الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذا تَدَافع الصحابة نحو نبيهم، وأخذوا في إقامة سور بشري من أنفسهم لمواجهة ضربات المشركين الموجهة إلى الرسول (شخصيًّا).
وكان هدف الصحابة هذه المرة (في الدرجة الأولى) الحفاظ على حياة نبيهم الكريم التي أصبحت مهددة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب التي خاضها صلى الله عليه وسلم.
ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم (بعد الانتكاسة واضطراب المسلمين وتشتتهم) بقي منفردًا في مقر القيادة العامة مع نفر قليل جدًّا من أصحابه، ولذلك اغتنم المشركون القريبون منه الفرصة هذه، فقامت مجموعة من فرسانهم ومشاتهہم بهجمات خاطفة ركزوها على شخص الرسول الأعظم، للتخلص منه والقضاء عليه - مغتنمين انفرادہ وتفرّق عامة أصحابه عنه -.
النبي الجريح
وقد ثبت محمد بن عبد الله الهاشمي النبي القائد، لتلك الهجمات السريعة المتلاحقة ثبوت الرواسي، وقاتل المهاجمين بضراوة وشجاعة منقطعة النظير، يسانده (في ذلك) قلة من أصحابه الذين ثبتوا معه، والذين لم يفارقه بعضهم منذ بداية المعركة، ومنهم من سارع بالانضمام إليه ساعة الانتكاسة.
أثناء هذا الصراع الرهيب أُصيب الرسول القائد صلى الله عليه وسلم بجراحات كثيرة فقد تحطمت الخوذة (1) الحديدية التي كانت على رأسه نتيجة
(1) الخوذة (بفتح الخاء) ما يجعله المحارب على رأسه.
للضربات التي أصابه المشركون بها كما أنه أيضًا جرح في وجهه الشريف عدة جراحات ..
فقد حمل عليه أحد فرسان المشركين (واسمه ابن قمئة) وهو يقول: "أين محمد لا نجوت إن نجا".
وأثناء صراعه مع ابن قمئة علاه الأخير بالسيف وضربه به ضربة شديدة فلم تضره كثيرًا، لأنه صلى الله عليه وسلم كان قد لبس درعين، وقد أصابت هذه الضربة عاتق النبي فتأثر منها وشكا بسببها أكثر من شهر، فقد كانت ضربة عدو الله عنيفة إلا أنه لم يتمكن من هتك الدرعين بها فنجا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها.
كما أنه صلى الله عليه وسلم أثناء هذا الصراع جُرح في وجه، جَرَحَه ابن قمئة الذي كان يلح مع أصحابه في الهجوم على رسول الله.
[صورة]
عند هذا المكان من الشعب جرح الرسول صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته.
فقد دخلت حلقتان من حلق المغفر (1) في وجنتيه الشريفتين وأخذ
(1) المغفر (بكسر الميم) زرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة.