الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما قد وقع فيه مع أخيه وأنه كثير التلون معه (1) ولا يثبت على أمر من الأمور». وأنه آخر ما وقع بينه (2) وبينه أنه التمس منه (3) أن يحلف له أتابك على مساعدته ومعاضدته، وأن لا يوافق السلطان الملك الكامل عليه، وأنه متى قصده الملك الكامل كان عوناله على الملك الكامل، قال [كمال الدين (4)]:«فلما بلّغت الأتابك (5) ما قال لى امتنع من الموافقة على ذلك، وقال أنا حلفنى الملك الأشرف للملك الكامل وفى جملة يمينه أن (6) لا أهادن أحدا من الملوك على قضية إلا بأمره، فإذا أراد هذا منى فليأتنى بأمر من الملك الكامل حتى أساعده على ذلك» . وحين تحقق الملك الأشرف أنه لا خلاص له من أخيه وأنه لا يخلص من اعتقاله إلا بمساعدته على كل ما يريده، ساعده في حكم المكره على كل ما طلبه منه، وحلف له أنه يعاضده على الملك الكامل والملك المجاهد صاحب حمص والملك الناصر صاحب حماه.
ذكر رجوع الملك الأشرف إلا بلاده وتخلصه من أخيه
الملك المعظم
ولما حلف الملك الأشرف للملك المعظم على ما أراد مكرها، أطمأن أخوه الملك المعظم إلى ذلك، ومكنه من الرحيل إلى بلاده، ولم يظن أحد أنه ينفلت من يده إلا بأخذ معظم بلاده منه. وكان رحيله من (7) دمشق في جمادى الآخره من هذه السنة، فكانت مدة مقامه عنده نحو عشرة أشهر. ولما رجع الملك الأشرف إلى بلاده رجع عن جميع ما تقرر بينه وبين الملك المعظم، وتأول في
(1) في ابن العديم «يتلون معه تلون الحرباء» .
(2)
يقصد هنا ابن العديم، انظر زبدة الحلب، ص 200.
(3)
يقصد هنا ابن العديم، انظر زبدة الحلب، ص 200.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(5)
في ابن العديم «أبلغت أتابك» .
(6)
في ابن العديم «أننى» .
(7)
في نسخة م «إلى» والصيغة المثبتة من نسخة س.
إيمانه التي حلفها أنه كان مكرها عليها، وأنه تحقق أنه لا ينجيه منه (1) إلا موافقته على مراده. وندم الملك المعظم من تمكينه من الانفصال عنه، وسير العرب إلى بلد حمص وحماه فعاثوا فيها (2).
وفى هذه السنه رجع الملك الناصر داود بن الملك المعظم إلى أبيه من إربل وصحبته الشيخ شمس الدين عبد الحميد الخسروشاهى تلميذ الأمام فخر الدين بن الخطيب الرازى (3) وكان الملك الناصر يشتغل عليه في العلوم [العقلية (4)].
ولما تأكدت الوحشه [133 ب] بين الملك المعظم وأخويه [الملك الكامل والملك الأشرف (5)]، وعلم الملك الكامل انتماءه إلى سلطان العجم جلال الدين بن خوارزم شاه خاف أن يكون اتفاقهما سببا لزوال الدوله، فأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن صدر الدين شيخ الشيوخ إلى الأنبرطور فردريك صاحب بلاد انبوليه وجزيرة صقلية (6) يطلب منه القدوم إلى عكا، ووعده أن يعطيه البيت المقدس وبعض الفتوح الناصرى (7)، وقصد بذلك إشغال سر أخيه الملك المعظم ليحتاج إلى
(1) في ابن العديم (زبدة ج 3 ص 201)«لا ينجيه من يدى أخيه» ويلاحظ أن ابن واصل ينقل هذه الأحداث من ابن العديم مع قليل من التغيير في الألفاظ.
(2)
في ابن العديم (زبدة ج 3 ص 201)«فعاثوا فيهما ونهبوا» .
(3)
هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين التيمى الطبرستانى الرازى ذكر ابن خلكان (وفيات ج 1 ص 474) في ترجمته أنه فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل. وقد توفى سنة 606 هـ - 1210 م بمدينة هراة.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(6)
في نسخة س «الأنبرطور وردريك ملك الأفرنج وطلب منه القدوم إلى عكا» ، والأمبراطور المقصود هنا هو فردريك الثانى امبراطور الدولة الرومانية المقدسة (1194 - 1250)، وذكر أبو الفدا (تقويم، ص 198) والقلقشندى (صبح، ج 5، ص 410) أن مملكة بوليه ويقال لها أنبولية «مملكة على بحر الروم عند فم جون البنادقه من غربيه» .
(7)
في نسخة س «الصلاحى» .