الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأجابتها (من جانب المسلمين) هند بنت أُثاثة بن عباد بن المطلب (1) شعرًا وعلى الروى نفسه:
خزيت في بدر وبعد بدر
…
يا بنت وَقّاع عظيم الكفر
صبّحك الله غداة الفجر
…
ملهًا شميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري
…
حمزة ليثي وعليّ صقري
إذ رام شيب (2) وأبوك غدرى
…
فخضبًا منه ضواحي النحر
ونذرك السوء فشر نذر
ويحك اكتمها عني
وبينما كان بعض الرجال من المشركين يمثلون بالشهداء، كان القائد العام (أبو سفيان) يتجول في ميدان المعركة ومعه كبار قادة الجيش المكي، لمعرفة عدد القتلى من الفريقين والتعرف عليهم
وبينما هو يتجول كذلك إذ مر بجثمان سيد الشهداء (حمزة بن عبد المطلب) وكان أبو سفيان - كزوجه) موتورًا منه، فوضع زج الرمح في شدقه وأخذ يضربه وهو يقول ذق عقق (3).
وكان التمثيل بالقتلى وتشويه جثث الأعداء (حتى في الجاهلية) أمرًا يعيبه العرب ويستهجنونه، ولذلك فإن سيد الأحابيش (4) (الحليس
(1) هي بنت أثاثة بن عياد بن المطلب بن عبد مناف، شاعرة قرشية اشتهرت في الجاهلية، أسلمت بعد غزوة بدر، ولها أخبار في يوم خيبر، وقد تزوجت أبا جندب وولدت له ابنته ريطة، وهند هذه هي أخت مسطح الذي جاء ذكره في حديث الإفك توفيت هند هذه سنة 10 هـ.
(2)
هو شيبة بن ربيعة عم هند بنت عتبة.
(3)
عقق بضم أوله، أي عاق
…
(4)
تقدم ذكرهم فيما مضى.
ابن زبان بن عبد مناة) (1) لما رأى أبا سفيان يضع زج الرمح (2) في شدق حمزة استنكر فعله ونادى غاضبًا:
يا بني كنانة، هذا سيد قريش (يعني أبا سفيان) يصنع بابن عمه (3) ما ترون لحمًا (أي ميتًا لا يقدر على الانتصار) فخجل أبو سفيان وقال لسيد الأحابيش (ويحك اكتمها عني فإنها كانت زلة).
(1) هو الحليس (بضم الحاء) بن زيان الحارثي، لم نعثر في شيء من المراجع أنه أسلم، والحليس هو الذي قال فيه النبي (يوم الحديبية) لما رآه، هذا من قوم يعظمون البدن.
(2)
الزج (بضم أوله) الحديدة التي في أسفل الرمح يقابله السنان.
(3)
وذلك أن أبا سفيان يلتقي بحمزة في عبد مناف الذي هو جد بني أمية وبني هاشم.