الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثناء الرسول على أم عمارة
وقال أصيبت أم عمارة رضي الله عنها يوم أُحد باثني عشر جرحًا، وقد أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيدًا ببسالتها لأنها كانت من الثابتين معه ساعة الانتكاسة.
فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في حق أم عمارة: (ما التفت يمينًا وشمالا يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني)(1).
وفي السيرة الحلبية، أن نسيبة المازنية خرجت يوم أُحد مع زوجها زيد بن عاصم (2) وابنيها حبيب، (3) وعبد الله (4)، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم:"بارك الله فيكم أهل بيت .. قالت أم عمارة .. ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال .. اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، وعند ذلك قالت أم عمارة .. ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا (5).
لم تشترك امرأة غير نسيبة في القتال
أما غير نسيبة المازنية من نساء المسلمين فلم يثبت أن واحدة منهن قد اشتركت في القتال يوم أُحد.
(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 25.
(2)
هو زيد بن عاصم بن عمرو بن غنم النجاري الأنصاري، ذكر ابن عبد البر أنه ممن شهد بيعة العقبة وبدرًا وأنه قتل يوم أحد رضي الله عنه.
(3)
هو حبيب بن زيد بن عاصم بن عمرو، النجاري الأنصاري، ذكر ابن إسحاق أنه ممن شهد بيعة العقبة، وقال ابن سعد شهد حبيب المذكور أحدًا والخندق والمشاهد كلها، وهو الذي أخذه مسيلمة الكذاب فقتله.
(4)
هو عبد الله بن زيد بن عاصم النجاري الأنصاري، قيل أنه شهد بدرًا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبه جزم الحاكم وشهد أحدًا واشترك مع خالد بن الوليد في حرب اليمامة، وشارك وحشيًّا في قتل مسيلمة الكذاب، وكان عبد الله هذا شجاعًا، كان من رواة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه 48 حديثًا.
(5)
السيرة الحلبية ج 2 ص 25.
غير أن المؤرخين ذكروا أن بعضًا من نساء المسلمين خرجن من المدينة بعد انسحاب المشركين إلى مكان المعركة فساهمن في إغاثة الجرحى وإسعافهم بالماء غيره، ومن هؤلاء عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء.
فقد روي البخاري عن أنس (1) رضي الله عنه أنه قال: لقد رأيت عائشة (2) وأم سليم (3) ، وأنهما لمشمرتان تنقزان القرب (قرب الماء).
…
(1) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم النجاري الأنصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المكثرين من الرواية عنه، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنس في العاشرة من عمره، وجاءت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له هذا غلام يخدمك فقبله، وقد خرج أنس مع النبي إلى بدر ولم يشترك في القتال لأنه كان غلامًا صغيرًا وإنما خرج لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهد (بعد ذلك) ثمان غزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس فقال (اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة) عاش 103 سنة، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 2286 حديثًا. توفي بالبصرة سنة 93 هـ. وكان آخر من مات من الصحابة بالبصرة.
(2)
تقدمت ترجمتها في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(3)
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد الأنصارية، والدة أنس بن مالك خادم رسول الله، أسلمت مع السابقين إلى الإسلام، وقد غضب زوجها (مالك بن النضر) لإسلامها فخرج إلى الشام فمات بها، ثم تزوجها بعد ذلك أبو طلحة وكان صداقها إسلامه، وذلك أنه خطبها وهو مشرك، فقالت له لا أريد منك صداقًا غير الإسلام فأسلم، وكانت أم سليم تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهدت معه غزوة حنين، وكان صلى الله عليه وسلم يعطف عليها كثيرًا، ويقول أني أرحمها، قتل أخوها وأبوها معي.