الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أشغلت قلبي بذكرا
…
ها وذكراها جميل
ما عساه إن تمادت
…
صيرت قلبي قتيل
أتراها ما نست أني
…
من الشكوى عليل
أو تناست أنني ما
…
أكتب الحب ذليل
أنا أسمي من أمانيـ
…
ـها ولكني قتيل
هجرت إحساسي الذا
…
بل بالوصل القليل
أتراها قدرت حبي
…
وإحساسي النبيل
* * *
هدني الشوق، وأضنا
…
ني دموع، ووداع
وهموم الأمس واليو
…
م وعجز والتياع
واجتياح الشعر، والشكـ
…
ـوى وحب وضياع
وطموحاتي وأشعاري
…
وحبري واليراع
داهمتني هذه العبرة
…
أخفيها بقدر المستطاع
الدَّوْسري:
أسرة أخرى صغيرة من أهل بريدة جاءوا إليها من الشماسية.
وكان جدهم قد جاء من وادي الدواسر إلى الشماسية، فليسوا من الدواسر القدماء في القصيم الذين هم أهل الشماس، ومن انتقل منهم إلى الشماسية.
أول من سكن منهم بريدة محمد بن خلف الدوسري، وهو محمد بن خلف بن عبد الله بن فهد آل نادر، وعبد الله بن فهد آل نادر هذا هو أول من جاء من جهة وادي الدواسر إلى الشماسية.
منهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري، فقيه واعظ جاء إلى بريدة من الكويت بعد أن سكن والده بريدة عائدًا من الكويت محافظةً على تربية أولاده الصغار، فأعجبنا بحفظه للمتون الفقهية وبمعرفته بالفقه الحنبلي، وكان أخبرنا أنه يعمل في نظم كتاب (زاد المستقنع) في الفقه، ولكنه لم يتمه وكان قدومه فيما أظن عام 1368 هـ.
ثم عاد للعمل في التجارة في الكويت.
وكان درس في صغره في الكويت على عدد من المشايخ هناك.
وقد ترك العمل بعد ذلك في الكويت عائدًا إلى بريدة فحصل خلاف بينه وبين والده حول المال، فوالده يقول: المال مالي وأنت تعمل فيه لي، والابن يقول: لي نصيبي من المال لأنني أنا باشرت الاتجار به، وقد طال الخلاف بينهما في هذا الأمر في بريدة.
انصرف الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري بعد رجوعه إلى بريدة للوعظ والإرشاد وإلقاء المحاضرات والتجول في بلدان المملكة، ولقاء المشايخ الكبار وزيارات كثيرة.
فكان يزور الشيخ عبد العزيز بن باز كثيرًا في المدينة المنورة بعد أن عين الشيخ عبد العزيز في الجامعة الإسلامية في المدينة.
وكان يأتي عندي ويلبي دعوتي له في بيتي في المدينة المنورة لما كان يجمع بيننا قديمًا من محبة لطلب العلم، إلا أنه صار كثير الكلام في السياسة على الذين كانوا يؤيدون رئيس مصر السابق جمال عبدالناصر.
وحدث أن طلب الشيخ الدوسري من الشيخ عبد العزيز بن باز أن يوظفه مدرسًا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فوافقه الشيخ عبد العزيز على ذلك، وكتب إليَّ بصفتي المسئول عن الأمور الإدارية في الجامعة بذلك، ولكن
كانت المشكلة أن الشيخ عبد الرحمن الدوسري لا يحمل أية شهادة تخوله التوظف في الجامعة التي لابد لمن يكون مدرسًا فيها من أن يحمل شهادة جامعية على الأقل في ذلك الوقت، وذلك وفقًا لنظام الجامعة وهي حكومية.
فكتبت للشيخ عبد العزيز كتابًا بذلك ردًّا على كتابه بتوظيفه أوضحت فيه الأمر فاقتنع الشيخ عبد العزيز بذلك وأخبره به، وصرف النظر عن طلبه.
ولكن الشيخ الدوسري ظن أن ذلك لكوني لا أريد وجوده في الجامعة، فشن غارة كلامية عليّ وصار ذلك ديدنه حتى إن الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام المسجد المدني الشريف قال لي مرة: ما الذي بينك وبين الشيخ عبد الرحمن الدوسري؟
فقلت: لا شيء، إنه صديق قديم لي، فقال: لقد جاء إليَّ وسبك عندي سبًّا عنيفًا ذكر أنك قومي تحب عبد الناصر.
قال الشيخ ابن صالح، فقلت له: إنني أعرف محمد العبودي، ولا أسمح أن يسبه أحد عندي، وكنت نسيت أمر طلبة التوظيف في الجامعة.
ثم صار يبلغني عنه مثل ذلك أو أشد.
ومرة جاء لزيارة الشيخ عبد العزيز بن باز في الجامعة الإسلامية في المدينة، ومرَّ عليّ في مكتبي للسلام كما كان يفعل من قبل، فقلت له: يا شيخ عبد الرحمن، بلغني أنك تغتابني وتتكلم في عرضي، وتقول: إنني قومي أحب عبد الناصر وأنا أعلم في نفسي أنني أكره عبد الناصر منذ أن تسبب في نكبة العرب وضياع القدس في عام 1967 م.
ثم ما هو دليلك على أنني قومي، وكان معنى كلمة قومي أنه ضد سياسة المملكة العربية السعودية التي هي ضد سياسة جمال عبد الناصر الذي صار يحارب في اليمن.