الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغربية، وهو المدخل الذي وضع الرسول الرماة في الجبل لمنع خيل المشركين من اقتحامه، ومنعهم (أَيضًا من المرور في قصبة الوادي الواقعة بين جبل الرماة والشعب من أُحد، والتي تركها المسلمون وراء ظهورهم عندما هزموا المشركين في الصفحة الأولى من المعركة، فاقتحمها خالد بعد انسحاب الرماة من الجبل ثم ضرب المسلمين من الخلف بعد أن ابتعدوا عن معسكرهم واحتلوا معسكر المشركين (1).
معسكر أشبه بقلعة
وهكذا جاءت خطة الرسول القائد العظيم (في اختيار ذلك الموقع من الشعب) خطة عسكرية حكيمة رائعة، وضع صلى الله عليه وسلم بموجبها جيشه في مركز حصين أشبه بقلعة ليس لها باب واحد وقف عليه جيش المدينة بأكمله.
كما أن مرابطة المسلمين في ذلك المرتفع من الشعب جعلت المسلمين يكشفون جيش المشركين (تمامًا) ويعرفون كل حركة من حركاته لأنه واقع تحت هم في سهل منبسط مكشوف، وذلك علي عكس موقع الجيش الإسلامي في الشعب الذي لا يستطيع قادة الجيش المكي معرفة كل ما يجري داخل معسكره.
كما أن النبي (باختياره العسكرة بجيشه في الشعب) قد أجبر المشركين على قبول المعركة في مكان كانوا يودون خوضها في غيره، مما ساهم في إنزال الهزيمة السريعة بهم، لأن قبول قريش خوض المعركة
(1) انظر خارطة المعركة في أول الكتاب.
بالقرب من سفوح جبل أُحُد جمّد نشاط خيالتهم تقريبًا، وخاصة في أول المعركة، لأن الفرسان لا يستطيعون القيام بحركاتهم العسكرية على ما يرام إلا إذا كان هناك مكان فسيح تركض فيه خيلهم بحرية تامة، وهذا هو الذي لم يتوفر لهم عندما خاضوا المعركة مع المسلمين عند سفوح الجبل، ولم ينجح خيالة قريش في القيام بمهمتهم على ما يرام إلا بعد أن ابتعد المسلمون عن سفوح جبل أحد عندما أنزلوا الهزيمة بالجيش المكي وبعد أن ارتكب الرماة غلطتهم الشنيعة، فانسحبوا من مواقعهم في الجبل فكشفوا بذلك مؤخرة الجيش الإسلامي.
وأعتقد أن المسلمين لو لم يعسكروا في المكان الذي اختاره الرسول من الشعب، وعسكروا في الفضاء الذي يقع بين المدينة وجبل أُحُد (حيث لا تلال ولا جبال) وحدث لهم ما حدث من انتكاسات لكانت نكبتهم أعظم، ولربما عجزوا كليًّا عن تنظيم صفوفهم من جديد، مما قد يعرضهم لهزيمة ساحقة.
[صورة]
في هذا المكان من الوادي دارت المعركة، وقد ظهر جانب من المرتفع الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم معسكرًا لجيشه في الشعب، وقد أخذنا هذه الصورة من قمة جبل الرماة الذي ظهر منه جزء من اليمين.