الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حصر جلال الدين بن خوارزم شاه خلاط وهو الحصر الأول
ولما رجع جلال الدين من غزو الأبخاز سار مجدا إلى ملاذكرت (1) من بلد خلاط، فنازلها يوم السبت ثالث عشر ذى القعدة من هذه السنه، ثم رحل منها فنزل على خلاط، وبها الحاجب حسام الدين على الموصلى نائب الملك الأشرف، وقاتل أهلها قتالا شديدا. ووصل عسكره إلى سور المدينة ودخلوا الربض (2) الذى لها، وذلك بعد أن زحفوا إلى السور، وقتل منهم قتلى كثيرة.
ثم زحفوا إليها (3) مرة ثانية، وقاتل أهل البلد قتالا شديدا، وعظمت نكاية عسكر جلال الدين بأهل خلاط، [ووصلوا إلى سور البلد، ودخلوا الربض الذى له (4)]. ولما هجموا الربض مدوا أيديهم في النهب وسبى الحريم.
فلما رأى أهل خلاط ذلك حرض بعضهم بعضا فقاتلوا العسكر قتالا شديدا، وأخرجوهم من البلد، وقتل بينهم خلق كثير، وترجل الحاجب علىّ ووقف في نحر العدو، وأبلى بلاء حسنا. وأسر عسكر جلال الدين من أمراء خلاط جماعة، وقتل منهم كثير. ثم استراح جلال الدين عدة أيام، وعاود الزحف مثل أول يوم، فقاتله أهل خلاط حتى أبعدوا عسكره عن البلد.
(1) ملازكرد وتعرف أيضا منازجرد ومنازكرد - كما ذكر ياقوت - وملاسكرد وملسجرد مدينة بأرمينية تقع إلى شمال بحيرة فان وفيها وقعت سنة 1071 وقعة فاصلة مشهورة بين السلاجقة والبيز نطيين، أسر فيها الأمبراطور البيزنطى رومانوس الرابع (ديوجينس)، انظر ياقوت، معجم البلدان
Buchner، article Malazgerd in EI Cahen، Pre - Ottoman Turkey، pp. 29، 66 - 9، 83، 129 - 130.
(2)
الربض سور المدينة وما حولها من بيوت ومساكن، انظر محيط المحيط.
(3)
في نسخة م «اليه» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، الكامل، ج 12 ص 461
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
وأقام جلال الدين محاصرا لخلاط إلى أن اشتد البرد، ونزل الثلج فرحل عنها، لسبع بقين من ذى الحجة من السنة. وكان سبب رحيله مع خوف الثلج ما بلغه من فساد التركمان الايوانية (1) - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
ذكر وفاة الإمام الظاهر [بأمر الله (2)]رحمه الله
وفى رابع عشر رجب من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وعشرين وستمائه - مات الخليفة الظاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله، وكانت مدة خلافته تسعة أشهر وأربعة عشر (3) يوما. ولقد تباعد ما بينه وبين أبيه الناصر لدين الله تباعدا جدا في أمور، أحدها: أن مدة خلافته كانت قصيرة جدا، فلم يل من بنى العباس من هو أقصر مدة في الولاية منه إلا المنتصر بالله ابن المتوكل فإنه كانت مدة خلافته نحو خمسة أشهر. وطالت مدة أبيه الناصر [لدين الله](4) في الخلافة جدا، فلم يل من بنى العباس، بل ولا من الخلفاء قبلهم، أطول مدة في الخلافة منه. وثانيها: أنه كان في غاية العدل والإحسان إلى الخلق، وكان أبوه في غاية الظلم والعسف. وثالثها: أنه كان في غاية التعصب لمذهب [أهل (5)] السنة [والبغض للروافض، وكان أبوه في غاية الميل إلى الروافض (6)].
(1) عن قبائل التركمان في وسط آسيا أنظر:
Barthold، Turkestan down to the Mongol invasion، pp. 234، 257، 284 - 5، 293، 295، 297 - 302، 333، 408، 416، 440، 449; id، article Turkomans in EI .
(2)
في نسخة م «بالله» والصيغة المثبتة من نسخة س، انظر أيضا زامباور، معجم الأنساب، ج 1، ص 4.
(3)
في نسخة س «وأربع عشر يوما» وهو تصحيف وفى ابن الأثير (الكامل، ج 12 ص 456)«وأربعة وعشرين يوما» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(6)
ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س «وكان أبيه متعصبا جدا لمذهب الروافض» .