الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القول بأنها السبب الأكبر في تماسك المسلمين وثباتهم بعد النكبة المزلزلة، فلولا تغلغل عقيدة الإسلام الصادقة في نفوس جند المدينة لما ثبتوا (بعد الانتكاسة المروّعة) ذلك الثبات الذي اعتبره كثير من خبراء الحرب نصرًا مؤزرًا سجله جيش يثرب على جيش مكة ..
فالعقيدة دونما جدال، هي المصدر الأول لكل الانتصارات التي حققها الجيش الإسلامي (لا في معركة المصير بعد الانتكاسة في أُحُد) وإنما في جميع المعارك التي خاضها العرب وغير العرب في سبيل الإسلام وتحت رايته.
المشاكل بعد المعركة
لا شك أن مركز المسلمين العسكري والسياسي قد تأثر بعد معركة أُحُد، نتيجة للانتكاسة التي أُصيب بها المسلمون في المعركة.
فبعد أن كانت يثرب وما حولها تخضع لسيطرة المسلمين وترهب سلطانهم، وبعد أن كان خصوم الإسلام (وخاصة السياسيين منهم كاليهود والمنافقين في المدينة) منطوين على أنفسهم منذ انتصار المسلمين في ملحمة بدر، لا يجرأون على معالنة النبي بالعداوة، إذا بهم (بعد معركة أُحُد) يرفعون رؤوسهم ويجاهرون بالعداوة ظنًّا منهم أن المسلمين قد ضعف شأنهم وتلاشي سلطانهم، وظنوا، أنه يمكنهم اغتنام الفرصة لإثارة الشغب عليهم وضربهم سواء كان ذلك داخل المدينة أو خارجها.
وهذا يعني أن ما أصاب المسلمين في معركة أُحُد قد نتج عنه للمسلمين مشاكل داخلية وخارجية لا بد للنبي من مواجهتها والقضاء عليها.
المشاكل الرئيسية الأربعة
ويمكن تلخيص هذه المشاكل كما يلي:
أ - المنافقون
فقد بدأ هؤلاء المنافقون بإثارة المشاكل وإحداث القلاقل ضد المسلمين بمجرد شروعهم في التهيؤ لملاقاة المشركين في أُحُد.
إذ، انخذل رأس النفاق عبد الله بن أبيّ بثلاثمائة مقاتل خرجوا لمقاتلة المشركين، فرجع بهم إلى المدينة في أحرج ظرف يمر به الجيش الإسلامي، مغتنمًا هذا المنافق فرصة الأخطار المحيطة بالمسلمين، لعله يساهم بهذه الخيانة في مضاعفة هذه الأخطار التي كان يود أن تؤدي مضاعفتها إلى الإطاحة بحكم الرسول ومحو سلطانه في يثرب التي كان ذلك المنافق (قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا بقليل) مرشحًا لأن يكون ملكًا عليها (1) ذلك أن عبد الله بن أبيّ هذا كان سيدًا من سادات الخزرج الذين يمثلون الأغلبية (دائمًا) في المدينة.
ولكن نجمه أفل وانهارت آماله في التربع على عرش يثرب، عندما
(1) جاء في سيرة ابن هشام ج 1 ص 292 (عند تعرضه لذكر الفتنة القومية التي حاول عبد الله بن أبي إشعال نارها بين المهاجرين والأنصار في غزوة بني المصطلق) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسيد بن حضير (أحد زعماء الخزرج)، أو ما بلغك ما قال صاحبك؟ ؟ فقال وأي صاحب يا رسول الله؟ ؟ قال، عبد الله بن أبي، قال .. وما قال: قال زعم أنه رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال .. فأنت يا رسول الله، والله تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال .. أرفق به. فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى إنك استلبته ملكًا ..