الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي الخاتم
ولقد أراد الله سبحانه وتعالى لدينه أن يكمل، ولنعمته أن تتم، فأرسل النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم، وجعل شريعته عامة وصالحة لكل زمان ومكان.
والحديث عن (النبي الخاتم) وعن (عموم رسالته) يحتاج منا إلى وقفة قد تطول، وقد تقصر!
النبي الخاتم:
إن الله سبحانه وتعالى الذي أراد لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون عامة وتامة وخاتمة، وشاملة وكاملة هو الذي قيض لها عونًا لم يكن لغيرها من الرسالات، وأمدها بمدد مكنها من الخلود والانتشار. . وفي تاريخ الدعوة الإسلامية الخاتمة أمور ينبغي أن يهتم بها الدارسون والباحثون:
- فمن هذه الأمور: (الدقة في تسجيل حياة الرسول وهديه) .
إن الاهتمام البالغ برصد أعمال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقواله ليس له نظير في رصد تحركات أي نبي أو رسول. . حتى الأنبياء الأقرب عهدًا والذين تدعي جماهير كبيرة من البشر الإيمان بهم، واتباعهم، كموسى، وعيسى. . .!
إنه ليس لدينا -على الإطلاق- وثيقة كاملة تتحدث بوضوح عن (حياة المسيح عليه السلام وهو. . . خاتم الأنبياء من بني إسرائيل. . فضلًا عن غيره من الأنبياء والرسل.
والكتابات التي بين أيدينا. . تعطينا صورة -لا أقول: واضحة الملامح- عن الأيام الخمسين الأخيرة من حياة المسيح!!
يقول القس الدكتور شارلس اندرسن اسكات في مقال له في دائرة المعارف البريطانية: " ينبغي أن يتنازل الإنسان عن محاولة وضع كتاب في سيرة المسيح
بكل صراحة، فإنه لا وجود للمادة والمعلومات التي تساعد على تحقيق هذا الغرض، والأيام التي توجد عنها بعض المعلومات لا يزيد عددها على خمسين يومًا " (1) . .
وهذا الذي قرره ذلك القس، ونشرته دائرة المعارف البريطانية، يتعارض مع ما كان سائدًا في العالم المسيحي حتى عهد قريب. . .
لقد كان السائد أن (أسفار العهد الجديد) تتضمن أخبار السنوات الثلاث الأخيرة من سيرة المسيح وأخباره!!
وهذا الذي قرره ويقرره، علماء المسيحية. . يخالف تمامًا ما سجله ونقله الرواة عن (حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم قدموا لنا سجلًّا كاملًا وأمينًا عن دقائق وحقائق حياته. . .!
لقد رصد صحابته حياته. . منذ البدء وإلى النهاية، وكتبوها بكل عناية، في دواوين السنة وكتب المغازي والسير. . .
إن الكتب التي روت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحداثها كتب كثيرة. . . فمنها: (كتب السير) وهذه رصدت حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأرخت لها. و (كتب المغازي) وهذه عرّفت بغزواته، وبعوثه، وسراياه، والأخلاق التي كان يتحلى بها في حروبه، وكيف كان يتعامل مع أعداء دعوته إن أمكنه الله منهم.
و (كتب الهدي) مثل. (زاد المعاد، في هدي، خير العباد " وهذه الكتب تنقل لنا أسلوب النبي وهديه، في عبادته، ونسكه، وزواجه، ومعاشرته لأهله، ومعاملاته مع الناس.
و (كتب الشمائل) وهي تحدثنا عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلْقية والخُلُقية، أي: الجسمية، والعقلية، والروحية.
(1) ط14، جـ 13، ص171.
و (كتب الخصائص) وهي تتضمن ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من ميزات لا يشاركه فيها أحد.
و (كتب الأذكار، وأعمال اليوم والليلة) وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ربه ويسبحه ويحمده ويمجده ويدعوه على كل حال، وفي كل مجال.
ثم، هناك (الصحاح، والسنن، والمسانيد) . . . وأسجل هنا، بكل صدق وحق، أن أرقى كتب المسيحيين سندًا، وأعلاها رواية، لا تصل إلى الدرجة الرابعة أو الثالثة. . . من كتب السنن والآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!! هذا- فضلًا- على ما رواه القرآن وحكاه، عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه- كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وحينما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كلمتها المشهورة:(كان خلقه القرآن) .؟
إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، والعناية الفائقة بتسجيل جميع أقواله وأفعاله وتقريراته، كل ذلك يشير إلى أنه خاتم النبيين والمرسلين!!