد ذكروا أن علي الدبيخي جاء دون عشيرة له في منطقة بريدة وسكن القويع واستمر ساكنًا فيه هو وذريته إلى أن خرج بعضهم منه مثل بعض (العثمان) ولكن بقي لهم بقية، ولم تقتصر أملاكهم على القويع الذي يقال له القويع العلو بل تعدت إلى القويع التحتي وهو الشرقي الذي هو امتداد في الموقع لخب الغاف، وإن كان منفصلًا كمزرعة الصبيحة والعابسية والهدام وهي محلة لجماعة من سود البشرة كانوا يسكنون فيه، ولكن عندما عدل مجرى وادي الفاجرة وصُدَّ عن مجيئه إلى جفر الحمد انصرف إلى العابسية التي هي إلى الشمال من الصبيحة ودخل بيوتهم وهدمها فسميت الهدام.
أما كيفية مجيئهم إلى القويع فإنه حسبما أخبرني به الشيخ عثمان بن عبد الله الدبيخي وهو إخباري ثقة حافظ قال:
جاء جدنا من مكان اسمه الحلوة إلى منطقة بريدة ونزل القويع وعمره وازدهرت فلاحته لأن القويع إلى جانب النخل والشجر فيه قريب من الفلاة من جهة الشمال فترعي الماشية منها دون أن تبعد عن أهلها.
وفي وقت من الأوقات نزل عنده جماعة من الأعراب من هتيم عددهم كبير وكان له ست بنات فطلبوا منه أن يزوجهم بناته، فلم يستطع مجابهتهم بالرفض، وإنما قال يكون ذلك عقب حصاد الزرع، فأرسل إلى جماعته من الحلوة وما حولها فجاء إليه منهم 37 رجلًا ومع ذلك كان يحتاج إلى رجل أو رجلين من الرماة المجيدين فاستنجد بجميل وأخيه، وهو جد (آل جميل) أهل بريدة الآن، ولكنه مشهور بجودة الرمي وبإصابة المرمي قدافعا ببنادقهما عن القصر وفيه الحريم، وخرج الدبيخي ومن معه إليهم فقاتلوا الأعراب حتى قتلوا منهم رجالًا وهزموهم، وقال الأخ عثمان الدبيخي: إنهم لو كان الدبيخي من أهل الجناح لما طلب جدنا