الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظرات في الكتاب المقدس
وبعد هذه النظرات المدققة المحققة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، وكيف، ولماذا عدد زوجاته؟
نعود فنقلب صفحات الكتاب (المقدس!!) لنرى ما جاء فيه عن الأنبياء، وزوجات الأنبياء. . .
ونكتفي بأن نتعرض للأنبياء الثلاثة:
أ- جدعون.
ب- داود.
جـ- سليمان.
جدعون:
وجدعون بن يوآش الأبيعزري، أحد الأنبياء الرسل في العهد القديم يدل على نبوته ورسالته، ما جاء في (الإصحاح السادس من سفر القضاة، العدد 7، وما بعده) :
" وكان لما صرخ بنو إسرائيل إلى الرب بسبب المديانيين، أن الرب أرسل رجلًا نبيًّا إلى بني إسرائيل، فقال لهم. هكذا قال الرب إله إسرائيل: إني قد أصعدتكم من مصر وأخرجتكم من بيت العبودية، وأنقذتكم من يد المصريين ومن يد جميع مضايقيكم وطردتهم من أمامكم وأعطيتكم أرضهم، وقلت لهم. أنا الرب إلهكم، لا تخافوا آلهة الأموريين الذين أنتم ساكنون أرضهم، ولم تسمعوا لصوتي.
وأتى ملاك الرب وجلس تحت البطمة التي في عفرة التي ليوآش
الأبيعزري وابنه جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين، فظهر له ملاك الرب، وقال له الرب معك يا جبار البأس فقال له جدعون: أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه، وأين كل عجائبه التي أخبرنا بها آباؤنا قائلين. ألم يصعدنا الرب من مصر، والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان، فالتفت إليه الرب، وقال. اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان، أما أرسلتك؟ ".
وكذلك يدل على نبوته ما جاء في (الإصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين، العدد 32، 33) :
" وماذا أقول أيضًا لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون وبفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برًّا، نالوا مواعيد، سدوا أفواه أسود ".
والسؤال هو: كم تزوج جدعون هذا؟
والجواب- كما في أسفار العهد القديم:
" كان لجدعون سبعون ولدًا خارجون من صلبه؛ لأنه كانت له نساء كثيرات، وسريته التي في شكيم ولدت له هي أيضًا ابنًا فسماه أبيمالك "(سفر القضاة: 8، 30، 31) .
داود:
وداود عليه السلام، وبرأه الله مما يفترون عليه، تقول عنه الأسفار، إنه تزوج نساء كثيرات.
تزوج -أولا- ميكال بنت شاول، مقابل مهر لم تسمع الدنيا
بمثله. . . وهو مائة غلفة من غلف الفلسطينيين!!!
ولست أدري ما الذي يريده شاول من هذا الغلف!! ؟
وماذا يريد أن يصنع به، أو يصنع هذه لابنته!! ؟
ما علينا. . .
فقد تطول الأسئلة، ولا مجيب!
المهم. . . إن داود الكتاب المقدس (!) كان أكرم من شاول.
فقدم مهرًا مائتي غلفة، لا مائة واحدة!!
جاء في (الإصحاح الثامن عشر من سفر صموئيل الأول، العدد 26، 27) :
" ولم تكمل الأيام حتى قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطينيين مئتي رجل وأتى داود بغلفهم فأكملوها للملك لمصاهرة الملك، فأعطاه شاول ميكال ابنته امرأة ".
وتزوج داود بست نساء أخريات- هن:
1-
أخينوعم اليزرعيلية.
2-
أبيجايل.
3-
معكة بنت تلماي ملك جشور.
4-
حجبث.
5-
أبيطال.
6-
عجلة.
جاء ذلك في (الإصحاح الثالث من سفر صموئيل الثاني (العدد 2 وما بعده) .
" وولد لداود بنون في حبرون. وكان بكره أمنون من أخينوعم اليزرعيلية.
وثانيه كيلاب من أبيجايل امرأة نابال الكرملي. والثالث أبشلوم ابن معكة بنت تلماي ملك جشور. والرابع أدونيا ابن حجبث. والخامس شفطيا ابن أبيطال. والسادس يثرعام من عجلة امرأة داود ".
ثم تزوج داود بنساء أخر، وسراري لم يصرح (الكتاب المقدس) بعددهن.
" وأخذ داود أيضًا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضًا لداود بنون وبنات "(سفر صموئيل الثاني 5-13) .
بل إن (الكتاب المقدس) يحدثنا عن (تصريح مفتوح) لداود أن يتزوج بمن يشاء، وقتما يشاء، حسبما يشاء.
" هكذا قال الرب إله إسرائيل، أنا مسحتك ملكًا على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول، وأعطيتك بيت سيدك، ونساء سيدك في حضنك، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا، وإن كان ذلك قليلًا كنت أزيد لك كذا وكذا) (سفر صموئيل الثاني 12: 7-8) .
وزواج داود من امرأة أوريا الحثي. . من القضايا التي تحيطها علامات الاستفهام من كل اتجاه. . .
وإننا لننقل الحادثة بطولها. . . ونضعها أمام عقول الكتابيين ونضع معها سؤالا. . . سؤالا واحدًا وموجزًا. . .
أين هذا من محمد؟
والقصة، يرويها الكتاب المقدس، هكذا:
" وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك أن داود أرسل يوآب وعبيده معه وجميع إسرائيل فأخربوا بني عمون وحاصروا ربة، وأما داود فأقام في أورشليم، وكان في وقت المساء أن داود قام من سريره وتمشى على سطح بيت
الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا، فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بتشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي؟ فأرسل داود رسلًا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود. قالت إني حبلى. فأرسل داود إلى يوآب يقول أرسل إلي أوريا الحثي، فأرسل يوآب أوريا إلى داود. فأتى أوريا إليه فسأله داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب، وقال داود لأوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك، فخرج أوريا من بيت الملك، وخرجت وراءه حصة من عند الملك، ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته، فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته. فقال داود لأوريا أما جئت من السفر. فلماذا لم تنزل إلى بيتك؟ فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب وعبيد سيدي
نازلون على وجه الصحراء، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي. وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر. فقال داود لأوريا أقم هذا اليوم أيضًا وغدًا أطلقك. فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده، ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره. وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل.
وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا. وكتب في المكتوب يقول اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. وكان في محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه. فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضا، فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب. وأوصى الرسول قائلًا. عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع
أمرر الحرب، فإن اشتعل غضب الملك وقال لك لماذا دنوتم من المدينة للقتال. أما علمتم أنهم يرمون من على السور من قتل أبيمالك بن يربوشت ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص. لماذا دنوتم من السور؟ فقل قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا.
فذهب الرسول ودخل وأخبر داود بكل ما أرسله فيه يوآب. وقال الرسول لداود قد تجبر علينا القوم وخرجوا إلينا إلى الحقل فكنا عليهم إلى مدخل الباب فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك أوريا الحثي أيضا. فقال داود للرسول. هكذا تقول ليوآب لا يسوء في عينيك هذا الأمر لأن السيف يأكل هذا وذاك. شدد قتالك على المدينة واخربها، وشدده.
فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا. وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب " (سفر صموئيل الثاني- الإصحاح الحادي عشر بتمامه) .
وهذه القصة الطويلة -كليل الشتاء- تزعم:
- أن داود رأى امرأة أوريا الحثي -أحد جنوده المحاربين- تستحم عارية فوق السطح وأنها أعجبته. . . فأخذها. . . وزنى بها. . . فحملت منه سفاحًا. . . فأراد أن يتخلص من هذا العار فأرسل يستدعي زوجها من الحرب. . . ليبيت مع امرأته. . . حتى يمكن اعتبار هذا الحمل منه. . .
- ولكن ذلك الجندي الباسل، أبى أن يبيت مع زوجته، ورفاقه من الجنود يحاربون في الصحراء. . .
فما كان من داود إلا أن كتب كتابًا إلى قائد الجيش. . . وأرسله مع أوريا
المسكين. . . يطلب في الخطاب من قائد الجيش أن يجعل أوريا في موقع خطر من مواقع المواجهة مع العدو. . . حتى يقتل. . .
- وقد كان ذلك. . . فقتل أوريا. . . حسب المؤامرة التي رسمها داود. . .
- وبعد مقتل أوريا أرسل داود إلى زوجة أوريا؟ . . وضمها إلى نسائه. .!
أقرأتم. . . . . أرأيتم؟
هكذا تتكلم أسفار العهد القديم عن أنبياء الله ورسله. . . برأهم الله مما يقوله الظالمون المفترون!
نسيت أن أذكر لكم. . . بقية الأسطورة الكتابية. . .
فالأسطورة تذكر أن بتشبع هذه. . . هي أم سليمان الحكيم. . . (راجع الإصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني، العدد 24) .
كذلك تزوج داود في آخر عمره بفتاة عذراء اسمها (أبيشج الشونمية) كما جاء في (الإصحاح الأول من سفر الملوك الأول، العدد 1 وما بعده) .
" وشاخ الملك داود. وتقدم في الأيام، وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ، فقال له عبيده: ليفتشوا لسيدنا الملك عن فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك. ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا أبيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك، وكانت الفتاة جميلة جدًّا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها ".
سليمان:
يكفي أن نذكر عن سليمان ما جاء في (الكتاب المقدس) بالحرف الواحد، فلقد جاء فيه:
" وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه "(سفر الملوك الأول 11، 1- 4) .
و. . . هكذا يتحدثون عن سليمان. . . الذي أسرف في التزوج من الوثنيات. . . حتى إنه تزوج بألف امرأة. . . وضل في آخر حياته. . . وكفر، واتخذ له آلهة أخرى. . بإغواء هؤلاء الوثنيات الجميلات.
هكذا تتحدث أسفار القوم عن سليمان!
أما القرآن الكريم، فإنه يقول:
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} . سورة البقرة، آية 102.
والشياطين، هم هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ومن على شاكلتهم، ممن يسيئون إلى رسل الله، ويقتلون الأنبياء بغير حق. . .!
وخلاصة القول. إنه ليس في موضع واحد من أسفار العهد القديم حرمة التزوج بأكثر من واحدة. . .
ولو كان التزوج بأكثر من واحدة حرامًا أو مذمومًا لنبه إلى ذلك موسى عليه السلام. .
بل إنَّ هناك نصوصًا تشير إلى جوازه، أكتفي منها بذلك النص:
" إذا خرجت إلى محاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك وسبيت منهم سبيًا، ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة، فحين تدخلها إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظافرها، وتنزع ثياب سبيها عنها، وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهرًا من الزمان، ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها. لا تبعها بيعًا بفضة ولا تسترقها من أجل أنك قد أذللتها.
وإذا كان لرجل امرأتان. إحداهما. محبوبة، والأخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة، فإن كان الابن البكر للمكروهة، فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له أن يقدم ابن المحبوبة بكرًا على ابن المكروهة البكر، بل يعرف ابن المكروهة بكرًا ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده؛ لأنه هو أول قدرته له حق البكورية " (سفر التثنية 21، 10-17) .
و. . . بعد هذا الاستعراض لا أملك إلا أن أتمثل بقول الشاعر:
إذا محاسني اللاتي عرفت بها
…
كانت عيوبي فقل لي كيف أعتذر؟