الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية موضي بنت دوخي:
وجدنا وصية لموضي بنت دوخي، ولا أدري أتعني ذلك أن والدها اسمه دوخي، أم إن ذلك يدل على أنها من أسرة الدوخي فقط، والمهم ليس هذا وإنما لكون وصيتها كتبت أكثر من مرة وشهد بها بعد ذلك عدد من الشهود العدول.
أما تغيير الوصية، وكتابتها أكثر من مرة فإن هذا جائز شرعًا، إذ يجوز للموصي أن يغير وصيته ما شاء ما دام حيًّا.
ووصية موضي بنت دوخي التي نحن بصدد الكلام عليها كتبت في اليوم الخامس عشر من جمادى الأولى من عام 1277 هـ بخط عبد الله المزيد وهو من المزيد أهل المريدسية أسلاف الخطيب.
قالت الوصية بعد الديباجة الطويلة:
أوصت من ثلث ماله (مالها) لها بثلاث نخلات بضحية الدوام وعشاء الجمعة، والمراد به طعام العشاء الذي يطبخ يوم الجمعة في شهر رمضان يأكل منه أقارب الموصي وغيرهم، وفي الغالب لا يخصصون ذلك بالفقراء.
وقالت: ولأمها فاطمة ولم تذكر بقية نسبها بثلاث نخلات بضحية الدوام وعشيات ولبوه (لأبيها) دوخي وهنا أوضحت بأنها ابنة لدوخي نفسه ثلاث نخلات بضحية الدوام وعشاء الجمعة.
والمراد من الوصية بالنخلات الثلاث بأضحية وعشاء أن ريعها الذي يأتي من تمرها يشترى منه ما ذكر من الأضحية والعشاء في أيام الجمع في رمضان.
ثم ذكرت أن في ذمتها لبنته (ابنتها) منيرة حجة بحيث يستأجر أحد الثقات الذي سبق لهم أن أدوا فريضة الحج يحج إلى مكة المكرمة وينوي أن يكون ثواب حجته للمذكورة، وهي ابنتها منيرة ولم توضح اسمها الكامل.
ثم قالت: وصيبتي من بنتي منيرة تريد ما ورثته من ابنتها منيرة التي كانت قد ماتت من قبل له (لها) أي لمنيرة بضحية الدوام.
ثم قالت: والشقراء أي النخلة الشقراء التي عن الخارة من شمال، والخارة هي مفجر الماء من البركة التي هي الجابية أي من حيث يجري الماء من البركة إلى النخل والزرع.
ووصفتها أيضًا بأنها التي عن أم حمام مطلع الشمس، وأم حمام لها الآن عند الناس اسم آخر هو الكويرية، وذكرت مصرف ريعها أي تمرها، وأنه لطقاق الباب السِّيَّال.
وطقاق الباب هو السائل المحتاج لشيء من التمر كان يطرق على الناس أبواب منازلهم يسألهم شيئًا من ذلك، وقد أوضحت المراد مع أنه واضح معروف لي وأمثالي بأنهم (السِّيَّال) جمع سائل بمعنى مستجدٍ أو شحاذ.
ثم ذكرت شيئًا آخر يدل على ثروتها وديانتها وهو إقرارها بأن لبناتها مريم وعايشة وفاطمة ومضاوي عندها سبعين ريالًا، ذكرت أنها قرضة حسنة منهن لها.
وأوصت بشيء غير شائع الآن وهو قولها:
"وناقة صدقة تذبح، والمراد يوزع لحمها صدقة على المحتاج.
وشيء آخر لم أفهمه حق الفهم وهو (ثوب للعشوي) إذ ربما كان المراد للمرأة التي تحتاجها للباس في عشاء زوجها أو نحوه.
وقالت: وصيبتي، أي نصيبي من الأثل على المكان سبيل.
ويراد من ذلك أنه يسقف منه ما يحتاج إلى تسقيف من البيت الذي يكون في ذلك الملك الذي هو النخل وما يتبعه، وكذلك إذا احتاج المكان أي النخل
إلى أخشاب للبئر ونحوه يؤخذ من ذلك الأثل الذي جعلته سبيلًا عليه.
ولم تقتصر على ذلك بل ذكرت شيئًا تافهًا لم أر من ذكره غيرها وهو أن الفحل وهو الفحَّال الذي هو ذكر النخل الذي تلقح منه النخلة هو سبيل على المكان أي على النخل، ثم قالت أيضًا: والنبتة والمراد بها النخلة التي تنبت من دون أن تغرس أو كانت أمها كذلك وليست من أنواع النخل المعروف كالشقر والمكتومي، وقد وصفتها بصفة لا تعرف بها الآن وهي أنها التي عن الفحل الشرقي شرق، وعن المكيتمية: تصغير المكتومية النخلة المعروفة: مهب الهيف.
ومهب الهيف هو جهة الجنوب الغربي ذكرت أن هذه النبتة لأمها لضحية الدوام.
وذكرت أن الوصي على تنفيذ هذه الوصية هو محمد العبد الله، ولم تذكر اسم أسرته.
والشاهد: محمد العبد الله الصمعاني.
والكاتب عبد الله المزيد.
وقد استدركت بعد إنهاء الوصية شيئًا مهمًّا وهو نصيف ودك للسراج لمسجد القويطعة.
والنصيف هو نصف المد الذي هو ثلث الصاع، فالنصيف إذًا هو سدس الصاع، ونظرًا إلى أن الودك وهو الذي يخرج من شحم الدابة عندما تذاب لا يكال، فالمراد أنه يوزن وهو يعادل ثلث وزنة.
ومسجد القويطعة في حويلان.
والودك كالزيت يوقد منه سراج المسجد.
وتاريخ هذه الوصية نهار 15 من جمادى الأولى سنة 1277 هـ.
الوصية الثانية:
الوصية الثانية لموضي بنت دوخي ووصفت هنا بأنها أم عيال خريف الضحيان هي على صفة شهادة، بإثبات الوصية وتقول: إنه شهد محمد العبد الله الصمعاني الذي كان شاهدًا على الوصية الأولى، ومحمد آل عبد الله الضحيان، بأن موضي بنت دوخي، إلى أن قال:
أوصت في ثلث مالها بأعمال البر وهي قريبة لما جاء في الوصية الأولى، وإن لم تكن مطابقة لها.
وجعلت الوصي عليها محمد العبد الله بن ضحيان وهو الوصي على التي قبلها، ولكنها لم تذكر اسم أسرته فيها.
والوصية والشهادة بالوصية هذه مكتوبة بخط مبارك بن عبد الله الدباسي في 11 ذي الحجة عام 1287 هـ أي بعد عشر سنوات من تاريخ الوصية الأولى، ولكن هذه الوصية الأخيرة وصلت إلينا منقولة بخط إبراهيم آل محمد الشاوي نقلها من خط الكاتب الأصيل في 6 جمادى الثانية عام 1319 هـ.
وأسفل من هذه الثانية شهادة بأن الناظر محمد العبد الله الضحيان وأخاه صالح العبد الله نقلًا ثمين جدتهم، والمراد به الثمن الذي ورثته من مال زوجها بعد وفاته، وأنهم باعوه بعشرة أريل بإذن الشيخ القاضي محمد بن سليم وجعلوا لها بثمنه شقراء على بركتهم في ملكهم المسمى بالغريس.
والشاهد صالح بن خلف الحلوة.
والكاتب: عبد الله الراشد بن بطي والتاريخ: شوال سنة 1318 هـ.
وهذه وصية أخرى لموضي بنت دوخي، ربما صح أن تسمى (الوصية الثالثة) وإن كانت أقدم، لأنها غير الوصيتين السابقتين، وهي مؤرخة في 5 ربيع الأول سنة 1272 هـ بخط عبد الله العويصي.
وقد دخلت في الوصية مباشرة بدون أن تذكر الديباجة، أو المقدمة المعتادة في الوصايا فقالت: هذا ما أوصت به موضي بنت دوخي على الصحة من عقلها وبدنها على أنها أوصت في أربع نخلات في ضحايا وعشيات لأمها وأبوها على الدوام.
قال الكاتب: تزعم أنه من شيء داخلٍ في ذمتها لوالديها، وهي من غير ثلثها وأوصت في ثلث مالها لعمها جريذي - على لفظ تصغير جرذي.
وذكرت أن وكيلة بعض ما أوصت به بنتها فاطمة، وبعد موتها أي بعد موت فاطمة بنتها مريم وذريتها.
قالت: ووكيل بنتها ذراريهم، ربما أرادت بالوكيل هنا الناظر والوصي أن البنت التي تتوفي يقوم أحد ذريتها مقامها في تنفيذ هذه الوصية.
ثم قالت الموصية: والدار تزعم أنها للبنات شاريتها من حقهن، ولم تذكر صفة الدار ولا مكانها.
ثم قالت: والبقر لمريم ومضاوي وعايشة، تزعم أنهن شاريتها لهن.
والناقة المرجاع للبنات والمرجاع هي التي يسني عليها أي يخرج عليها الماء من البئر للفلاحة، تزعم أنها شاريتها لهن من حلالها.
وقالت: والصُّفَّة القبلية اللي بها جصَّة سليمان لولد سليمان: محمد حياة عينه.
والصُّفة هي الغرفة في الطابق الأرضي من المنزل، والجصة مخزن التمر تبنى بالحجارة والجصّ، ولذا سميت الجصة.
وقولها: حياة عينه أي طول حياته، والتمر اللي بجصة الحصا للبنات من نصيبهن أيضًا.
وذكرت أشياء وقتية أي تنتهي في وقتها.
والشاهدان على ذلك عثمان الضيف الله العريني، وعبد الله بن عبد الوهاب البريدي.