الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له التقليد بمملكة حماة وعاد إلى حماة مسرورا، وقد قضيت لبانته (1) باستقراره في مملكة والده، ووصلته بخاله وكان ذلك مما كانت أمانيه متعلقة به في الديار المصرية.
وكان في صحبته رجل بمصر يقال له الزكى القوصى (2)، وكان متأدبا، فأنشده ليلة بمصر بيتين من نظمه يذكر فيهما تمنى (3) عود ملك أبيه إليه، وتزوجه (4) بابنة خاله الملك الكامل وهما:
متى أراك كما أهوى وأنت ومن
…
تهوى كأنكما (5) روحان في بدن
هناك أنشد والأقدار مصغية
…
هنيت بالملك والأحباب والوطن
فقال [الملك المظفر (6)]: «يا زكى، والله لئن كان ذلك لأعطينك ألف دينار» .
فلما ملك حماة، [وعيد العيد (7)]، وعقد العقد ذكّره الزكى (8) به، فأمر له بألف دينار فحملت إليه.
ذكر رجوع السلطان الملك الكامل إلى الديار المصرية
ولما قرر السلطان الملك الكامل أمر الشرق رجع إلى الديار المصرية بعساكره، وكان قد وردت عليه كتب من أم ولده (9) الملك العادل سيف الدين
(1) في نسخة س «أمانيه» ؛ واللبانه هى الحاجة التي يهم الإنسان قضاؤها، انظر القاموس.
(2)
في نسخة س «رجل من أهلها يقال له زكى الدين القوصى» ، والصيغة المثبته من نسخة م.
(3)
في نسخة س «تمنيه» .
(4)
في نسخة س «وتزيجه» .
(5)
في نسخة م «كأنما» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من نسخة س.
(6)
ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(8)
في نسخة س «زكى الدين» .
(9)
في س «والده» وهو تصحيف، انظر المقريزى، السلوك ج 1 ص 238.
أبى بكر تشكو من ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب - نائب أبيه في الملك بالديار (1) المصرية وولى عهده - وتذكر عنه أنه قد عزم على التوثب على [أخذ (2)] الملك [من والده الملك الكامل، وأنه قد اشترى (3)] جماعة كثيرة من المماليك الترك، وأخذ جملة من أموال التجار عظيمة. وبذل جملا عظيمة (4) من بيت المال:«وإن لم تدرك البلاد، وإلا غلب (5) عليها، وأخرجنى وولدك الملك العادل من البلاد» . ولما ورد عليه ذلك من أم الملك العادل أغضبه [وأحنقه (6)] وأسرع الرجوع إلى الديار المصرية.
ولما وصل أظهر التغير على [ولده (7)] الملك الصالح، وقبض على جماعة من أصحابه واعتقلهم، وطالبهم بالأموال التي فرط فيها. وكان هذا هو السبب الذى صرف عزم الملك الكامل إلى تولية عهده لإبنه الملك العادل وإبعاد الملك الصالح إلى الشرق، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى (8). [وعهد بالسلطنة بعده إلى ولده الملك العادل سيف الدين أبى بكر (9)]، [154 ب] وكان عمر
(1) في نسخة س «في الديار» والصيغة المثبتة من م.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س، وورد بدلها في نسخة م «واشترى» .
(4)
في نسخة س «وبذل كثيرا من. .» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(5)
في نسخة س «تغلب» ، والصيغة المثبتة من نسخة م وكذلك من المقريزى، السلوك، ج 1 ص 238.
(6)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(8)
في نسخة س وردت هذه الجملة كما يلى: «وكان هذا هو السبب في انحرافه عن الملك الصالح إلى الملك العادل حتى أودى ذلك إلى انفاد الملك الصالح إلى الشرق على ما سنذكره إن شاء الله تعالى» .
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
الملك العادل يومئذ إحدى عشرة (1) سنة؛ [فإن مولده - على ما ذكر لى - سنة خمس عشرة وستمائة، بعد موت جده، ولهذا سماه باسمه ولقبه بلقبه (2)].
وكان الملك الكامل شديد الميل إليه وإلى والدته؛ [وهى كانت جارية للفقيه نصر، وأصله من حماة من بنى هلال. وبلغنى أنه كان أهدى للملك الكامل طعاما فاستطابه جدا. وسأله من صنع هذا الطعام، فأخبره أنه صنعته جارية له، فطلبها منه، فأهداها إليه فأولدها الملك العادل وعدة بنات؛ إحداهن فاطمة خاتون التي زوجها الملك العزيز بن الملك الظاهر صاحب حلب؛ ومنهن عاشورا خاتون التي زوجها لابن أخيه الملك الناصر بن الملك المعظم، ولم يدخل بها على ما سنذكره؛ ومنهن التي تزوجها الملك السعيد عبد الملك ابن الملك الصالح عماد الدين اسماعيل بن الملك العادل، وأولدها الملك الكامل ناصر الدين محمدا وهو الآن حى (3)].
وفى أواخر هذه السنة - أعنى سنة ست وعشرين وستمائة - قصدت الفرنج حصن بعرين وصاحبها الملك الناصر قلج أرسلان - كما ذكرنا - فنهبوا بلده وأعماله، وسبوا، ومن جملة من ظفروا به طائفة من التركمان كانوا نازلين في ولاية بعرين، فلم يسلم منهم إلا النادر والشارد (4).
(1) في نسخة س «نحو أحد عشر سنة» ، والصيغة المثبتة من نسخة م، انظر أيضا المقريزى، السلوك، ج 1 ص 247.
(2)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في نسخة م.
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في نسخة م.
(4)
في نسخة م «الشاذ» والصيغة المثبتة من نسخة س.