الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واختلف أولاده وإخوته [بعد موته (1)] في ملك سميساط، ولم يقو أحد منهم على الباقين ليستبد بالأمر (2).
ذكر وفاة الإمام الناصر لدين الله أبى العباس أحمد بن المستضيئ بنور الله رحمه الله
-
وفى أول شوال من هذه السنة توفى الخليفة الناصر لدين الله، وكانت [120 ب] مدة خلافته نحوا من سبع وأربعين سنه، فإنه ولى الخلافة في سنة خمس وسبعين وخمسمائة، بعد ملك الملك الناصر صلاح الدين دمشق بخمس سنين. ولم تبلغ مدة خلافة أحد من الخلفاء قبله إلى هذا الحد، وأطول من ولى منهم مدة اثنان [وهما (3)] القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر وكانت مدة خلافته ثلاث وأربعين سنة (4)، وابنه القائم بأمر الله وكانت مدة خلافته نحو خمس وأربعين (5) سنة. وأما الذين دعى لهم بالخلافة في الأطراف وكانوا في حكم الخوارج على الخلفاء، فمنهم من زادت مدته على مدة الإمام الناصر؛ فإن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك صاحب الأندلس الملقب أيضا الناصر لدين الله ولى نحوا من خمسين سنة؛ والمستنصر بالله أبو تميم معد بن الظاهر العلوى صاحب
(1) ما بين الحاصرتين مذكور في الهامش في نسخة م.
(2)
في نسخة س «فلم يوافق أحد منهم لصاحبه ليتملكها فأخذت منهم كلهم» .
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(4)
تولى الخلافة بين سنتى 381 - 422 هـ - 991 - 1031 م.
(5)
تولى الخلافة بين سنتى 422 - 467 هـ - 1031 - 1075 م.
مصر ولى نحوا من ستين سنة. ولم يصل إلى هذه المدة أحد غيره ممن دعى له بالخلافة.
وكان الإمام الناصر قد عمى في آخر عمره، وقيل بل ذهبت إحدى عينيه، وكان يبصر بالأخرى إبصارا ضعيفا، وكان موته بالدوسنطاريا مرض به نحو عشرين يوما.
ولنذكر نسبه المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أبو العباس أحمد بن المستضيىء بنور الله (1) أبى محمد الحسن بن المستنجد بالله أبى المظفر يوسف بن المقتفى لأمر الله أبى عبد الله محمد بن المستظهر بالله أبى العباس أحمد ابن المقتدى بأمر الله أبى القاسم عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين ولى العهد أبى عبد الله محمد بن القائم بأمر الله أبى جعفر عبد الله بن القادر بالله أبى العباس أحمد بن الأمير اسحاق بن المقتدر بالله أبى الفضل جعفر بن المعتضد بالله أبى العباس أحمد بن الموفق بالله الناصر لدين (2) الله أبى أحمد طلحة وقيل محمد - ولم يل الخلافة وإنما كان ولى عهد غالبا على الأمر كله - بن المتوكل على الله أبى الفضل جعفر بن المعتصم بالله أبى اسحاق محمد بن الرشيد أبى جعفر هرون بن المهدى أبى عبد الله محمد بن المنصور أبى جعفر عبد الله بن الإمام
(1) كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن الأثير، الكامل ج 12، ص 438 وزامباور، معجم الأنساب، ج 1 ص 4 «المستضئ بأمر الله» ، عن الألقاب العباسية انظر:
B. Lewis، " The regnal titles of the first Abbasid Caliphs" in Dr. Zakir Husain Presentation Volume،P P. 13 - 22.
(2)
في نسخة س «بن الناصر لدين الله» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة م حيث أن أبا أحمد الموفق بالله هو ابن المتوكل، انظر ابن الأثير (الكامل، ج 7 ص 441)، زامباور (معجم الأنساب، ج 1، ص 3).
المدعو له بالامامة في خراسان سرا محمد بن السجاد أبى الحسن على بن الحبر (1) صاحب رسول الله [121 أ]صلى الله عليه وسلم والعالم بتفسير القرآن العزيز والفقه أبى العباس عبد الله بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه أبى الفضل العباس بن عبد المطلب شيبه الحمد جد رسول الله صلى الله عليه وسلم بن هاشم.
نسب كأن عليه من شمس الضحى
…
نورا، ومن فلق الصباح عمودا
والنسب بعد ذلك إلى آدم معروف مشهور. [وفى آبائه ما بين أبى جعفر المنصور وبين الإمام الناصر لدين الله أربع عشرة خليفة، واثنان لم يليا الخلافة وإنما كانا وليا عهد؛ وهما جعفر الموفق بالله وذخيرة الدين، وواحد لم يكن خليفة ولا ولى عهد. وما فوق أبى جعفر المنصور فليس فيهم خليفة وباقى خلفاء بنى العباس لم يكونوا من آبائه (2)]؛ فالسفاح أبو العباس عبد الله هو أخو المنصور [وولى قبله](3)، [والهادى موسى أخو الرشيد ولى قبله](4)، ومحمد الأمين وعبد الله المأمون أخوا المعتصم ووليا [الخلافة (5)] قبله، والواثق بالله هرون أخو المتوكل وولى قبله، والمنتصر أخو الموفق ولى بعد المتوكل، والمستعين أحمد بن محمد بن المعتصم بن عم الموفق ولى بعد المنتصر، والمعتز بالله أبو عبد الله محمد وقيل الزبير
(1) في نسخة س «على بن الحسين بن صاحب رسول الله» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة هى المثبتة من نسخة م والمقصود بالحبر أي «الصالح من العلماء» وهو عبد الله بن عباس.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد بدلها في نسخة م «في آبائه أربعة عشر خليفة أولهم المنصور وآخرهم المستضئ وباقى الخلفاء العباسيين الذين كانوا قبله فهم في حواشى النسب فأولهم السفاح» .
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من م ومذكور في نسخة س وفى ابن الأثير الكامل، ج 12 ص 438.
(4)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س.
(5)
اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
أخو الموفق ولى بعد المستعين، والمهتدى بالله محمد بن الواثق ابن عم الموفق ولى بعد المعتز، والمعتمد على الله أحمد أخو الموفق ولى بعد المهتدى، والمكتفى بالله على بن المعتضد أخو المقتدر ولى قبله، والقاهر بالله أبو منصور محمد أخو المقتدر ولى بعده، والراضى بالله أبو العباس أحمد أخو اسحاق بن المقتدر ولى بعد القاهر، والمتقى لله أبو إسحاق ابراهيم أخو إسحاق ولى بعد الراضى، والمستكفى بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفى ابن عم إسحاق ولى بعد المتقى، والمطيع لله أبو منصور الفضل أخو إسحاق ولى بعد المستكفى، والطائع لله أبو بكر عبد الكريم بن المطيع [ابن أخى اسحاق ولى بعد أبيه المطيع لله (1)]، وولى بعده القادر ابن إسحاق وهو على عمود النسب.
ولم يل بعد ذلك من ليس على عمود النسب إلا اثنان المسترشد بالله أبو منصور الفضل أخو المقتفى ولى بعد أبيه المستظهر، وولى بعده ابنه الراشد بالله أبو جعفر المنصور بن أخى المقتفى، ثم ولى المقتفى وهو على عمود النسب، ثم لم يل بعد ذلك إلا من هو على عمود النسب. ثم ولى بعد الناصر ابنه الظاهر بأمر الله أبو نصر محمد، وولى بعد الظاهر المستنصر بالله أبو جعفر المنصور ثم [121 ب] ولى بعد المستنصر المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله وهو آخر من ولى الخلافة ببغداد من بنى العباس، فجميع خلفائهم الذين ولوا بالعراق سبعة وثلاثون خليفة.
(1) في نسخة م «ابن عم إسحاق ولى بعد الطائع» وما بين الحاصرتين وهو الصحيح مذكور في نسخة س.
واتفق فيهم اتفاق عجيب وهو أن كل سادس منهم مخلوع أو مقتول، ولم ينتقض ذلك إلا في المستنصر بالله [وإنما قتل ابنه المستعصم بالله بأيدى التتر وهو سابع (1)]، ولنذكر ذلك لغرابته فنقول: أول خلفاء بنى العباس السفاح، ثم المنصور أخوه، ثم ابنه المهدى، ثم ابنه الهادى، ثم أخوه الرشيد، ثم ابنه الأمين وهو سادس فخلع مرتين وقتل. ثم ولى أخوه المأمون، ثم أخوه المعتصم، ثم إبنه الواثق، ثم أخوه المتوكل، ثم إبنه المنتصر، ثم ابن عمه المستعين وهو سادس فخلع وقتل. ثم ولى ابن عمه المعتز، ثم ابن عمه المهتدى، ثم ابن عمه المعتمد، ثم ابن أخيه المعتضد، ثم إبنه المكتفى، ثم أخوه المقتدر وهو سادس فخلع مرتين وقتل. ثم ولى أخوه القاهر ثم ابن أخيه الراضى، ثم أخوه المتقى، ثم ابن عمه المستكفى، ثم ابن عمه المطيع، ثم ابنه الطائع ودو سادس فخلع. ثم ولى ابن عمه القادر، ثم ابنه القائم، ثم ابن ابنه المقتدى، ثم إبنه المستظهر، ثم ابنه المسترشد، ثم ابنه الراشد وهو سادس فخلع وقتل.
ثم ولى عمه المقتفى، ثم ابنه المستنجد، ثم إبنه المستضيىء، ثم إبنه الناصر، ثم ابنه الظاهر، ثم ابنه المستنصر وهو سادس لكن لم يشتهر أنه خلع ولا قتل فانخرمت القاعدة فيه وحده. لكنى سمعت من جماعة منهم الوجيه بن سويد رحمه الله وكان خبيرا بأمور الدول خصوصا بدولة الخليفة، أن المستنصر بالله فصد بمبضع مسموم [فمات (2)] فإن كان الأمر كذلك، كان [الأمر (3)] جاريا على ما ذكرنا من هذا الأتفاق العجيب. ولم يل بعده إلا ابنه المستعصم
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.