المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الخمر بين يدي سؤال عن الخمر -يقول: الخمر محرم في القرآن الكريم، - مناظرة بين الإسلام والنصرانية

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر

- ‌تمهيد

- ‌[أعلام الفكر الإسلامي المشاركون في هذا اللقاء الكبير]

- ‌ الدكتور محمد جميل غازي

- ‌ الأستاذ إبراهيم خليل أحمد

- ‌ اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب علي

- ‌كلمات الافتتاح للمشاركين

- ‌كلمة فضيلة الشيخ: طاهر أحمد طالبي

- ‌كلمة فضيلة الشيخ: عوض الله صالح

- ‌كلمة تمهيدية للأستاذ الدكتور:محمد جميل غازي

- ‌كلمة السيد جيمس بخيتوكلمة السيد تيخا رمضان

- ‌كلمة افتتاحية للأستاذ الدكتور: محمد جميل غازي

- ‌[الجلسة الأولى المحاضر للجلسة الأولى اللواء أحمد عبد الوهاب علي]

- ‌ إنجيل مرقس:

- ‌ إنجيل متى:

- ‌ إنجيل لوقا:

- ‌ إنجيل يوحنا:

- ‌ مشكلة الاختلاف الكثير:

- ‌ مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها:

- ‌قضيّة الصَّلب

- ‌الجلسة الثانية

- ‌[كلمة افتتاحية الجلسة الثانية للدكتور محمد جميل غازي]

- ‌كلمة جيمس بخيت:

- ‌كلمة الشيخ: طاهر أحمد طالبي الملحق الديني السعودي:

- ‌كلمة الأستاذ إبراهيم خليل أحمد:

- ‌تعقيب للدكتور محمد جميل غازي:

- ‌[آلام السيد المسيح]

- ‌ القبض:

- ‌ المحاكمة:

- ‌ الصلب

- ‌نهاية يهوذا الخائن

- ‌تنبؤات المسيح بآلامه

- ‌تنبؤات المسيح بنجَاته من القتل

- ‌الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب:

- ‌تعقيب الدكتور محمد جميل غازي:

- ‌الجلسة الثالثة‌‌القيامةوالظهور

- ‌القيامة

- ‌الظهور

- ‌تعليق الأستاذ إبراهيم خليل أحمد:

- ‌بولس

- ‌دين المسيح كان التوحيد:

- ‌كلمة إلى المبشرين:

- ‌الجلسة الرابعة

- ‌[افتتاحية الجلسة الرابعة للدكتور محمد جميل غازي]

- ‌[مولد المسيح وحكمة الله في مولده]

- ‌[ابن الله تحليل وتحقيق]

- ‌المَسِيح نبي الله

- ‌إحياء الموتى

- ‌المسيح رسول الله

- ‌الأبوة والنبوة في الإنجيل

- ‌المسيح يدعو إلى التوحيد

- ‌الروح القدس

- ‌معجزات المسيح

- ‌مواجهة المسيح للكهنة

- ‌ مغفرة الخطايا

- ‌موقف المسيح من تقديس السبت

- ‌[تعقيب الدكتور محمد جميل غازي]

- ‌الجلسة الخامسة

- ‌[افتتاحية الجلسة الخامسة للدكتور محمد جميل غازي]

- ‌جبال فاران:

- ‌نبوة حبقوق

- ‌نبوة داود

- ‌تعبير دانيال النبي لحلم نبوخذ نصر

- ‌نبوة أشعياء

- ‌مكة المكرمة:

- ‌نبوات عيسى

- ‌المجامع المسكونية

- ‌تعقيب الدكتور محمد جميل غازي

- ‌تكملة حديث الأستاذ إبراهيم خليل أحمد:

- ‌الجلسة السادسة

- ‌حديث الأستاذ الدكتور محمد جميل غازي

- ‌المَسِيح. . الإله

- ‌ مقارنة بين المسيحية والمثراسية

- ‌[مواجهة القرآن الكريم للوثنيات التي تسربت إلى المسيحية

- ‌الصلب والفداء:

- ‌التفرقة العنصرية

- ‌حقيقة الكتاب المقدس، وحقيته:

- ‌صورة شوهاء لأنبياء الله ورسله في العهد القديم

- ‌حديث عن الإسلام

- ‌الإسلام دين الأنبياء جميعا

- ‌النبي الخاتم

- ‌دَعوَة المَسيح، دَعوَة خاصَّة

- ‌عموم الرسالة المحمدية

- ‌الصادق الأمين

- ‌المعجزات الحسية

- ‌الجهاد في الإسلام

- ‌الحرب في الأسفار المقدسة

- ‌الوثائق تتكلم

- ‌لغة الوثائق والأرقام

- ‌الاضطهاد المسيحي لليهود

- ‌[تعدد الزوجات وحكمته]

- ‌[مقاصد وأهداف تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم]

- ‌نظرات في الكتاب المقدس

- ‌النسخ

- ‌ الطلاق:

- ‌ المحرمات:

- ‌ السبت:

- ‌ الختان:

- ‌ نسخ جميع أحكام (العهد القديم) :

- ‌القرآن والكتب السوالف

- ‌الحواريون

- ‌الخمر

- ‌الخنزير

- ‌الروح القدوس

- ‌كلمة الله

- ‌المشركون والمسجد الحرام

- ‌ ما جاء في القرآن الكريم

- ‌ ما جاء في الحديث الشريف

- ‌كلمة الشيخ طاهر أحمد طالبي

- ‌كلمة اللواء إبراهيم أحمد عمر

- ‌كلمة فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية

- ‌كلمة السيد الأستاذ إبراهيم خليل أحمد

الفصل: ‌ ‌الخمر بين يدي سؤال عن الخمر -يقول: الخمر محرم في القرآن الكريم،

‌الخمر

بين يدي سؤال عن الخمر -يقول:

الخمر محرم في القرآن الكريم، ولكنه غير محرم في الإنجيل، فكيف تفسرون ذلك؟

وهل هناك آية في القرآن تحرم الخمر؟

ولقد ذكرنا السؤال بنصه، وإن كان هناك تعارض بين صدره وعجزه!!

ونقول في الجواب:

إن الله سبحانه وتعالى حرم الخمر في القرآن الكريم، وقد نزل في ذلك آيات:

قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} (1)

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (2)

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (3)

روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن عمر بن الخطاب أنه قال: " اللهم بَيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فإنها تذهب بالمال والعقل فنزلت هذه

(1) سورة البقرة، آية 219.

(2)

سورة النساء، آية 43.

(3)

سورة المائدة، الآيتان 90، 91.

ص: 424

الآية يسألونك عن الخمر والميسر فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بَيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت الآية في سورة النساء يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان منادي الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى: ألا لا يقربن الصلاة سكران. فدعى عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بَيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت الآية في سورة المائدة، فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر: انتهينا، انتهينا ".

روى النسائي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: " اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، كان رجل ممن كان قبلكم متعبد فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها، فقالت له: إنا ندعوك للشهادة، فانطلق مع جاريتها، فطفقت كلما دخل بابًا أغلقته دونه. حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر، فقالت: إني والله ما دعوتك للشهادة، ولكن دعوتك لتقع عليَّ أو تشرب من هذه الخمر كأسًا، أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقيني من هذه الخمر كأسًا، فسقته، قال: زيدوني، فزادوه، فلم يبرح حتى وقع عليها، وقتل النفس، فاجتنبوا الخمر، فإنه والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا يوشك أن يخرج أحدهما صاحبه ".

والخمر، سميت بهذا الاسم لأنها تستر العقل وتغطيه، كما ذكره الزجاج، وقال ابن الأنباري: سميت خمرة لأنها تخامر العقل؛ أي: تخالطه، يقال: خامره الداء إذا خالطه.

ولا شك أن العقل أثمن وأغلى شيء في الإنسان، فإذا فقد الإنسان العقل فماذا يكون قد بقي له؟

ص: 425

يقول أحد الشعراء المخمورين:

لا يلد السكر حتى

يأكل السكران نعله

ويرى القطة فيلًا

ويظن الفيل نمله

قال القرطبي:

(إن الشارب يصير ضحكة للعقلاء فيلعب ببوله وعذرته، وربما يمسح وجهه حتى رؤي بعضهم يمسح وجهه ببوله، ويقول: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. ورؤي بعضهم والكلب يلحس وجهه وهو يقول له: أكرمك الله كما أكرمتني ".

هذا عرض سريع وموجز لما جاء في القرآن الكريم والسنَّة المطهرة حول تحريم الخمر. . بقي أن نتوقف عند النصوص الكتابِيَّة لننظر ماذا جاء فيها عن الخمر، وتحريمها:

" الخمر مستهزئة، المسكر عجاج، ومن يترنح بهما فليس بحكيم "(سفر الأمثال 20: 1) .

" لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العينَيْن، للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب المموج. لا تنظر إلى الخمر- إذا احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة. في الآخر تلسع كالحية، وتلدغ كالأفعوان. عيناك تنظران الأجنبيات، وقلبك ينطق بأمور ملتوية، وتكون كمضطجع في قلب البحر، أو كمضطجع إلى رأس سارية. يقول: ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأوني ولم أعرف. متى أستيقظ أعود أطلبها بعد "(سفر الأمثال 33: 29 -35) .

ص: 426

" ويل للأبطال على شرب الخمر ولذوي القدرة على مزج السكر "(سفر أشعياء 5: 22) .

" ولكن هؤلاء أيضًا ضلوا بالخمر- وتاهوا بالمسكر، الكاهن والنبي ترنحا بالمسكر ابتلعتهما الخمر، تاها من السكر، ضلا في الرؤيا، قلقا في القضاء، فإن جميع الموائد امتلأت قيئًا وقذرًا "(سفر أشعياء 28: 7- 8) .

" الزنى والخمر والسلافة تخلب القلب "(سفر هوشع 4: 11) .

ولم يكن يسمح للنذير بأن يشرب منه مدة نذره:

" وكلَّم الرب موسى قائلًا: كلِّم بني إسرائيل وقل لهم: إذا انفرز رجل أو امرأة لينذر نذر النذير لينتذر للرب فعن الخمر والميسر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب ولا يأكل عنبًا رطبًا ولا يابسًا. كل أيام نذره لا يأكل من كل ما يعمل من جفنة الخمر من العجم حتى القشر "(سفر العدد 6: 1- 4) .

ولم يكن يسمح للكاهن بأن يشرب منه عند دخوله لخدمة المقدس.

" وكلم الرب هارون قائلًا خمرًا ومسكرًا لا تشرب أنت وبنوك معك عند دخولكم إلى خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا فرضًا دهريًّا في أجيالكم، وللتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر "(سفر اللاويين 10: 8- 10) .

وقد أعلن الكتاب المقدس أن الفقر في شرب الخمر.

" محب الخمر والدهن لا يستغني "(سفر الأمثال 21: 17) .

ونهى عن مجالسة من يشربون الخمر:

" لا تكن بين شريبي الخمر، بين المتلفين أجسادهم؛ لأن السكير والمسرف يفتقران "(سفر الأمثال 23: 20- 21) .

وقد نهى الكتاب عن السكر بالخمر وبيَّن أن السكر خطيئة:

" فإن حنة كانت تتكلم في قلبها وشفتاها فقط تتحركان وصوتها لم يسمع.

ص: 427

إن عالي ظنها سكرى. فقال لها عالي: حتى متى تسكرين؟ انزعي خمرك عنك. فأجابت حنة وقالت: لا يا سيدي إني امرأة حزينة الروح ولم أشرب خمرًا ولا مسكرًا بل أسكب نفسي أمام الرب لا تحسب أمتك ابنة بليعال؛ لأني من كثرة كربتي وغيظي قد تكلمت إلى الآن " (سفر صموئيل الأول 1: 13-16) .

وفيه تهديد وتنديد بشارب الخمر:

" ويل للمبكرين صباحًا يتبعون السكر، للمتأخرين في العتمة تلهيهم الخمر. وصار العود والرباب والدف والناي والخمر ولائهم وإلى فعل الرب لا ينظرون، وعمل يديه لا يرون، لذلك سبي شعبي لعدم المعرفة، وتصير شرفاؤه رجال جوع، وعامته يابسين من العطش، لذلك وسعت الهاوية نفسها وفغرت فاها بلا حد فينزل بهاؤها وجمهورها وضجيجها والمبتهج فيها، ويذل الإنسان ويحط الرجل وعيون المستعلين توضع "(سفر أشعياء 5: 11- 1) .

و (ذا تركنا (العهد القديم) ونصوصه. . .

وولينا وجوهنا شطر (العهد الجديد) ونصوصه. . .

وجدنا أن الكتابَيْن تطابقا وتوافقا على تحريم الخمر وذمها.

ففي رسالة بولس الأول إلى أهل كورنثوس، يقول:

" وأما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعو أخًا زانيًا أو طماعًا أو عابد وثن أو شتامًا أو سكيرًا أو خاطفًا أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا "(11: 5) .

وفي رسالة كورنثوس الأولى -أيضًا- (الإصحاح 6، العدد 9، 10) :

" لا تضلوا، لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله ".

ص: 428

وفي رسالة بولس إلى أهل غلاطية (الإصحاح الخامس، العدد 19 وما بعده) :

" وأعمال الجسد ظاهرة التي هي: زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر وأمثال هذه التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضًا إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله ".

وفي رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس (الإصحاح 5: 18) :

" ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح ".

وفي رسالة بطرس الأول (الإصحاح 4، العدد 3) :

" لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة ".

هذه هي الخمر في (العهد القديم) .

وهذه هي الخمر في (العهد الجديد) .

ولكننا نصاب بذهول لا ينتهي، حينما نقرأ الإصحاح الثاني من إنجيل يوحنا (العدد 1 وما بعده) .

إن هذا الإنجيل يقدم لنا باكورة معجزات المسيح، فإذا بها تحويل الماء إلى خمر!!

يقول الإنجيل:

" وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك. ودعي أيضًا يسوع وتلاميذه إلى العرس ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له: ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة، لم تأت ساعتي بعد. قالت أمه

ص: 429

للخدام: مهما قال لكم فافعلوه. وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة قال لهم يسوع: املأوا الأجران ماء فملأوها إلى فوق، ثم قال لهم: استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ. فقدموا. فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرًا ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام كانوا قد استقوا الماء علموا، دعا رئيس المتكأ العريس وقال له: كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولًا، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن. هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه ".

بل إن إنجيل يوحنا يفاجئنا، ويا هول ما يفاجئنا به، يفاجئنا بالمسيح في حالة سكر شديد. . وقد تعرى من ملابسه ولنترك للإنجيل يحدثنا حديثه:

" قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتزر بها. ثم صب الماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان يتزر بها "(إِنجيل يوحنا 13: 4-5) .

وهذا النص تحوطه مجموعة ضخمة من علامات الاستفهام. . والتعجب. . ولكننا لن نناقش هذا النص. . وإنما سنكتفي بعرضه. . بعيدًا عن أي تعقيب أو تعليق. . غير أننا سنترك أحد المعلقين المسيحيين (فندر - صاحب كتاب ميزان الحق)(1) ليقول:

" هذا يوهم أن عيسى عليه السلام كان قد سرت فيه الخمرة حتى لم يكن يدري ما يفعل، فإن غسل الأقدام لا يوجب التجرد من الثياب ".

وينتهي كلام المتحدث الرسمي. . .

أما أنا فأقول، إنه كلام على طريقة:" يقول المريب خذني ".

(1) راجع إظهار الحق لرحمة الله الهندي 2 / 573.

ص: 430

ثم أختم هذا الحديث عن الخمر بنصين من نصوص أسفار (العهد الجديد) . . . وما أكثر نصوص أسفار العهد الجديد. يقول النص الأول:

" لأنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزًا ولا يشرب خمرًا فتقولون به شيطان. جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فتقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خمر "(إنجيل لوقا 7: 23-24) .

ويقول النص الثاني، وهو متمم لهذا النص ومكمل له:

" وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب، فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم قي نفسه قائلًا: لو كان هذا نبيًّا لعلم من هذه الامرأة التي تلمسه وما هي أنها خاطئة "(إنجيل لوقا 7: 36-39) .

ثم يستمر النص فيقول:

" ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتها بشعر رأسها. قبلة لم تقبلني وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي من أجل ذلك، أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرًا "(إنجيل يوحنا 7: 44- 47) .

ثم يمضي (العهد الجديد) في عرض نصوصه (المقدسة) !!

ونتوقف لننتقل بالحديث إلى موضوع آخر!

ص: 431