الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد صائرًا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " (فيلبي 2: 5- 8) .
وهكذا انحرف بولس بدعوة المسيح دعوة التوحيد الامتداد الطبيعي للشريعة الموسوية إلى دعوة التثليث الامتداد الطبيعي لدين الإمبراطورية الرومانية الوثنية.
المشركون والمسجد الحرام
وفي الأسئلة سؤال يقول:
(لماذا تمنع السلطات السعودية دخول المسيحيين في الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية؟) .
وهذا السؤال يحتاج إلى تصحيح:
فالسلطات السعودية لا تمنع دخول المسيحيين أو غيرهم من المشركين إلا تنفيذًا لأمر الله، ونزولًا على حكمه.
ولقد نزل في منع المشركين من الاقتراب من المسجد الحرام، قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (1)
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين الطاهرين دينًا وذاتًا بنفي المشركين الذين هم نجس دينًا عن المسجد الحرام وأن لا يقربوه بعد نزول هذه الآية. وكان نزولها في سنة تسع. ولهذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا صحبة أبي بكر رضي الله عنه عامئذ وأمره أن ينادي في المشركين أن لا يحج بعد هذا العام مشرك، وأن لا يطوف بالبيت عريان.
(1) سورة التوبة، آية 28.
فأتم الله ذلك، وحكم به.
قال الإمام أبو عمرو الأوزاعي: " كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أن امنعوا اليهود والنصارى من دخول مساجد المسلمين، واتبع نهيه قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}
وقال عطاء: الحرم كله مسجد، لقوله تعالى:{فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}
ودلت هذه الآية على نجاسة المشرك كما ورد في الصحيح: (المؤمن لا ينجس) وأما نجاسة بدن المشرك فالجمهور على أنه ليس بنجس البدن والذات لأن الله تعالى أحل طعام أهل الكتاب.
وقوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} .
قال محمد بن إسحاق: وذلك أن الناس قالوا: لتقطعن عنا الأسواق، ولتهلكن التجاة، وليذهبن عنا ما كنا نصيب بها من المرافق، فأنزل الله {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}
وبعد:
فهذه بعض الإجابات عن بعض الأسئلة:
ولقد تركنا الإجابة المباشرة عن بعض الأسئلة، لأن الإجابة عليها وردت عرضًا في مواضع أخرى. . . من موضوعات أخرى. . .!