الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له حبشيًّا اسمه (وحشى)(1) كان يقذف بحربة له قذف الحبشة قلما يخطئ بها، دعاه وطلب منه أن يخرج مع الجيش، وطلب منه أن يترصد حمزة بن عبد المطلب ويغتلاه بالحربة، وقال له:
إن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمى طعيمة بن عدي (وكان حمزة هو الذي قتله يوم بدر) فأنت عتيق، فوعده ذلك، وفعلا قام الحبشي باغتيال سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه والمعركة على أشدها كما سيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله.
جيش مكة يتحرك نحو المدينة
وبعد أن أتمت قريش استحضارات الحركة، وأتمت كامل تجهيزاتها أخذت في التحرك بجيشها الضخم نحو المدينة.
وكان جيش مكة هذه المرة على غاية من التنظيم والاستعداد، وقد تجنب قادة مكة الاختلاف هذه المرة فلم يحدث أي شقاق في الرأي حتى انتهت المعركة.
نشاط الاستخبارات النبوية
وكان العباس بن عبد المطلب (عم النبي صلى الله عليه وسلم) قد رجع من المدينة بعد أن تم إطلاق سراحه من الأسر بالفداء الذي دفعه عن نفسه، كما فصلنا ذل في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
= فقد عده الجاحظ في النسايين، وفي الإصابة، كان كأنسب قريش لقريش والعرب قاطبة روى له البخاري ومسلم ستين حديثًا، توفى رضي الله عنه عام تسعة وخمسين هـ.
(1)
هو وحشي بن حرب، أبو دسمة، من موالي بني نوفل، كان من أبطال الموالي في الجاهلية، صحابي أسلم مع وفد أهل الطائف، شهد معركة اليرموك، وشهد =
ولكنه بالرغم من عدم إسلامه آنذاك فقد كان مخلصًا لابن أخيه النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يخشى عليه الدوائر، وكان لذلك يرقب حركات قريش واستعداداتها العسكرية.
ولما أتمت قريش تجهيزات جيشها وأخذ هذا الجيش في التحرك أرسل من مكة رسالة مستعجلة، مع أحد رجاله الأَمناء، ضمّن هذه الرسالة التفصيلات الكاملة عن محملة مكة، فذكر فيها عدد القوات واليوم الذي خرجت فيه وغير ذلك مما يجب أن يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم، عن جيش عدوه.
ك يف تلقى الرسول نبأ الغزو
وقد أسرع رسول العباس (وهو رجل من غفار) بالرسالة وجدّ في السير، حتى أنه قطع الطريق ما بين مكة والمدينة في ثلاثة أيام، مع أن قطعها (عادة) لا يتم إلا في عشرة أيام.
وقد سل رسول العباس رسالته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد قبا (1).
ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، فقد دفع الكتاب
= مع خالد بن الوليد حرب الردة، وكان أحد اثنين قتلا مسيلمة الكذاب، وكان يقول بعد ذلك، قتلت بحربتى هذه خير الناس (يہعنى حمزة) وشر الناس (يہعنى مسيلمة الكذاب) مات وحشى بحمص عام خمسة وعشرين هـ:
(1)
قبا (بضم القاف)، قال في مراصد الاطلاع: قرية قرب المدينة، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار، على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة، وفيها مسجد التقوى.