الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كذلك (ونتيجة لتمرد المنافقين وانسحابهم إلى المدينة) ظهر رأي نادى به بعض قادة الجيش، لو نفذ العاد بأوخم النتائج على المسملين قبل أن يصلوا إلى أُحد.
فقد نادى بعض القادة بضرورة تأديب المنافقين المتمردين الخونة، والقضاء عليهم قبل أن يلقى المسلمون عدوهم بأحد ..
ولكن حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم وهدوءه وبعد نظره وخبرته العسكرية وحنكته السياسة حالت دون تنفيذ هذ الرأي، فَتُرِكَ المتمردون وشأنهم وواصل المسلمون سيرهم حتى عسكروا بالشعب من أُحد.
وبالرغم من تلك الهزات الخطيرة التي تعرض لها هذا الجيش الفتي (قبل أن يشتبك بعدوه) فإنه ظل متماسك الأجزاء رابط الجأش على غاية من النظام والانضباط.
وعند احتدام المعركة قاتل هذا الجيش ببسالة وإيمان منقطع النظير فقد أظهر من ضروب الشجاعة والبطولة ما قد يظنه البعض من ضروب الخيال.
فالبرغم من تفوق جيش مكة عليه في كل شيء مادي تفوقًا ساحقًا أنزل هذا الجيش الصغير الهزيمة المزلزلة بذلك الجيش المكي الضخم في الساعات الأولى من المعركة.
ولكن هل انتصر المشركون حقًّا
؟
ولكن إذا كان الجيش الإسلامي قد خرج سليمًا من كل ما تعرض له من بلايا الخلاف والتمرد قبل أن يصل إلى معسكره في أحد، فإنه لم
يستطع النجاة من نكبات مخالفة الأوامر التي حدثت في بعض وحداته وهو في أوج نصره وذروة ظفره.
فقد جلت الرماة بمخالفتهم الأوامر، تلك النكسة المريعة التي تلتها سلسلة من الفجائع والنكبات، التي كاد يودي فيها بحياة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
تلك النكبات التي انتهت بفقدان سبعين شهيدا من جند الإسلام، وأضاعت النصر الذي سجله المسلمون في أول معركة، ثم سجلت للمشركين نصرًا ما كانوا يتوقعونه أبدًا.
ولكن هل انتصر المشركون حقا؟ .
مما لا جدال أن الانتكاسة التي أصابت جيش الإسلام بعد حادثة الجبل، كان مريعة.
وقد ترتب عليها ما ترتب من خسائر فادحة في الأرواح، وضياع مكاسب عظيمة، هي الانتصارات السريعة الحاسمة التي سجلها جند محققة، كان من المؤكد أن تكون أعظم من الكارثة التي نزلت به في معركة بدر، لولا غلطة الرماة.
ولكن هل الذي حدث يمكن اعتباره (من الوجهه العسكرية) نصرًا للمشركين (بمعنى كلمة النصر) وهزيمة المسلمين (بمعنى كلمة هزيمة)؟ ؟ .
يرى كثير من المؤرخين (وإن شئت قل أكثرهم) أن ما انتهت إليه