الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة اللواء إبراهيم أحمد عمر
أمين عام هيئة إحياء النشاط الإسلامي بالسودان
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والرسل وعلى آله وصحبه وسلم.
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (1)
باسم هيئة إحياء النشاط الإسلامي أحييكم تحية الإسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن رغبة هؤلاء المشاركون النصارى في تفهم الفوارق بين الإسلام والنصرانية كانت من جانبهم، ليقرروا بعد التمحيص أن يدخلوا الإسلام عن عقيدة أو يرفضوه وكانت لنا نحن معشر الحاضرين فرصة لا تعوض ذلك بأن قيض الله لنا بفضل جهد فضيلة الشيخ طاهر أحمد طالبي الملحق الديني بسفارة المملكة العربية السعودية بالسودان أن يحضر إلينا ويشرفنا ويمتعنا ويعلمنا ثلاثة من الأساتذة وهم جهابذة أجلاء وهم: فضيلة الدكتور محمد جميل غازي المتفقه في القرآن الكريم، وسيادة اللواء العالم بمقارنة الأديان وخاصة الإسلام والنصرانية فوق علمه العسكري السيد اللواء أحمد عبد الوهاب، ومعهما رجل غاص في بحور المسيحية بإيمان جعله من أكبر المبشرين بالنصرانية في صعيد مصر فتبحر وتعمق وفهم الأسفار المسيحية المقدسة وحصل على درجات علمية لاهوتية عالية في دينه ثم جاء يوم فانطبق على فضيلته قول الحق جل وعلا:{وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ، فسار في طريق الهداية وقرأ القرآن الكريم قراءة العالم المتبحر المثقف الفاهم بما يقرأ، فآمن به ووجد ضالته في القرآن الكريم الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، فتحول
من كافر برسالة
(1) سورة الإسراء، آية 81.
محمد صلى الله عليه وسلم إلى واحد من أكبر المؤمنين بالله وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم والله أكبر.
تحدث أصحاب الفضيلة العلماء الثلاثة فأمتعونا، وفوق هذا وذاك فإنهم قد أقنعوا بالحجة الدامغة والبرهان القاطع كل أبنائنا الذين جاءوا يسألون، والله أكبر.
وها هم اليوم أمامكم مسلمون بحق وإيمان صادق. هم بعد إسلامهم المشرف لنا مجمع الحاضرين سنتعهدهم نحن جميعا ليعملوا ويتعلموا الإسلام بحق.
وهو الذي قال فيه ابن عمر رضي الله عنه: حدثني أبي - عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: «بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا.
قال: صدقت.
قال: رضي الله عنه؛ فعجبنا له يسأله ويصدقه.
ثم قال: فأخبرني عن الإيمان.
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قال: صدقت.
قال: فأخبرني عن الإحسان.
قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: فأخبرني عن الساعة.
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها.
قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
قال: ثم انطلق.
فلبثت مليًّا ثم قال لي صلى الله عليه وسلم يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم.
قال صلى الله عليه وسلم: إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» .
هذه إخوتي هي رسالتنا نحو أبنائنا وإخواننا هؤلاء الذين دخلوا الإسلام وهي أن نعلمهم دينهم وسنفعل بإذن الله، بل سنجعل منهم دعاة ومرشدين للدين الإسلامي بين أهلهم وعشيرتهم وسنكفل لهم العيش الشريف بالعمل الشريف إن شاء الله.
هذا كله نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء.
فمرحبًا بالإخوة والأبناء في دين الإسلام دين الحق، وشكرًا بل من الشكر أجزله لأساتذتنا العلماء الأجلاء.
وأرجو -في الختام- أن أبشر بأن كل الذي دار في أيامنا وحلقاتنا هذه، سيصدر بمشيئة الله في كتاب باللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية. ونرجو أن يترجم إلى جميع لغات العالم -إن شاء الله- والله الموفق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.