الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث عن الإسلام
والآن- بعد أن رأينا النصرانية، واضحة المعالم بينة الملامح- نتحدث عن الإسلام. . .!
وإن كنت أقرر سلفًا أن الحديث عن الإسلام لا تستوعبه محاضرة مرتجلة ولا عدة محاضرات، ولا يفي بعرضه حديث عابر ولا عدة أحاديث. . .!
لأن الإسلام أكبر مما يتصور كثير من الناس!
الإسلام كيان ثقافي هائل. . ومدرسة للعلوم والمعارف لا نظير لها. . .!
ولقد ثبت- تاريخيًا وحضاريا- أنه لم تقم دراسات بالكثرة والوفرة التي قامت حول القرآن الكريم، كتاب الله، وبيان الإسلام. . .!
كذلك فإنه قد انبثق من العلم القرآني علوم شتى ومعارف لا تنتهي كثرة. . .!
يقول الله تعالى {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً} {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} . (1) .
وإذا كانت الكتب فيها صحف!
فإن صحف هذا الكتاب المبارك فيها كتب!
إن الصفحة الواحدة من القرآن الكريم تشتمل حقا على كتب قيمة!
وهذا ما شاهدناه ورأيناه. . . وشاهده معنا ورآه مؤرخو الفكر وراصدو الحضارة.
لقد قامت علوم شتى لخدمة ذلك الكتاب المجيد: مثل: علوم القرآن، والتفسير، واللغة، والحديث، والفقه، والسير والمغازي والرجال. . وغيرها، وغيرها كثير. . .
(1) سورة البينة الآيات 1- 3.
ولقد ألفت كتب في مختلف فروع الثقافة تهدف إلى نشر هداية ذلك الكتاب، وإشاعة ثقافته في الخافقين، ولم يكن العرب وحدهم هم الذين قاموا بهذا العمل المشكور المأجور، بل لقد ساهم فيه، وأعان عليه جمهرة كبيرة من العلماء والفقهاء من غير العرب. .
فهؤلاء، أبو حنيفة، والبخاري، والطبري.
وأولئك سيبويه، والزمخشري، والجرجاني.
مما يجعلنا نؤكد أن الفتح الإسلامي لم يكن فتحًا دينيا فقط، إنما كان فتح دين ولغة وتمدن وعمران وحضارة وثقافة.
وإن القرآن الكريم ليس كتاب عقيدة ومواعظ فحسب وإنما هو كتاب علم وثقافة وحضارة وتشريع وسياسة وأخلاق. . .
ولقد كان الفتح الحضاري الإسلامي سريعًا في انتشاره وانتصاره، مما جعل راصدي الحضارة يعجزون حتى يوم الناس هذا عن تفسير هذا التحرك الإسلامي الهائل. .
ويعجزون أيضا عن العثور على إجابة للسؤال القائل: - كيف استطاع محمد صلى الله عليه وسلم في ثمانية أعوام أو زهائها أن يفتح مليون كيلومتر مربع!!
- كيف حدث هذا. . . في عصر، مواصلاته محددة، وطرق القوافل غير معبدة!
- كيف تحقق هذا الفتح المبين. . بأقل خسارة بشرية إذ لم يتعد عدد القتلى (1002) من شهداء المسلمين، وصرعى الكفار!!
إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر متعسر أو متعذر إذا أخضعنا الإجابة للأساليب البشرية، وللمعايير التي تواضع عليها بنو الإنسان!
أما إذا راعينا في الإجابة (سنَّة الله) وعمل هذه السنَّة في المجتمعات والأمم، فإننا نجد الإجابة سهلة وميسرة!!