الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التفرقة العنصرية
إن هذا الفهم، وهذا السلوك، هو البدء الحقيقي (للتفرقة العنصرية) التي تدين بها أوروبا، وأمريكا اليوم. .
إن أول من نادى بالتفرقة بين البشر وفقًا للألوان، هو الكتاب المقدس ذاته وليست أمريكا!!
لم تكن أمريكا هي رائدة التفرقة العنصرية. . . وإنما رفعت شعاراتها، وكان بيدها نصوص مقدسة من الكتاب المقدس!
أليس الكتاب المقدس هو الذي حكم على الجنس الأسود كله باللعنة، لأنهم أولاد حام؟
يقول الكتاب المقدس:
" وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك سامًا وحامًا ويافث، وحام هو أبو كنعان، وهؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض. وابتداء نوح يكون فلاحًا وغرس كرما وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما. فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير. فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان عبدًا لهم فيفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعنان عبدًا لهم "(سفر التكوين 9: 18-27) .
بل تروي التوراة عن سارة زوجة إبراهيم عليه السلام أنها قالت له:
" اطرد الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إِسحق "(تكوين 21: 10) . " فقبح الكلام جدًا في عيني إبراهيم لسبب ابنه " (تكوين 21:
11) وقد اقتبس بوليس هذا النص لإشعال العنصرية بين الناس فقال: " لكن ماذا يقول الكتاب اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة إذًا أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة "(غلاطية 4: 30، 31) .
ولا تزال حكومة جنوب إفريقيا تعتمد على ما جاء في سفر التكوين- الذي يصف أحد أبناء حام (وهو كنعان) - كما أسلفنا- بأنه عبد العبيد، لتبرير سيطرتها على السود وإذلالهم.
و. . . لهذا،
فإننا لا نجد في المجتمعات الإسلامية، هذه التفرقة العنصرية التي نجدها في المجتمعات المسيحية!
لأن النصوص الإسلامية تقف حائلًا دون ظهور هذا الشر أو تفاقمه.
يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} . (1) .
وفي هذه الآية الكريمة إعلان المساواة الكاملة بين الأمم والشعوب والأفراد، إذ إن الآية خطاب موجه إلى جميع بني الإنسان.
كذلك فإن هذه الآية تقرر أن التمايز بين الناس لا يكون باللون أو الجنس أو العنصر. . إنما يكون بالتقوى التي هي جماع الخير والهدى والرشاد.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
«الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله» .
ولذلك فتح الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر ربه- آفاق دعوته أمام بني الإنسان جميعًا-
(1) سورة الحجرات، آية 1 13.
فالله رب الناس ملك الناس إله الناس وليس رب فئة واحدة، أو عنصر واحد، أو مجموعة بشربة واحدة!
وبذلك حطم الإسلام الحواجز التي كانت قائمة بين الأجناس والأعراق والأنساب.
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي، رضي الله عنه الذي كان رقيقًا فحرره:«سلمان منا أهل البيت» .
كما ضم صف السابقين الأولين مجموعة كبيرة من أمثال " صهيب الرومي " و " بلال الحبشي " واعتبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في مقدمة كبار الشخصيات العربية من أصحابه المهاجرين والأنصار.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر على قيادة جيشه شابًا في الثامنة عشرة، وجعل تحت قيادته مجموعة من كبار المسلمين، وأصحاب السابقة في الإسلام.
وهكذا يكون الإسلام قد حقق معجزة في التاريخ الإنساني، إذ جعل الناس- جميعًا- يعيشون تحت شعار إلهي نادى به الإسلام منذ ظهوره، وأكده الرسول صلى الله عليه وسلم وسلم من جديد، وبكل صراحة وصرامة، وفي خطبة الوداع، قال:
«لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى» .
ثم يسأل الجماهير المسلمة المحتشدة لسماع الخطاب الأخير:
" ألا هل بلغت؟ "
" اللهم فأشهد ".
إن القرآن الكريم لم يذكر في سوره أو آياته، أي اسم على الإطلاق من أسماء أحد معاصري الرسول صلى الله عليه وسلم إلا اسمين- هما:
(زيد) مولى الرسول صلى الله عليه وسلم (وأبو لهب) عمه.