الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تغيير العجلة، وكان الوقت مع الغروب ونريد أن ندرك صلاة الجماعة، فقلت له: إننا بحثنا عن (تاكسي) يوصلنا إلى بيوتنا، فقال: أنا أوصلكم لو أردتم إلى الرياض بسرور، وكنا في التغيرة عند فندق السلمان وبيوتنا في العكيرشة.
فاركبنا معه وهو يهلِّي ويرحب فقلت له: أتعرفنا؟ قال: لا، فقلت له: أنا فلان، وهذا أخي عبد الكريم مدير شئون الطلاب في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم سابقا وهو الآن متقاعد.
فعجب من ذلك وقال: كنت أسمع بك وأتمنى أن أراك، ثم قبل راسي وأوصلنا إلى العكيرشة.
وعجبت من كرمه وشهامته، ولو ذكرت له أجرة لامتعض من ذلك وهو يعمل في التدريس.
وذكر لي أنّه فلان (الدليلان) فقلت له: وأنا أتمنى أن أرى أحدا من أسرتكم لأسأله عنها.
الدليلي:
بكسر الدال في أوله بعدها لام أولى مفتوحة، فياء ساكنة بعدها لام ثانية مكسورة، وآخره ياء كياء النسب.
لم أعرف كثير شيء عن هذه الأسرة إلا أنها ورد ذكرها في عدة وثائق.
منها هذه المؤرخة في 13 رجب عام 1263 هـ.
وهي وثيقة هبة وهبت بموجبها هيا الناصر بنت (دليلي) عبد الرحيم الحمود وهو شخص معروف في ذلك الوقت، بل هو بارز في زمانه، وهو من أسرة (آل أبي عليان) حكام بريدة السابقين والموهوب ثمينها والمراد به ثمن مال زوجها الذي ورثته منه بعد وفاته، وذلك أن الزوجة ترث ثمن مال زوجها إذا توفي قبلها في حالة ما إذا كان له أولاد، فإن لم يكن له أولاد فإنها ترث الربع.
وزوجها هو محمد آل محيسن بن ملاك، وهو من آل أبو عليان أيضًا.
والثمن المذكور من ملك زوجها المعروف - يعني في وقتها في الشماس، والمراد خب الشماس الذي يباري خب الغاف من جهة الشرق، وليس بلد (الشماس) فذلك هجر وترك منذ عام 1196 هـ، كما قدمت ذكر ذلك في المجلد الأول من هذا الكتاب.
والهبة تشمل نصيبها من نخل وأرض وبئر وأثل، حيه وميته.
وقد قبل عبد الرحيم الهبة المذكورة.
وكلّ ذلك بموجب شهادة شاهدين هما محمد بن عبد الله الشمالي ولا أدري أهو من (الشمالي) أهل حويلان، أم من (الشمالي) أهل المريدسية، فهما أسرتان.
والشاهد الثاني: عبد الله السليمان ولم أعرفه.
وكتب شهادة الشاهدين عن أمرهما سليمان بن سيف.
ووجدت وثيقة مؤرخة في شوال من عام 1275 هـ بخط سليمان السعوي، ولكنها وصلت إلينا منقولة بعد كتابتها بسنتين أي في سنة 1287 هـ بخط إبراهيم بن محمد بن حمد، وربما الكاتب هو الشاوي فلم أتيقن من قراءة اسمه.
وفيها ورد ذكر (مزنة بنت فهد) العودة بن دليلي.
والوثيقة شهادة من عبد الله بن سعد بن عمران وعبد الرحمن بن عرفج بأن (مزنة) المذكورة باعت على سلمى آل محمد آل جار الله آل ثنيان، وهؤلاء من (أبا الخيل) أهل خب ثنيان الذي يسمى الآن عند بعض النّاس خب عزارين.
والمبيع نصيبها من الجوي المسمى الرويضة، والثمن ريال واحد.
وتحتها في الورقة نفسها مبايعة أخرى بأن (علي العميري) قد باع على سلمى المحمد بن جار الله ملك إرثه من أبيه.
والثمن ستة أريل وسبعة عشر ربع، والربع يراد به ربع ثلث الريال الفرانسة، فالثمن كله هو سبعة ريالات وسدس ريال، والكاتب: عبد الله بن شومر.
ولعدم وضوح الوثيقتين رأيت كتابتهما بحروف الطباعة:
"شهد عندي عبد الله بن سعد بن عمران وعبد الرحمن بن عرفج بأن مزنة بنت فهد العودة بن (دليلي) باعت على سلمى آل محمد آل جار الله آل ثنيان نصيبها من الجوي المسماة الرويضة بثمن معلوم قدره ريال بلغها بالتمام من يد سلمى، والمبيع على جميع ما تستحق مزنة من الأرض والأبيار والقصور والأثل، والشقص المذكور الواقع عليه البيع معروف عند البايع، والمشتري قدر ربع تسيع ثلث الجوي المذكور.
كاتبه عن أمر الشهود سليمان السعوي تاريخه في شوال سنة 1275 هـ.
نسخه من كتب سليمان المذكور إبراهيم بن محمد بن حمد تاريخه 1 جماد سنة 1287 هـ وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم".
الوثيقة الثانية:
"الحمد لله، أقر علي العميري راع الزرقا بأنه باع على سلمى المحمد بنت جار الله ملكهـ وإرثه من أبيه ومن والدته من الأرض والقليب الكاينات بالرويضة بجميع حقوقه وحدوده وما تبعه بثمن معلوم بيانه ستة أريل وسبعة عشر ربع.
وأقر علي بأنه وصله الثمن بالتمام على عقد البيع، باع علي هذا المبيع وما تبعه واشترت سلمى هذا الملك وما تبعه بذلك الثمن المعلوم، وداخل في المبيع ملكه الذي درج له من ملك الحمود.
وجرى ذلك في يوم أحد عشر من جماد ثاني سنة 1275 هـ شهد على ذلك عثمان المحمد وشهد به كاتبه عبد الله بن شومر".