الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية
رئيس جماعة أنصار السنةَّ المحمدية بالسودان
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة على النبيّ الأمين، وعلى آله وأصحابه الهداة المهديين. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد كانت مفاجأة بالنسبة لي، لأن الاتفاق الذي افترقنا عليه بالأمس أن نلتقي في السادسة من هذا المساء لأمر غير هذا. وما علمت بهذا الحفل وهذه النتيجة الجيدة إلا قبل نصف ساعة فقط، ولذلك أنا في سرور لا يعدله سرور. وكل ما أرجوه من الذين دخلوا الإسلام اليوم هو أن يكرسوا جهدهم ليتعلموا دينهم. ولي رجاء خاص أوجهه إلى الدكتور محمد جميل غازي بأن يولي هذا الشباب عناية خاصة، ليتعلموا الدين في العقيدة السلفية. فما تفرقت كلمة المسلمين، وما أصبحوا شيعًا وطوائف وأحزاب إلا بعد أن جعلوا العقيدة الواحدة مذاهب، ففرقت كلمتهم وجعلتهم يتصارعون. وليتهم رضوا بما رضيَ به القرآن إذ قال:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (1)
يَسَّرَ الله هذا القرآن، وأعلن أنه سهل مُيَسَّر لمن أراد أن يتفقه فيه ويفهمه. وجاء الشيطان ونفث في روع بعض من يدعون أنهم من علماء المسلمين، ويتصدرون الدعوة الإسلامية، فزعموا أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا. وهذا هو أول مسمار ضرب في نعش الجماعة الإسلامية.
(1) سورة النساء، آية 59.
إن الدكتور جميل موضع ثقتنا وموضع اعتزازنا ولا أود أن أمدحه وهو جالس، وهو جدير بأن يمدح، ولذا أرجوه في أن يتولى هذا الشباب، ويرعاه رعاية خاصة ويحصرهم في كتاب الله ربهم وسُنَّة رسولهم صلى الله عليه وسلم، وفي معناهما العربي الواضح.
وإني أنقل لكم عبارة وردت على لسان رجل أعجمي وليس بعربي، إنه رجل من جنوب السودان دخل الإسلام واعتز به، لقد سأله سائل: لمن الطوائف تنتمي؟ فقال: نحن لا ندخل الطريقة (الصوفية) في الجنوب، لأنها تفرق كلمة المسلمين. وإننا نعلمهم القرآن لأنه هو الذي يربطهم ويجعلهم أمة واحدة.
لذا أرجو من بخيت سليمان أن يستعد هو وزملاؤه للسفر إلى مصر. إن شاء الله، لتعيشوا في مدرسة التوحيد وتدرسون الإسلام، وتعرفون ما قدمه للعالم من مبادئ رفعت من شأن الضعاف فجعلتهم أقوياء، والفقراء جعلتهم أغنياء، والجهلاء جعلتهم علماء. وكان منهاجهم هو هذا القرآن، بمعانيه الواضحة التي بيَّنها الرسول العظيم، وهو الذي أُعْطِي جوامع الكلم.
وكذلك أرجو من الدكتور جميل أن يحصر أذكارهم في أذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإني أهنئهم أولا بإسلامهم، وأرجو لهم التوفيق في حياتهم المقبلة، وإننا جميعًا بعون الله ومساعدته ورعايته سوف نكون لهم عضدًا وسندًا يجعل حياتهم الجديدة كلها سعادة وسرور.
ولعلكم رأيتم الأخ المسلم الواعي المدرك الشيخ إبراهيم خليل، عندما كان يتحدث عن حياته السابقة، ويتحدث عن حياته الحديثة، ثم يجعل الفضل كله إلى الله رب العالمين أن ملأ قلبه بالإيمان.
ورسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم يقول له الله عز وجل {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (1) ، وفي آية أخرى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (2)
وإني أكرر الشكر وأؤيد ما قاله سعادة اللواء إبراهيم أحمد عمر عن اللواء أحمد عبد الوهاب والأخ جميل والأستاذ إبراهيم خليل، فلا شك أنهم أثروا مكتبتنا بعلوم ما عهدناها في الناس من قبل. فجزاهم الله خيرًا، وزادهم الله من علمه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1) سورة الشورى، آية 52.
(2)
سورة القصص، آية 56.