الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدغيثر:
من أهل بريدة جاءوا إليها من المدينة المنورة، وأصلهم من حضرموت، وكان يقال لهم قبل ذلك با دغيثر.
منهم راشد بن عبد الله الدغيثر الملقب القعيس لأنه كان لطيف الجسم، سريع الحركة.
وكان من التجار المعدودين في بريدة، وله أخبار وطرائف مع الذين كانوا يعاملونه.
أكبرهم سنًّا الآن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله بن دغيثر الدغيثر، عمره الآن 1403 هـ - يبلغ 85 سنة.
ومنهم الشيخ عبد الله بن صالح الدغيثر شغل وظيفة كاتب عدل في صامطة والآن تاجر 1403 هـ، وهو من طلاب العلم المجيدين.
كان قبل أن يطلب العلم هو صاحب المدفع أثناء حرب اليمن مع الملك فيصل، ثم التفت إلى طلب العلم وأدرك فيه، حتى عُدَّ من المشايخ وتولى كتابة العدل في صامطة.
ومنهم عبد الرحمن بن صالح الدغيثر، كان دلالًا في بريدة ثم صار بعد ذلك نائبًا مع النواب، وإمام مسجد في بريدة.
حدثني سليمان بن عبد الله العيد قال: حجينا في حدود عام 1354 هـ على بعارين ومعنا بضاعة لخالي إبراهيم اليحيى وأنا دليل ربعي لأنني سبق أن جئت مع الطريق.
قال وصادفنا حجاجًا من أهل بريدة كان معهم علي اليوسف الملقب (الوش ذا) دليلة لجماعة منهم، وحمد الغضية دليل لجماعة أخرى، وسلكنا طريقًا شمالًا عن الطريق السلطاني الذي هو طريق زبيدة مع الحرة لأن ما بعدها فيها رعي ومختصر،
وفيها رعي ومورد ماء يقال له (المشوية) قليب واحدة فنزح الحجاج ماءها ونزل عبد الرحمن بن صالح الدغيثر في القليب يغرف ويحط بالدلو من الضحى إلى عقب صلاة الأخير، وإنما طلع يصلي الظهر والعصر جمعًا ثم رجع إليها.
قال: فأعجب الناس بشجاعته وصبره وكان صاحب دكان فقال أحد كبار الحجاج متعجبًا من صبره وإقدامه: يا جماعة أثر الدكاكين فيها رجال! لأنه صاحب دكان، وليس صاحب أسفار.
ومنهم دغيثر بن سليمان الدغيثر الذي قال الكلمة التي أصبحت مثلًا في بريدة وهي (تمر وماي)، وقصتها: أن دغيثرًا هذا ذهب مغاضبًا لأهله وهو صغير من بريدة إلى الكويت، واشتغل عند التاجر المشهور فيها آنذاك (ابن بحر) فتعَوَّد على الأكل الجيد فيها بالنسبة إلى عيش أهل نجد في ذلك الوقت.
وبعد سنوات طويلة عاد إلى أهله في بريدة فاحتفلوا به.
ولما كان في اليوم الثالث لوصوله كان عندهم بعض أقاربهم فلما حضر وقت الغداء جعل بعضهم ينادي بعضًا إليه، وبعضهم يقول: صكوا الباب وآخرون يؤكدون على الآخرين بعدم التأخر، وقد وضعوا (السُّفرة) ودغيثر ينتظر بالقرب منها، فلما تكامل عددهم بعد ذلك جاءوا بالغداء وهو تمر وماء.
فاستنكر ذلك (دغيثر) الذي كان معتادًا على الأرز بالسمن معه السمك والبهارات، وقال: وين فلان، هاتوا فلان، يا فلان ناد فلان على الغداء وإلى الغدا (تمر وماي) ينطق بكلمة الماء كما تعودها في الكويت (ماي)، والله ما أبقى بها الديرة ولا يوم ثم عاد إلى الكويت مع أول (حدرة) وهي القافلة التي تنحدر من نجد إلى الخليج.
والتجارة في (الدغثير) هؤلاء قديمة، فقبل راشد بن عبد الله الدغيثر الذي ذكرته كان جده - فيما يظهر - راشد بن إبراهيم الدغثير معروفًا في أول القرن
الثالث عشر ورد ذكره في عدة وثائق ومكاتبات منها هذه الورقة المؤرخة في عام 1238 هـ. وربما كان (راشدًا) آخر غير جد راشد المعروف في أول القرن الرابع عشر - والوثيقة بخط عبد الرحمن بن سويلم ابن أخي الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم، وشهادة إبراهيم بن محمد بن سالم وهو شخصية متعلمة موثوق بها، من آل سالم الأسرة الكبيرة العريقة السكنى في بريدة.
والوثيقة التالية التي ورد فيها اسم (رشيد بن إبراهيم الدغيثر) وتوضح أنه كان يملك عقارات من دكاكين وغيرها باع بعضها بموجب هذه الوثيقة علي عبد الكريم الجاسر، وهي مؤرخة في عام 1284 بخط عبد الله بن شومر وبشهادة حمود المشيقح والد الثري المشهور عبد العزيز بن حمود المشيقح وعبد الكريم الحمد العليِّط.
وقد صرح الكاتب فيها باسم الدكاكين وإن كان ذكر واحدًا منها باسم (المخزن) لأنه هو الدكان باصطلاحهم.
هذا ومن اللافت للنظر أنه قد كتبت بعد هذه الوثيقة مبايعة أخرى بالبيع نفسه وبالثمن نفسه فهي إذًا تأكيد للوثيقة الأولى، أو أراد كاتبوها أن تكون بديلة عنها وهي بخط عبد الرحمن آل إبراهيم الجاسر وشهادة علي بن محمد البيبي وعمر الجاسر، وتاريخها في محرم من عام 1283 هـ، وهذا نصها:
وينبغي أن نضبط اسم البايع هنا وهو (رشيد بن إبراهيم الدغيثر) بأنه بإسكان الراء وفتح الشين على لفظ تصغير (رشد) عندهم، وليس بكسر الراء والشين التي هي صيغة التكبير وليست مصغرة بل هي (رشيد) من الرشد: ضد السفه.
وهذه وثيقة فيها شهادة (راشد بن عبد الله الدغثير) مع موسى بن عبد الله العضيب وكلاهما معروف، بل مشهور في وقته وهي على مبايعة بين ورثة محمد بن سعيد العبدان جد الشيخ القاضي المعروف عبد الله بن عبد العزيز العبدان الذي تولى عدة وظائف قضائية من آخرها قضاء عنيزة.
والوثيقة بإملاء القاضي العالم الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم والشاهدان فيها هما حمد بن محمد بن سليم ومحمد بن رشيد الدهش وهي بتاريخ 18 شعبان عام 1318 هـ.
ومع أن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم هو الذي أملاها فإنه صدق عليها بخط كاتبها فيما يظهر وهو ابنه الشيخ القاضي عمر بن محمد بن سليم وتاريخ تصديقه في تاريخ كتابتها نفسه وهو 18 شعبان سنة 1318 هـ.
وهاتان وثيقتان في ورقة واحدة تتعلقان بمعاملة بين راشد بن عبد الله الدغيثر وبين سليمان بن محمد العمري.
أولاهما مداينة، الدين فيها قليل، وهو خمسة ريالات يزيدن ثلاثة أرباع وتفليسية، وأمَّا الرُّبُع فإنه عملة تركية تعادل الأربعة منها ثلث ريال فرانسه، فالواحد منها هو ربع ثلث الريال.
وأما التفلسية فإنها نقد نحاسي ضئيل القيمة جدًّا صغيرة الحجم هو بمثابة السنتيم بالنسبة إلى الريال وإن لم يقل أحد منهم ذلك.
وهذا الدين مؤجل يحل إنسلاخ محرم سنة 1329 هـ.
والشاهد: عبد العزيز بن عبد الكريم الشدوخي.
والثانية مؤرخة أيضًا في عام 1329 هـ والدين فيها سبعة ريالات فرانسه.