الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا ننتصر بأهل الكفر
وعندما فصل صلى الله عليه وسلم بجيشه من المدينة، وجاوز ثنية الوداع (1) رأي كتيبة حسنة التسليح لها رجل منفردة عن سواد الجيش، فقال ما هذا? ? ? .
فأبلغوه، أن هذه الكتيبة مؤلفة من اليهود حلفاء عبد الله بن أُبي، يرغبون مشاركة المسلمين في مقاتلة المشركين.
فقال (متسائلًا). أَسلموا؟ ؟ ..
فقالوا .. لا، يا رسول الله.
فأصدر أمره بإبلاغهم الاستغناء عنهم، وإرجاعهم، قائلًا:
"مروهم فليرجعوا، فإنا لا ننتصر بأَهل الكفر على أهل الشرك".
استعراض الجيش
وعندما وصل صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى مكان يقال له الشيخان (2) قام باستعراض جيشه، ولدى عرض المقاتلين عليه أَمر برد بعض الشباب الصغار، انخرطوا في سلك الجيش، فلم يسمح لهم بالاشتراك في القتال لصغر سنهم.
(1) ثنية الوداع (بفتح أوله) قال في مراصد الاطلاع .. اسم موضع في ثنية مشرفة على المدينة، يطؤها من يريد مكة.
(2)
الشيخان: هما جبلان صغيران في أطراف المدينة.
ومن هؤلاء الشباب عبد الله بن عمر بن الخطاب (1) وزيد بن ثابت (2) وأسامة بن زيد (3) وزيد بن أرقم (4) والبراء بن عازب (5) وأسيد بن
(1) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبو عبد الرحمن، صحابي جليل ، من أعز بيوتات قريش في الجاهلية، كان ورعًا جريئًا جهيرًا، نشأ في الإسلام وهاجر مع أبيه إلى المدينة، غزا إفريقيا مرتين، لما قتل عثمان عرضت عليه البيعة بالخلافة فرفضها، كان من كبار المحدثين، اعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وقد كف بصره في آخر حياته، ولد قبل الهجرة بعشر سنين، ومات رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين هـ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفين وتسعمائة وثلاثين حديثًا.
(2)
هو زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري الخزرجي، من أكابر الصحابة، كان كاتب الوحي، قتل أبوه يوم بعاث قبل الهجرة بخمس سنين، ولد زيد بالمدينة ونشأ بمكة هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، كان رأسًا في القضاء والفتوى، وكان ابن عباس - على جلالة قدره - يأتيه إلى بيته لأخذ العلم عنه ، كان زيد أحد اللذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقوم بدور الترجمة بين الرسول وبين اليهود، لأنه قد تعلم العبرية بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان زيد من أعلم الصحابة بالفرائض وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أفرضكم زيد" ولد قبل الهجرة بأحد عشرة سنة، ومات سنة خمس وأربعين، قال في الأعلام للزركلي (له في الصحيحين اثنان وتسعون حديثًا).
(3)
تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(4)
ہ هو زيد بن أرقم بن زيد بن قيس ں الأنصاري الخزرجي غزا مع النبي سبع عشرة غزوة وكانت أول المشاهد التي شهادها مع الرسول غزوة الخندق، وهو الذي سمع رأس النفاق (عبد الله بن أبي) يقول (في غزوة بني المصطلق) لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأبلغ رسول الله ذلك، فسأل ابن أبي فأنكر فأنزل الله تصديق زيد، شهاد زيد حرب صفين مع علي رضي الله عنه، ومات بالكوفة (أيام المختار) سنة ثمان وستين هـ، روى له البخاري ومسلم سبعين حديثًا.
(5)
هو البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري الأوسي، صحابي جليل حاول الاشتراك في معركتي بدر وأحد، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم لصغر سنه، وكانت أول غزوة يشهدها غزوة الخندق، ولاه عثمان إمارة (الري) بفارس ففتح قزوين وما حوليها في شمال إيران، وعاش إلى أيام مصعب بن الزبير، توفي سنة واحد وسبعين هـ.
ظهير (1) وعرابة بن أوس (2) وأبو سعيد الخدري (3) وزيد بن حارثة الأنصاري (4) ورافع بن خديج (5) وسمرة بن جندب (6) وسعد بن حبته (7) فقد رد هؤلاء جميعًا ، لأنهم دون الخامسة عشرة، ولكنه بعد ذلك أجاز من هؤلاء الشباب وسمح لهم بالقتال، كلًّا من رافع بن خديج، وسمرة بن جندب على صغر سنهما.
وذلك أن رافع بن خديج كان ماهرًا في رماية النبل، أما سمرة
(1) هو، أسيد (بضم أوله وفتح ثانيه) بن ظهير بن رافع الحارثي الأنصاري (ابن عم رافع بن خديج الصحابي الشهير) روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين فقط، مات رضي الله عنه في خلافة عبد الملك بن مروان.
(2)
هو عرابة (بفتح أوله والراء الخفيفة) بن أوس بن قيظي الأوسي الأنصاري كان مشهورًا بالجود والكرم، صحابي جليل وفيه قال الشاعر الشماخ:
إذا ما راية وقعت لمجد
…
تلقاها عرابة باليمين
عاش عرابة إلى أيام معاوية، وله معه أخبار.
(3)
أبو سعيد الخدري، اسمه سعد بن مالك بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر الحارثي الخزرجي الأنصاري (مشهور بكنيته) صحابي جليل، كان من أفقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أفاضل الصحابة، وقد تضلع بالعلم وهو لما يزال حديث السن، وكان من المكثرين من رواية الحديث، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفًا ومائة وسبعين حديثًا، مات رضي الله عنه سنة أربع وستين هـ (على خلاف في ذلك).
(4)
تقدمت ترجمته كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(5)
هو رافع بن خديج بن رافع الأنصاري الأوسي الحارثي، صحابي جليل ، كان عريفًا على قومه بالمدينة، شهد معركة أحد والخندق وما بعدهما، روى له في كتب الحديث ثمانية وسبعون حديثًا، مات متأثرًا بجراح أصابته، سنة أربع وسبعين هـ.
(6)
هو سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، والأنصاري (بالحلف) شهد أحدًا، كان من الولاة في العهد الأموي، فقد كان زياد (أيام فتن الخوارج) يوليه أمر البصرة إذا سار إلى الكوفة وكان سمرة من أصحاب الفتيا المشهورين وكان من أشد الناس على الخوارج ، توفي عام تسعة وخمسين ھہ.
(7)
واسمه سعد بن بجير بن معاوية البجلي، الأنصاري (بالحلف) ذكر في الإصابة أنه شهد أحدًا.