الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى وكانت قد صارت له - كما تقدم ذكره (1) - واشتد مرضه بها، وتوفى ودفن بالمعلى (2) وعمره نحو ست وعشرين سنة. وكانت مدة ملكه اليمن أربع عشرة سنة، لأنه ملكها سنة اثنتى عشرة وستمائة، وعمره اثنتا عشرة سنة.
ذكر سيرته رحمه الله
(3)
كان ملكا شجاعا مقداما، ذا بأس شديد، وهمة عالية، وشهامة عظيمة.
وكان أبوه يخاف منه على بقية أولاده. ولما تملك الملك المسعود (4) اليمن والحجاز دوخهما (5) وأزال عنهما المفسدين، وسفك دماء خلق من أهل الشر والعيث (6)، وجماعة من الأشراف المفسدين. فخافته العرب وغيرهم، وعظمت هيبته جدا [149 ب]. وكان قدم إلى والده زائرا سنة عشرين وستمائة، بعد استيلائه على مكة شرفها الله تعالى. وأقام بالقاهرة [بالقصر (7)] مدة، وأقام هيبة والده وناموسه، وخافته الأمراء والجند [بمصر وهابوه، ثم رجع إلى بلاده (8)].
(1) انظر ما سبق، ص 251.
(2)
ذكر ابن خلكان (وفيات، ج 2 ص 52) أن الملك المسعود «أوصى أنه لا يبنى عليه قبة بل يدفن في جانب المعلى جبانة دمشق شرفها الله تعالى» .
(3)
عن سيرة الملك المسعود بن الكامل انظر سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج 8 ص 435؛ ابن خلكان، وفيات، ج 2 ص 51 - 52؛ أبو الفدا، المختصر، ج 3 ص 142.
(4)
في نسخة م «ولما ملك. . .» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(5)
ورد في ابن منظور (لسان العرب، ج 3 ص 493)«داخ البلاد يدوخها قهرها واستولى على أهلها» .
(6)
في نسخة س «العبث» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(8)
ما بين الحاصرتين من نسخة س، وورد بدلها في نسخة م «وهابوه» .
[وحكى لى أنه طلع يوما إلى القلعة فرأى جماعة من الأمراء وعلى رءوسهم الشرابيش (1)، فأنكر ذلك عليهم وقال: «إذا كنتم أنتم تلبسون الشرابيش والسلطان يلبس الشربوش، فبأى شىء يتميز عنكم السلطان، ويعرف منكم؟. والله لا أعود أرى أحدا منكم في دار السلطان أو موكبه يلبس شربوشا إلا ضربت عنقه». فما جسر منهم أحد بعد ذلك يلبس بحضرة السلطان ولا في موكبه شربوشا](2).
ومدحه لما قدم مصر كاتب أخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب، بهاء الدين زهير بن محمد القوصى (3) وهنأه بقدومه إلى مصر، وذكر قدومه في البحر بقصيدة مطلعها:
لكم حيث ما كنتم مكان وإمكان
…
وملك له تعنوا الملوك وسلطان
ضربتم من العزّ المنيع سرادقا
…
فأنتم له بين السماكين سكان
وليست نجوما ما أرى وسحائبا
…
ولكنها منكم وجوه وإيمان
(1) الشرابيش جمع شربوش، انظر ما سبق ص 88 حاشية 3.
(2)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في.
(3)
في نسخة س «ولما قدم إلى مصر مدحه بهاء الدين زهير بن محمد كاتب الإنشاء لأخيه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب» والصيغة المثبتة من نسخة م.
ومنها في ذكر مجيئه في البحر:
جزى الله بالإحسان سفنا حملنه
…
لقد حلّ معروف (1) لهن وإحسان
حوين جميع الحسن حتى كأنما
…
يلوح بها في ساحة اليم خيلان
وما هاج ذاك البحر حين سرى به
…
ولكن هذا (2) من خوفه وهو ثهلان (3)
لقد كان ذاك الموج يرعد خيفة
…
ويخفق قلب منه بالروع ملآن
ومنها:
قدمت قدوم الليث والليث باسل
…
وجئت مجىء الغيث والغيث هتّان
وما برحت مصر إليك مشوقة
…
ومثلك من يشتاق لقياه صديان (4)
تحنّ فتبدى (5) نيلها لك دمعة
…
ويعول قمرى على الدوح مرنان
ولما أتاها العلم أنك قادم
…
تهلل منها وجهها وهو جذلان
تصفق أوراق وتشدو حمائم (6)
…
وترقص أغصان وتفتر غدران
فحسبك قد وافاك يا مصر يوسف
…
وحسبك قد وافاك يا نيل طوفان
وخلف الملك المسعود ولدا صغيرا فسماه الملك الكامل يوسف باسم أبيه، ولقبه بلقبه صلاح الدين (7). [وكان في كفالة جده الملك الكامل إلى أن توفى
(1) في نسخة س «معروفا» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(2)
في نسخة س «هدى» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م.
(3)
ثهلان جبل من جبال نجد، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(4)
في نسخة س «بلدان» والصيغة المثبتة من نسخة م، والصدى شدة العطش، انظر ابن منظور (لسان العرب، ج 19، ص 185).
(5)
في س «فدرى» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م.
(6)
في س «حمائما» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م.
(7)
في نسخة س «ولقبه الملك المسعود صلاح الدين يوسف» .