الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة الشيخ طاهر أحمد طالبي
الملحق الديني بسفارة السعودية بالخرطوم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إخوتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا اللقاء الطيب، وفي هذه الجلسة المباركة، يسعدني ويشرفني أن أفتتح معكم هذا اللقاء الذي بدأناه بست جلسات متوالية استمرت أكثر من عشرين ساعة. وكأني أريد أن أجيب على سؤال مقدم فكأني أرى أن سائلًا يريد أن يسألني: كيف تم هذا اللقاء؟ وما هي القصة التي حدثت لتنظيمه؟ وهذا اللقاء كما تعلمون بين مسلمين ومسيحيين.
بدأت قصة هذا اللقاء بأن البشير القس جيمس بخيت سليمان كان له نشاط بين الكنائس المختلفة باحثًا عن الحقيقة. وأخيرًا لجأ إلى زميلي سعادة الأستاذ جويعد النفيعي الملحق التعليمي بسفارة المملكة العربية السعودية، وأخبره بأنه يريد البحث عن حقيقة الدين ليصل إليها ويريد نقاشًا إسلاميًّا ليتوصل إلى الحقيقة.
ثم جمع بيني ولينه في لقاء قصير حدثني فيه جيمس بخيت سليمان عن حياته من بدايتها إلى نهايتها بإيجاز، ثم حددنا موعدًا لهذا اللقاء وكان قد تم هذا الموعد بتاريخ 23 من المحرم 1401 هـ، الموافق أول ديسمبر 1980 م، وذلك بهيئة إحياء النشاط الإسلامي بأم درمان.
وفي الحقيقة حينما طلب مني هذا النقاش كنت قد التقيت بفضيلة الدكتور محمد جميل غازي الذي حضر إلى هنا بدعوة خاصة من بعض إخوانه لإلقاء محاضرات دينية في السودان.
فأرشدني -جزاه الله خيرًا- إلى فضيلة الشيخ إبراهيم خليل أحمد وقال لي: إنه رجل فاضل وكان قسيسًا وهداه الله إلى الإسلام وله معرفة كبيرة بموضوع اللقاء، ثم سعادة اللواء أحمد عبد الوهاب فهو أيضًا مؤلف كتب كثيرة في النصرانية وفي المقارنة بين النصرانية والإسلام.
وقام هو -جزاه الله خيرًا- بالاتصال بهما وقد حضرا فورًا، ولم يؤخرهما عن الحضور بضعة أيام سوى مطالب السفر والحجز وما إلى ذلك، أي أنهما لبَّيا الحضور وتواجدا في الخرطوم قبل الموعد المحدد بأيام قليلة.
وكان أول لقاء كما قلت لكم يوم الاثنين الماضي، عرض فيه البشير (جيمس) عدة أسئلة تتعلق بالمسيحية وأخرى تتعلق بالإسلام.
ومما عرضه على سبيل المثال عن النصرانية: الثالوث والصلب والفداء.
ومما عرضه عن الإسلام: القرآن وصِدْق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم النبيين، والجهاد والحرب في الإسلام، والخمر والخنزير، وغيرهما من الأسئلة التي استمعتم إليها في ذلك الوقت يوم الاثنين الماضي حيث كتبت وسجلت.
وقد قام أصحاب الفضيلة: الدكتور محمد جميل غازي وسعادة اللواء أحمد عبد الوهاب وفضيلة الشيخ إبراهيم خليل أحمد بالإجابة على هذه الأسئلة سؤالًا سؤالًا بما لا يدع مجالًا للشك في أن الإسلام هو دين الله الحق وأن ما سواه باطل لا محالة.
لقد قاموا بالإجابة على جميع هذه الأسئلة وأكثر مما تضمنته الأسئلة. فقد قاموا بمحاضرات كثيرة استغرقت ستة أيام وفي كل يوم ثلاث ساعات متوالية، وقد اختتمنا كل الجلسات البارحة في الساعة العاشرة تقريبًا مساءً.
وقد تركنا للبشير جيمس فرصة للتفكير والتشاور مع إخوانه بعد أن ختمنا تلك الجلسات وأنهيناها.
ولكنه حضر إليَّ اليوم صباحًا، معلنًا دخوله وجميع جماعته في الإسلام، وأنهم يعلنون صراحةً أنه هو الدين الحق وما سواه باطل، وأن القرآن حق، وأن محمدًا حق، وسيعلنون ذلك إن شاء الله تعالى أمامكم فردًا فردًا.
إخوتي الكرام: لا أريد أن أطيل عليكم ولكنني أرجو من الله عز وجل أن تكون فاتحة خير للإسلام والمسلمين.
والله سبحانه وتعالى يقول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه: ليطلعن هذا الدين على ما طلعت عليه الشمس.
والكلمة الآن لسعادة اللواء إبراهيم أحمد عمر، أمين عام هيئة إحياء النشاط الإسلامي بالسودان، فليتفضل مشكورًا وجزاه الله خيرًا.