الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلسطين أخذ عزرا ونحميا بإعادة تدوين التوراة من ذاكرتهما.
إننا لا نسطيع أن نصدق التوراة والإنجيل كلها، ولا نستطيع أن نكذبها كلها، لأن العامل الإنساني موجود في هذه الكتب.
لكني كإنسان هداني الله للإسلام، فلقد كنت قسيسا ولم أهتد إلى الإسلام بسهولة، فلا بد أن يكون لدي حجة قوية، وأن الكتب من موسى إلى عيسى تنبأت بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونجد في سورة النساء الآية 82 يقول الله سبحانه وتعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} .
ليس المفروض أن يكون كل الناس علماء وأن يفرغوا وقتهم للدراسة والمقارنة، ولكني أعتقد أن ما قرأته على مسامعكم من رسائل بولس إلى أهل كورنثوس يبين وجود العنصر البشري في العهد الجديد.
هذا ونجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنما أنا بشر، ولم يقل أنا إله. فالقرآن يقول:
]
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} . ويتحدى القرآن كل المخلوقات فيقول: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} .
تعقيب للدكتور محمد جميل غازي:
وهنا وجه الدكتور محمد جميل غازي قوله إلى الأستاذ إبراهيم خليل أحمد قائلًا: إذن نستطيع أن نقطع بأن إنجيل المسيح غير موجود؟
فقال الأستاذ إبراهيم خليل: هذا مؤكد.
وهنا سأل الدكتور جميل: فكيف يقول القرآن الكريم: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ} ؟ ويقول: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} . وبقول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . فأي توراة يقصد وأي إنجيل؟
أجاب الأستاذ إبراهيم خليل أحمد: بأن التوراة الموجودة مدبجة بكلام ينسب لموسى وليس كل ما فيها كلام موسى. وكذلك الإنجيل مدبج بكلام ينسب للمسيح ولكن ليس كل ما فيه كلام المسيح.
تعقيب آخر للدكتور محمد جميل غازي:
وقال الدكتور جميل: نستطيع أن نجمل الإجابة في أن الله سبحانه وتعالى لما قال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} وقال: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ} . بينَّ ربنا سبحانه وتعالى في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} . إذن المرجع الوحيد لما صح من الإنجيل، ولما صح من التوراة، ولما رضيه الله، هو القرآن الكريم، فما أثبته القرآن وأقره فهو حق، وما نسخه القرآن فقد انتسخ، وما رد عليه القرآن الكريم فهو باطل.
بعد ذلك قال الدكتور محمد جميل غازي: والآن نقدم اللواء أحمد عبد الوهاب ليحدثنا عن الصلب والقيامة والفداء، وهي من الموضوعات الأساسية، بل وأخطر الموضوعات في الديانة النصرانية على الإطلاق.