الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ} لا ملك مقرب ولا نبي مرسل {ما أُخْفِيَ لَهُمْ} خبئ لهم {مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} أي من شيء تقرّ به عيونهم وتسرّ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة:
«يقول الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ذخرا، بله
(1)
ما أطلعكم عليه، اقرؤوا إن شئتم:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} ».
سبب النزول:
نزول الآية (16):
{تَتَجافى جُنُوبُهُمْ} : أخرج البزار عن بلال قال: كنا نجلس في المسجد، وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلون بعد المغرب إلى العشاء، فنزلت هذه الآية:
{تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ} لكن في إسناده ضعيف. وذكره الواحدي النيسابوري عن مالك بن دينار قال: سألت أنس بن مالك عن هذه الآية فيمن نزلت، فقال: كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون من المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وهذا مروي عن قتادة وعكرمة.
وأخرج الترمذي وصححه عن أنس: أن هذه الآية نزلت في انتظاره الصلاة التي تدعى «العتمة» أي العشاء.
وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ} قال: هي قيام العبد أول الليل.
وقال الحسن البصري ومجاهد ومالك والأوزاعي: نزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة.
ويدل على صحة هذا السبب
ما أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم، وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر
(2)
، فأصبحت يوما قريبا منه، ونحن نسير، فقلت: يا نبي
(1)
بله: اسم فعل مبني على الفتح مثل كيف، ومعناها: دع عنكم ما أطلعكم عليه، فالذي لم يطلعكم أعظم.
(2)
في غزوة تبوك.