الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وظل هذا الحكم ساريًا إلى أن جاء بولس فنسخه.
" ها أنا بولس أقول لكم. إنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئًا لكن أشهد أيضًا لكل إنسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة. فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء بر؛ لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة بل الإيمان العامل بالمحبة "(رسالة بولس إلى غلاطية 5: 2- 6) .
5-
نسخ جميع أحكام (العهد القديم) :
ثم. . قام التلاميذ بعد ذلك بنسخ جميع الأحكام العملية في (العهد القديم) ولم يبقوا إلا على أحكام أربعة:
1-
ذبيحة الصنم.
2-
الدم.
3-
الحيوان المخنوق.
4-
الزنى.
فأبقوا حرمة هذه الأشياء الأربعة وأرسلوا بذلك كتابًا إلى سائر الكنائس للعمل بمقتضاه.
وهذا نص الرسالة:
" حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنائس أن يختاروا رجلين منهم ليرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الأخوة، وكتبوا بأيديهم هكذا. الرسل والمشايخ والأخوة يهدون سلامًا إلى الأخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية إذ قد سمعنا أن
ناسًا خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس الذي نحن لم نأمرهم رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح. فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاهًا؛ لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلًا أكبر غير هذه الأشياء الواجبة. أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعمًا تعملون وكونوا معافين " (أعمال الرسل 15: 22- 29) .
ثم ماذا؟
ثم تقدم بولس خطوة ثانية. . . فنسخ حرمة الثلاثة الأولى، فلم يبق من أحكام (العهد القديم) العملية إلا حرمة الزنى.
وحتى الزنى يعتبر منسوخًا أيضًا؛ لأنه لا حد فيه.
وبهذا تكون أحكام العهد القديم كلها منسوخة، يقول بولس:
" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فِيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي، لست أبطل نعمة الله؟ لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذًا مات بلا سبب "(رسالة بولس إلى غلاطية 2: 20- 21) .
يقول الدكتور همند في تذييله على الفقرة 21، هذه:
" يقول -أي بولس - إنه لا يعتمد في النجاة على شريعة ولا يفهم أن أحكام موسى ضرورية، لأن إنجيل المسيح حينئذ يصبح بلا فائدة ".
ويقول بولس أيضا:
" لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة؛ لأنه مكتوب
ملعون كل من لا يثبت في جميع كل ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر؛ لأن البار بالإيمان يحيا، ولكن الناموس ليس من الإيمان بل الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها. المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا " (رسالة بولس إلى غلاطية 9: 3-13) .
ويقول (لارد) في تفسيره لهذه الفقرة (1) :
" المعنى الذي يريده الحواري هنا. نسخت الشريعة أو صارت بلا فائدة بموت المسيح وصلبه ".
ثم يقول: " بيَّن الحواري صراحة أن أحكام شريعة الرسوم نسخت نتيجة موت يسوع ".
وهكذا نسخ (العهد الجديد) . . أحكام (العهد القديم) .
وإن بقي الشكل. . والصورة. . . يوحي بعكس هذا. .
إذ نجد (النصارى) يصرون على إلحاق كتبهم المقدسة بكتب اليهود المقدسة!!
أما (القرآن الكريم) . . . فهو كتاب (مهيمن) . . .
ما قاله هو الحق الذي لا شك فيه. . .!
وما نفاه فهو الباطل الذي لا شك فيه. . .!
وما سكت عنه. . . فهو علم لا ينفع، وجهل لا يضر!!
إن القرآن الكريم هو الصباح المشرق الباهر. . . الذي جاء فأطفأ القناديل والشموع. . . كل القناديل وكل الشموع!!
(1) جـ9، ص487.