الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونهبوا، وسبوا النساء، وأخذوا من الغنائم ما لا يحصى وعادوا. فكان (1) طريقهم على أطراف ولاية خلاط، والنائب بخلاط عن السلطان الملك الأشرف الحاجب حسام الدين على، وهو أخص أصحاب الملك الأشرف ونائبه بخلاط، فجمع العساكر وسار إليهم فأوقع بهم، واستنقذ ما معهم من الغنائم، وغنم كثيرا مما معهم، وعاد هو وعسكره سالمين. فلما فعل ذلك خاف وزير جلال الدين منهم فأرسل إليه (2) يعرفه بالحال، ويخوفه عاقبة التوانى، فعاد جلال الدين إلى تفليس كما ذكرنا (3).
ذكر منازلة مظفر الدين بن زين الدين صاحب
إربل الموصل
قد ذكرنا مكاتبة الملك المعظم صاحب دمشق [إلى (4)] مظفر الدين بن زين الدين واعتضاده به والتقدم إليه بمنازلة الموصل (5)، فتوجه في جمادى الأولى (6) من هذه السنة، أعنى سنة ثلاث وعشرين وستمائه، لقصد حصارها فنزل الزاب، وكان بدر الدين لؤلؤ، صاحب الموصل، قد أرسل إلى الملك الأشرف يستنجد به، ويطلب أن يحضر بنفسه إلى الموصل. وكان الملك الأشرف إذ ذاك بالرقة، فسار منها إلى حران، ومن حران إلى دنيسر فخرب بلد ماردين،
(1) في نسخة م «وكانت» وفى نسخة س «فكانت» والصيغة المثبتة الصحيحة من ابن الأثير، الكامل، ج 12 ص 455.
(2)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن الأثير، ج 12 ص 456 «إلى صاحبه بكرمان» .
(3)
انظر ما سبق ص 187.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(5)
انظر ما سبق ص 137.
(6)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن الأثير، الكامل، ج 12 ص 453 «في جمادى الآخرة»
ثم سار بعد ذلك إلى دمشق - كما قدمنا (1) ذكره - وأقام عند أخيه الملك المعظم إلى أن خرجت هذه السنة. ولم يجسر مظفر الدين على المطاوله في قتال من بالموصل، وعلم عجزه عن ذلك، فعاد إلى إربل بعد أن أخرب بعض أعمال الموصل، وكان الغلاء شديدا، فأجحفت هذه الواقعة بأهل البلاد.
ذكر حصر جلال الدين بن خوارزم شاه آنى وقرس (2) من أعمال الكرج
[128 ب] وفى شهر رمضان من هذه السنة، سار جلال الدين من تفليس بعد أن عاد إليها من بلاد كرمان، وقصد آنى مدينة وبها إيوانى مقدم الكرج فيمن بقى معه من أعيانهم فحصرهم. وسير طائفة من العسكر إلى قرس، وهاتان البلدتان من أحصن البلاد، فنازلهما [جلال الدين (3)] ونصب عليهما المجانيق، وجدّ في القتال عليهما. وأقام عليهما إلى بعد انقضاء شوال، ثم ترك العسكر عليهما يحصرونهما، وعاد إلى تفليس، ثم سار من تفليس مجدا إلى بلاد أبخاز (4) وبقايا الكرج فأوقع بمن فيها وقتل وسبى، وغنم عساكره ما فيها ثم عاد إلى تفليس.
(1) انظر ما سبق ص 179.
(2)
آنى قلعة حصينة ومدينة بأرض ارمينية بين خلاط وكنجة، وقرس كتبها ياقوت وابن عبد الحق قرص مدينة بأرمينيه من نواحى تفليس، انظر ياقوت، (معجم البلدان)؛ ابن عبد الحق (مراصد الأطلاع، ج 1 ص 6، ج 3 ص 1078).
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(4)
أبخاز اسم ناحية من جبل القبق المتصل بباب الأبواب تجاور بلاد اللان يسكنها الكرج النصارى، انظر ياقوت، معجم البلدان.