الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة إحدى وعشرين وستمائة
والممالك على ما كانت عليه في السنة الماضية
ذكر عود التتر إلى الرى وهمذان
كان أهل عراق العجم بعد أن قتلت فيهم الطائفة المغربة (1) من التتر ما قتلوا (2)، وسبوا [ما سبوا (3)] ثم رجعوا عنهم، قد عاد من سلم منهم من أهل البلاد من المسلمين [113 ب] إلى البلاد وعمروها واطمأنوا، وظنوا أن التتر لم تبق لهم معاودة إلى البلاد. فلم يشعروا في هذه السنة إلا والتتر قد وصلوا إليهم في أولها، فلم يمتنعوا عنهم، فوضعوا في أهل الرى السيف وقتلوهم كيف شاؤوا (4). ثم ساروا إلى ساوة (5) ففعلوا بها كذلك، ثم قصدوا قم (6) وقاشان، وكانتا قد سلمتا من التتر في النوبة الاولى؛ فأنهم لم يقربوهما (7) في تلك المرة، ولم يصب
(1) انظر ما سبق، ص 57.
(2)
في نسخة م «وقتلوا» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(3)
اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(4)
في نسخة م «شا» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، الكامل، ج 12، ص 419 (حوادث سنة 621).
(5)
ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن ساوه مدينة حسنة بين الرى وهمذان وأنه كان بها دار كتب «لم يكن في الدنيا أعظم منها» حرقها التتر.
(6)
قم مدينة كبيرة من بلاد الجبل حسنة بين ساوة واصبهان، وتذكر عادة مع مدينة قاشان وبينهما اثنا عشر فرسخا، انظر ياقوت، معجم البلدان؛ أبوا الفدا، تقويم البلدان، ص 420 - 421.
(7)
في نسختى المخطوطة «يقربوها» والصيغة المثبتة من ابن الأثير، ج 12، ص 419.
أهلها أذى، فأتوهما في هذه المرة وقتلوا أهلهما وخربوهما، وألحقوهما بغيرهما من البلاد في الخراب.
ثم ساروا في البلاد يخربون وينهبون ويقتلون، ثم قصدوا همذان وكان قد اجتمع بها كثير من الذين سلموا من أهلها، فأبادهم التتر قتلا وسبيا.
وخربوا البلاد وكانوا لما وصلوا إلى الرى وجدوا بها عسكرا كثيرا من عسكر خوارزم شاه، فكبسوهم وقتلوا فيهم، وهرب من بقى منهم إلى أذربيجان ونزلوا بأطرافها. فلم يشعروا إلا والتتر قد كبسوهم [مرة ثانية (1)] ووضعوا فيهم السيف، فولوا منهزمين. ووصلت طائفة منهم إلى توريز وتفرق الباقون.
ووصل التتر إلى قريب توريز وأرسلوا إلى صاحبها مظفر الدين أزبك بن البهلوان يقولون له: «إن كنت موافقنا فسلم إلينا من عندك من الخوارزمية وإلا فتعرفنا إنك غير موافق لنا» . فعمد إلى من عنده من الخوارزمية فقتل بعضهم وأسر بعضهم، وحمل الأسرى والرؤس إلى التتر، وأنفذ معهم (2) من الأموال والثياب والدواب شيئا كثيرا، فعادوا عن بلاده طالبين خراسان. وقد ذكر أن هذه الطائفة من التتر كانوا ثلاثة آلاف فارس، وكان الخوارزميه الذين انهزموا ستة آلاف فارس، وعسكر أزبك [مظفر الدين بن البهلوان (3)] صاحب أذربيجان أكثر من الجميع، فألقى الله تعالى الخذلان في الكل، ولم يقدر لهم الدفع عن أنفسهم فنعوذ بالله من الخذلان.
(1) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(2)
في نسخة م «معهما» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(3)
اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.