الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حادثة غريبة
(1)
ظهر أمير من أمراء التركمان يقال له شمس الدين سونج (2)، ويقال لقبيلته قيشالوا (3)، وقوى أمره وقطع الطريق، وكثر جمعه. وكان قطعه الطريق ما بين إربل وهمذان، ثم إنه تعدى إلى قلعة حصينة [اسمها سارو (4)] لمظفر الدين ابن زين الدين صاحب إربل، [فأخذها وقتل عندها أميرا كبيرا من أمراء مظفر الدين (5)] يقال له عز الدين الحميدى، فجمع مظفر الدين وأراد استعادتها منه، فلم يمكنه ذلك لحصانة القلعة، وكثرة جموع هذا الرجل، فاصطلحا على ترك القلعة بيده.
وكان عسكر السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه يحصرون قلعة رويندز (6) وهى من قلاع أذربيجان، وهى من أحصن القلاع وأمنعها، لا يوجد مثلها.
وقد طال الحصار على من بها فأذعنوا (7) إلى (8) التسليم فأرسل جلال الدين بعض (9)
(1) في نسخة س ورد بدلها العنوان التالى: «قال صاحب التاريخ: ومن الحوادث الغريبة في هذه السنة أعنى سنه سبع وعشرين وستمائه أنه. . .» .
(2)
في نسخة م «صونج» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، الكامل، ج 12، ص 493.
(3)
في نسخة م «قيثالو» وفى نسخة س «فسالو» والصيغة المثبتة من ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة.
(4)
ما بين الحاصرتين من ابن الأثير.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن الأثير (الكامل، ج 12، ص 493) وورد بدلها في نسخة م «وقتل عندها أميرا كبيرا» .
(6)
في نسختى المخطوطة «روندر» والصيغة المثبتة من ابن الأثير (الكامل، ج 12 ص 493) وكذلك من ياقوت (معجم البلدان) الذى ذكر أنها قلعة حصينة من أعمال أذربيجان قرب تبريز.
(7)
في نسخة م «وأذعنوا» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن الأثير.
(8)
في نسخة س «في» وفى ابن الأثير (الكامل، ج 12 ص 493)«بالتسليم» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(9)
في نسخة م «يحرض» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن الأثير، (الكامل، ج 12 ص 493).
خواص أصحابه وثقاته ليتسلموا القلعة (1)، وأرسل معه (2) الخلع [والمال (3)] للذين هم بها. فلما صعد ذلك القاصد إلى القلعة وتسلمها، أعطى بعض من بالقلعة (4) ولم يعط البعض، واستذلهم وطمع فيهم، حيث استولى على الحصن. فلما رأى من لم يأخذ شيئا من الخلع والمال ما فعل بهم أرسلوا إلى [الأمير التركمانى (5)] شمس الدين سونج (6) المذكور ليسلموا إليه القلعة، فسار في أصحابه إليهم (7) فسلموها إليه، وهذا من غريب الاتفاق؛ فإن هذه رويندز (8) لم تزل أكابر الملوك تتقاصر عنها قدرتهم من قديم الزمان وحديثه [162 ا] فسهل الله تعالى أمرها لهذا الرجل الضعيف بغير قتال ولا تعب فملكها، وأزال عنها أصحاب جلال الدين الذى كان التتر وسائر الملوك تهابه وتخاف جانبه.
ولما ملكها شمس الدين (9) سونج (10) طمع في غيرها - لا سيما وقد اتفق ضعف جلال الدين بما أصابه من الهزيمة العظيمة التي هدت ركنه وفرقت جمعه - فنزل من القلعة إلى مراغة (11) وحصرها، فأتاه منها سهم غرب (12) فقتله. فلما قتل
(1) كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن الأثير «ليتسلمها» .
(2)
في نسخة م «معهم» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن الأثير.
(3)
اضيف ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، الكامل، ج 12 ص 493.
(4)
في نسخة س «في القلعة» .
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط في نسخة م.
(6)
في نسخة م «صونج» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير.
(7)
في نسخة س «اليها» والصيغة المثبتة من نسخة م وكذلك من ابن الأثير.
(8)
انظر ما سبق ص 306 حاشية 6.
(9)
في نسخة س «سيف الدين» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة م.
(10)
انظر ما سبق حاشية 6 من هذه الصفحة.
(11)
مراغة بلدة عظيمة وأشهر بلاد اذربيجان، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(12)
سهم غرب أي لا يدرى راميه، انظر: القاموس المحيط.
[سونج (1)] ملك رويندز أخوه، ثم إنه نزل من القلعة فقصد أعمال توريز ونهبها وعاد إلى القلعة بالنهب ليجعله مدخرا فيها، فصادفه طائفة من التتر [في الطريق (2)] فقتلوه وأخذوا ما معه، فملكت القلعة أخت (3) له، وكل هذا كان في مدة سنتين، أولاهما هذه السنة.
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط في نسخة م.
(3)
كذا في نسختى المخطوطة، ووردت الجملة في ابن الأثير (الكامل، ج 12 ص 494)«ملك القلعة ابن أخت له» .