المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌منصور الشريدة وشعيل الدباسي والحنشولي: - معجم أسر بريدة - جـ ٦

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الدال

- ‌الدَّاوود:

- ‌الدَّايل:

- ‌الدَّايل:

- ‌الدباسي:

- ‌منصور الشريدة وشعيل الدباسي والحنشولي:

- ‌الدبكل:

- ‌الدّبَيَّان:

- ‌ الدبيان

- ‌كتاب الطهارة:

- ‌كلمة عن المؤلف:

- ‌صاحب كتاب (موسوعة أحكام الطهارة) في سطور:

- ‌الباحث في الفقه الإسلامي دبيان الدبيان بالقصيم:

- ‌التشدد في انحسار، والمستقبل للخطاب الإسلامي المتسامح:

- ‌الدبيان:

- ‌الدبَيْب:

- ‌الدبيبي:

- ‌الأمير سلمان يعزي ويرعى أسرة المرحوم فوزان الدبيبي:

- ‌الوسط الاجتماعي والصحفي يعزي تحرير الرياض وأسرة الفقيد:

- ‌التعازي لرئيس التحرير:

- ‌الطعيمي مواسيًا:

- ‌تعزية الثقافة والفنون:

- ‌الدْبيخي:

- ‌رحم الله الشيخ عثمان بن عبد الله الدبيخي:

- ‌وثائق الدبيخي:

- ‌الدَّحَّام:

- ‌الدِّحْري:

- ‌الدِّحْمان:

- ‌الدِّحَيِّم:

- ‌الدِّخيل:

- ‌الدِّخيل:

- ‌سليمان بن صالح الدخيل:

- ‌سليمان الدخيل المؤرخ الأديب:

- ‌ سليمان الدخيل الصحفي والمؤرخ النجدي

- ‌نماذج من كتابات سليمان الدخيل:

- ‌القصيم:

- ‌أخلاق أهل نجد:

- ‌تعريفات الدخيل:

- ‌العرائف:

- ‌العرائف بمعنى جماعة من أمراء نجد:

- ‌خاتمة البحث في إمارة السعود:

- ‌آخر ما طبع للأستاذ الدخيل:

- ‌الدِّخِيل:

- ‌الدِّخِيل:

- ‌الدِّخِيل:

- ‌الدخيل الله:

- ‌وثائق تتعلق بالدخيل الله:

- ‌عائلة السلامة (سلامة بن راشد):

- ‌ الدخيل

- ‌وثائق فيها ذكر الدخَيِّل:

- ‌(الدخَيِّل)

- ‌الدْخَيِّل:

- ‌الدِّرسْوني:

- ‌الدِّرْع:

- ‌الدرويش:

- ‌الدرويش:

- ‌الدريبي:

- ‌ الدريبي

- ‌الدْرَيْعي:

- ‌الدعيجاني:

- ‌الدّعمي:

- ‌الدَّغَش:

- ‌الدّغَفَق:

- ‌الدغيثر:

- ‌الدغيري:

- ‌الدْغَيْشم:

- ‌الدغَيِّم:

- ‌الدلال:

- ‌الدليقان:

- ‌الدْلَيْلان:

- ‌الدليلي:

- ‌الدْلَيْم:

- ‌الدِّمْنان:

- ‌الدَّنْدَن:

- ‌الدَّوَّاس:

- ‌ الدواس

- ‌الدَوَّاس:

- ‌الدُّوخي:

- ‌وصية موضي بنت دوخي:

- ‌الدّوْدَل:

- ‌الدَّوْس:

- ‌الدَّوْسري:

- ‌الدوسري وعرائس الشعر:

- ‌الدَّوْسري:

- ‌العالم الاجتماعي:

- ‌مؤلفات الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري:

- ‌الدْوَيْحس:

- ‌عائلة الشماس:

- ‌الدُّويش:

- ‌سورة فاطر، الموضع الخامس بعد المائة:

- ‌سورة تبارك الموضع الخامس والخمسون بعد المائة:

- ‌فصل: في ذكر الإجماع على وقوف الأرض وسكونها:

- ‌فصل: في ذكر أدلة عقلية على ثبات الأرض واستقرارها:

- ‌الدَّهَش:

- ‌الدَّهَش:

- ‌الدَّهش:

- ‌الدِّهمان:

- ‌الدهيِّش:

- ‌الدَّهَيْش:

- ‌الدَّهَيِّم:

- ‌الدَّيْثان:

- ‌الدِّيك:

- ‌باب الذال

- ‌الذَّايدي:

- ‌الهلال الفقهي

- ‌تحريف شنيع:

- ‌الذَّرْبان:

- ‌الذّعَيْت:

- ‌الذهيبي:

- ‌الذّياب:

- ‌الذّياب:

- ‌‌‌الذّياب:

- ‌الذّياب:

- ‌الذياب:

- ‌الذِّيب:

- ‌رثاء في الذيب:

الفصل: ‌منصور الشريدة وشعيل الدباسي والحنشولي:

وننتهي الكلام على أسرة الدباسي بحكاية أوردها الأستاذ سليمان بن إبراهيم الطامي وسماها (سالفة) وتتعلق بشعيل الدباسي.

قال سليمان بن إبراهيم الطامي:

‌منصور الشريدة وشعيل الدباسي والحنشولي:

روي لي هذا السالفة الصديق علي بن إبراهيم العجلان، قال فيها:

كنا نعزب في البر (نجمع العشب أيام الربيع) وكنا مجموعة من العوائل، وأثناء جلوسنا على القهوة في أحد الأيام شاركنا المجلس ضيف، وفيما نحن نتجاذب السواليف، سالفة من هذا

وأخرى من ذاك.

قال هذا الضيف: أريد أن أشارككم بسالفة حصلت لي في مدينة بريدة يقول راوي السالفة أبو عبد الله: رحبنا بسالفته وبدأها بقوله: نحن مجموعة من الحنشل نجوب الصحراء للبحث عن شيء نسرقه، إذ لمح لنا من بعيد مجموعة من العشابين، فقلت لأصحابي: أبشروا بالغنيمة، فاتجهنا إلى أولئك العشابين وهم يعشبون العشب لبيعه بالسوق، ففاجأناهم، فقلت لهم بصفتي قائد العصابة: ارفعوا أيديكم وسلموا ما معكم فورًا.

سلَّم الرجال ما معهم من أكل وهو عبارة عن تمر ودقيق وأقط، فقلت لهم بعدما استلمنا ما معهم: يوجد هنا غيركم؟ قالوا: نعم، خلف هذا الكثبان الرملي رجل لوحده يعشب ومعه دراهم في جيبه.

يقول الضيف في سالفته: سال لُعابي عندما سمعت الدراهم مع الرجل، وأيضًا لوحده! ! قلت لرفاقي الحنشل: اقبضوا على هؤلاء حتى أذهب لذاك الرجل وأحضره مع رفاقه وآخذ دراهمه بعدما أكبله.

ذهبت إليه وفعلًا وجدته منهمكا في جني العشب لا أرى إلَّا الغبار من خلفه، فاجأته من خلفه وقلت له على الفور: سلم الدراهم التي في جيبك واخلع ثوبك.

ص: 29

أخذ الرجل يرتجف ويظهر الخوف وهو يحاول فك زرار ثوبه وهو يسير إلى الخلف وأنا أمامه مهددا بضربه إن لم يسلم الدراهم ويخلع ثوبه ويسلمه لي فورًا.

يقول راوي السالفة الضيف: أخذ يتوسل إلي بتركهـ وأنه لا يملك دراهم، وفعلا ليس معه دراهم، ولكنها خطة من رفاقه إليَّ للانتقام.

يقول الضيف في سالفته لمضيفيه: استمريت أنا والرجل على هذا الشكل، الرجل يتوسل إلي وأنا أهدده بالضرب، وما هي إلَّا لحظة حتى نبش برجله شوم غليظة - عصى غليظة - مدفونة بالأرض بالقرب من شجرة، فأخذها وبسرعة البرق ضربني بها من بين كتفي حتى سقطت على الأرض، ثم ضربني مرة ثانية، وبدل ما كان يتوسل في أن أتركه صرت أنا أتوسل إليه أن يتركني، فكبل يديَّ وساقني إلى رفاقه، وأدركت الآن أن رفاقه ما قالوا لي إن معه دراهم إلَّا ليورطونني فيه وأنه سوف يخلصهم.

وعندما رأى الرجل أن رفاقه مكبلين وبقية رجالي الحنشل محيطين بهم زادني ضربا بعصاه وأمرني أن آمر رفاقه أن يفكوا قيد رفاقه ويقيدوا رفاقي الحنشل.

ففعلت، وانقلب الوضع وانعكس تمامًا.

اتجه الرجل إلى جملي، يقول راوي السالفة - وأخذ بندقيتي، وأنا أتوسل إليه أن يعيد بندقيتي، إنها هي أغلى ما عندي وما أملك.

إلَّا أنه رفض واحتفظ بالبندقية وقال: سوف تجدها عند أمير بريدة، وكان الأمير في ذاك الوقت هو الأمير مبارك بن ناصر بن مبيريك، تولى الإمارة رحمه الله مرتين الأولى: من عام 1342 هـ حتى عام 1346 هـ والإمارة الثانية: من عام 1348 هـ حتى عام 1353 هـ.

وهذا الأمير كان شديدا على قطاع الطرق وينفذ تعليمات الملك عبد العزيز بحذافيرها خاصة ما يتعلق بالأمن.

ص: 30

يقول صاحب السالفة: عندما ذكر الرجل الأمير وأنه سوف يسلمها له أخذنا نبكي بكاءً شديدًا خوفًا من الأمير ولعلمنا أنه سوف يعاقبنا بما نستحقه من حنشلة وقطع للطرق.

يقول أبو عبد الله علي العجلان: اشتقنا لسالفة الضيف وهو يسرد علينا سالفته.

يقول الرجل: وبعد التوسل والإلحاح والبكاء والحلف باليمين أن لا نقترب من منطقة القصيم كلها أطلق الرجل سراحنا إلَّا أنه احتفظ بالبندقية، تركنا الرجل وذهب إلى مكان عشبه ليواصل عمله فلحقت به ورجوته أن يخبرني عن اسمه فقال لي: الله ياخذك ماذا تريد باسمي؟ قلت: يا عم أعجبتني بطولتك وأحب أن أعرف اسمك، قال: أسمي شعيل الدباسي، وأنا أنام لوحدي بمزرعتي بالصباخ (حي جنوب مدينة بريدة).

فقبلت يديه لما رأيت ما به من بطولة وشجاعة وهالتني رباطة جأشه.

وغادرت منطقة القصيم أنا وجماعتي.

يقول صاحب السالفة: عدت بعد سنوات إلى منطقة القصيم ولكن هذه المرة ليس للحنشلة لا، بل لكسب الرزق الحلال، فأخذت أحتطب وأبيعه في مدينة بريدة، وذلك بجمعه في مكان واحد شرقي المدينة، مكان شركة النقل الجماعي الآن - جنوب شارع الخبيب.

وبينما أنا جالس ذات ليلة وسط حطبي، إذ مر بي رجل، سلم علي ولم أرد عليه سلامه بل وعندما ولي من عندي لحقت به ومعي خشبة من الحطب فضربته بها عدة ضربات، فلم يلتفت إلي الرجل بل مضي في حال سبيله فضربته رابعة وخامسة وقلت: اخلع معطفك وكان عليه معطفًا جديدًا لأننا في فصل الشتاء وأنا بحاجة لهذا المعطف.

يقول الضيف: التفت إليَّ الرجل بكل برود فمسكني بيد واحدة من حول

ص: 31

عنقي كاد أن يخنقني ثم رفعني إلى أعلى وأسقطني أرضًا وأخذ خشبتي التي ضربته بها وضربني هو بها عدة ضربات ثم رماها علي ومضى في حال سبيله وأنا أتألم من ضربه.

فقلت في نفسي: هذا أكيد صاحبي السابق - شعيل الدباسي - عله لا يدري أني صاحبه السابق - الحنشولي - فيسلمني إلى أمير المدينة.

ويمضي الضيف في سالفته يقول:

سحبت جسدي وعدت إلى حطبي وأشعلت نارا استدفئ بها من البرد، عاد الرجل إليَّ فرميت نفسي على الأرض كأنني ميت، وقف على راسي وهو يقول ويسأل نفسه وبلهجة عامية: تبيه مات (تراه مات من الضرب؟ ) ويجيب الرجل نفسه بنفسه: لا ما مات

مغمى عليه.

تركني الرجل يقول الراوي ومضي في طريقة فلحقت به وقبلت يديه كما فعلت مع شعيل الدباسي وقلت له: يا عم من أنت؟

فقال لي وبصوت ثخين وجهوري: ماذا تريد مني؟ قلت: يا عم أعجبتني بطولتك وتحملك لضربي ولم تخف مني.

فقال: الله يأخذك أنا منصور الشريدة (1)، فقبلت يديه مرة ثانية لأنني سبق وأن سمعت عن بطولاته رحمه الله وبطولة بقية أسرته، الشريدة - ومنهم: يحيى الشريدة، ومحمد رحمهم الله جميعًا.

يقول الراوي: فبعت حطبي وهربت عن منطقة القصيم كلها، سلمت من موقفين أخشى أن لا اسلم من الثالثة (2).

(1) منصور بن عبد الرحمن الشريدة، من أعيان بريدة المشهورين بالبطولة، توفي رحمه الله عام 1354 هـ.

(2)

سواليف المجالس، ج 3، ص 4 - 9.

ص: 32