الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو شئت نجتني كميت (1) طمرّة
…
ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وما زال مهري مَزْجَرَ الكلب منهمو
…
لدن غدوة حتى دانت لغروب
ويقال أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان تمثل بهذا البيت عندما تذاكر مع أصحابه قصة عزمه على الفرار يوم صفين ثم ثباته وعدوله عن هذا العزم حتى انتهت المعركة دون أن يسجل أحد الفريقين نصرًا حاسمًا على الآخر.
دور المرأة في المعركة
وقد كانت معركة أحد أول معركة قاتلت فيها المرأة المسلمة المشركين في الإسلام.
ومن الثابت أن امرأة واحدة فقط اشتركت في هذه المعركة، فقاتلت بالسيف وقذفت بالنبل حتى أثخنتها الجراحة وهي تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أنه من الثابت أيضًا أن المرأة التي اشتركت في معركة أحد، لم تخرج بقصد القتال فهي لم تكن مجندة فيها كالرجال.
وإنما خرجت لتنظر ما يصنع الناس لتقوم بأية مساعدة يمكنها القيام بها للمسلمين كإغاثة الجرحى بالماء وما شابه ذلك.
يضاف إلى هذا أن هذه المرأة التي خاضت معركة أُحد، هي امرأة قد تخطت سن الشباب، كما أنها لم تخرج إلى المعركة إلّا مع زوجها وابنيها الذين كانوا من الجند الذي قاتل في
(1) الطمرة (بكسر الطاء وتشديد الراء مع الفتح) الفرس السريعة الوثب.
المعركة (1).
يضاف إلى هذا الرصيد الهائل الذي لديها من المناعة الخلقية والتربية الدينية، فلا يقاس على هذه الصحابية الجليلة مجنّدات هذا الزمان اللواتي يرتدين لباس الميدان وعنصر الإغراء والفتنة هو أهم عنصر يتميزن به ويحرصن على إظهاره للرجال فأين الثرى من الثريا؟ ؟ .
كذلك رجال ذلك العصر لا يقاس عليهم أحد من رجال هذا الزمان (من ناحية الشهامة والاستقامة والعفة والرجولة).
فكل المحاربين التي اشتركت معهم المرأة في معركة أُحد .. من هم؟ ؟ .
أنهم صفوة الأمة الإسلامية ورمز نبلها وشهامتها وعنوان رجولتها واستقامتها، صحابة محمد بن عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، الذين لا يرقى إليهم الشك، ولا يمكن (مطلقًا) أن يفكر واحد منهم في ريبة.
فلا يصح مطلقًا جعل اشتراك تلك المرأة في معركة أُحد قاعدة تقاس عليها (من الناحية الشرعية) إباحة تجنيد المرأة في هذا العصر لتقاتل بجانب الرجل (كعنصر أساسي من عناصر الجيش) فالقياس، في هذه الحالة قياس الفارق هو قياس باطل قطعًا.
(1) الواقع أن القيام بالتمريض ونقل الماء وإعداد الطعام وإعداد عدة الحرب من النساء يجعلهن في عداد المجاهدين أيضًا، فليس المجاهد هو الذي يقاتل فقط، إنما الذين يؤمنون القضايا الإدارية في الحرب مجاهدون أيضًا .. أن هيئة تأمين القضايا الإدارية في الميدان لا تقل مطلقًا عن مباشرة القتال. (هكذا يقول اللواء خطاب).