الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد دعا طلحة العبدري هذا المسلمين إلى البراز، فأحجم الناس عنه ولكن الزبير بن العوام أجابه إلى البراز، ولما كان طلحة راكبًا جملًا، لم يهمله الزبير حتى ينزل الأرض، بل وثب إليه وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض وبرك عليه ثم عاجله بطعنة من سيفه فصلت رأسه عن جسده.
حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان النبي القائد يرقب صراع الزبير مع قائد حملة لواء مكة، فلما قتل الزبير طلحة بن أبي طلحة (وهو كبش الكتيبة كما يقول ابن سعد في طبقاته) سر النبي صلى الله عليه وسلم سرورًا عظيمًا، ورفع صوته بالتكبير، فكبر المسلمون لتكبيره، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على الزبير بن العوام لقتله حامل لواء المشركين، فقال في حقه:"إن لكل نبي حواريًّا وحواريي الزبير"(1) وأنه صلى الله عليه وسلم قال أيضًا بعد أن صرع الزبير حامل اللواء: "لو لم يبرز إليه الزبير لبرزت أنا إليه، لما رأيت من إحجام الناس عنه"(2).
إبادة حملة المشركين
وبعد أن قتل الزبير قائد حملة اللواء طلحة بن أبي طلحة تعاقب بنو عبد الدار لحمله حتى أبادهم المسلمون جميعًا، فقد حمل اللواء - بعد أبي
(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 18.
(2)
المصدر نفسه.
طلحة - أخوه أبو شيبة عثمان بن أبي طلحة، وتقدم للقتال وهو يقول:
إن على أهل اللواء حقًّا
…
أن تخضب الصعدة (1) أو تندقَّا
فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه على عاتقه ضربة بترت يده مع كتفه حتى وصلت إلى سرته فبانت رئته.
وبعد أن قضى عليه رجع وهو يقول
…
أنا ابن ساقي الحجيج.
وفي الحال رفع اللواء أبو سعيد بن أبي طلحة، فرماه ابن سعيد بن أبي وقاص بسهم أصاب حنجرته فأدلع لسانه، ومات لحينه، فسقط لواء مكة من يده، فسارع إلى رفعه مسافع بن طلحة بن أبي طلحة، فرماه عاصم بن ثابت بن الأفلح بسهم (2) أصاب منه مقتلًا، فحمل اللواء بعده أخوه كلاب بن طلحة بن أبي طلحة، فانقض عليه الزبير بن العوام وقاتله حتى قتله.
ثم حمل اللواء (أخو كلاب ومسافع) الجلاس بن طلحة بن أبي طلحة فلم يمهله طلحة بن عبيد الله (3) حتى طعنه طعنة أودت بحياته.
فهؤلاء ستة من بيت واحد، (وهو بيت أبي طلحة عبد الله بن عثمان بن عبد الدار) صرعوا جميعًا حول لواء المشركين، ثم حمل اللواء بعدهم (من بني عبد الدار) أرطاة بن شرحبيل فلم يمهله علي بن أبي طالب بل قتله، وقيل قتله حمزة، ثم سارع إلى حمل اللواء شريح بن قارظ فقتله
(1) الصعدة نوع من الرماح.
(2)
تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(3)
تقدمت أيضًا ترجمته في ذلك الكتاب.