الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب-
ما جاء في الحديث الشريف
وإذا كان القرآن الكريم قد حذر وأنذر. . . من سلوك أهل الكتاب في العقائد أو الأخلاق أو العادات، فلقد بين الحديث النبوي الشريف كثيرًا من هذه الأمور التي ينبغي للمسلم أن يكون على وعي بها، وذكر لها!!
1-
التقليد الأعمى:
فمن هذه الأمور: التقليد الأعمى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتأخذن كما أخذت الأمم من قبلكم، ذراعًا بذراع، وشبرًا بشبر، وباعًا بباع، حتى لو أن أحدًا من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه، قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (1) قالوا: يا رسول الله، كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟ قال: " فهل الناس إلا هم؟» رواه ابن جرير، وقال الحافظ ابن كثير وله شاهد في الصحيح.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية، أنه قال:" ما أشبه الليلة بالبارحة، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم " رواه ابن جرير.
وروى البغوي في تفسير الآية عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال:" أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتًا وهديًا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري هل تعبدون العجل أم لا؟ "
(1) سورة التوبة، آية 69.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه؟ قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟» .
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع. فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ومَن الناس إلا أولئك» .
2-
التنافس على الدنيا:
3-
الفتنة بالنساء:
روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» .
4-
كثرة السؤال:
في الصحيحين عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» .
فأمرهم صلى الله عليه وسلم بالإمساك عما لم يؤمروا به معلِّلًا ذلك بأن سبب هلاك الأولين، إنما كان كثرة السؤال ثم الاختلاف على الرسل بالمعصية كما أخبرنا الله عن بني إسرائيل من مخالفتهم أمر موسى في الجهاد وغيره، وفي كثرة سؤالهم عن صفات البقرة التي أمرهم بذبحها.
5-
التشدد:
وروى أبو داود في سننه من حديث ابن وهب: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء أن سهل بن أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قومًا شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} » (1)
6-
الاختلاف في الكتاب:
روى أحمد في المسند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: «أن نفرًا كانوا جلوسًا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم ألم يقل الله كذا وكذا؟ فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: أبهذا أمرتم؟ أو بهذا بُعثتم؟ أن تضربوا كتاب
(1) سورة الحديد، آية 27.
الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم بمثل هذا، إنكم لستم مما ههنا في شيء، انظروا الذي أمرتكم به فاعملوا به، والذي نهيتكم عنه فانتهوا عنه» .
7-
التبرك بالأشجار والأحجار:
روى الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي، أنه قال:«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حديثو عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينيطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر إنها السنن قلتم، والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (1) ، لتركبن سنن من كان قبلكم» ، رواه مالك والنسائي والترمذي.
8-
التفرقة العنصرية:
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لما كلم أسامة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن المخزومية التي سرقت قال: " يا أسامة تشفع في حد من حدود الله تعالى، إنما أهلك بني إسرائيل: أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» .
وهذا يتفق مع ما في الصحيحين عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: «مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود، فدعاهم، فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلًا من
(1) سورة الأعراف، آية 138.
علمائهم، قال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم (تسويد الوجه) والجلد مكان الرجم. فقال صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه» ، فأمر به فرجم فأنزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ} (1)
9-
اتخاذ القبور مساجد:
روى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي، قال:«سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس، وهو يقول: " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك» .
وفي الصحيحين عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا: «لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يعنيان: مرض الموت- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال: - وهو كذلك-: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا. يحذر ما صنعوا» .
وفي الصحيحين -أيضا- عن عائشة رضي الله عنها، «أن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك
(1) سورة المائدة، آية 41-وما بعدها.
قوم إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح، بنَوْا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل» .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج» ، رواه أهل السنن.
10-
أعياد مبتدعة:
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (1)
فروى أبو بكر الخلال في الجامع بإسناده عن محمد بن سيرين في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} ، قال: هو الشعانين.
وكذلك ذكر عن مجاهد قال: هو أعياد المشركين.
وروى أبو الشيخ الأصبهاني - بإسناده- عن عطاء بن يسار، قال: قال عمر: " إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم ".
وأعياد المشركين، أعياد مبتدعة جمعت بين الشبهة والشهوة والباطل والهوى.
روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيْد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا والنصارى بعد غد» ، متفق عليه.
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة عيدًا في غير موضع ونهى عن إفراده بالصوم لما فيه من معنى العيد.
(1) سورة الفرقان، آية 72.
11-
الأبواق والنواقيس. . للعبادة:
روى أبو داود في سننه وغيره من حديث هشيم، أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار، قال:«اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها أذن بعضهم بعضًا، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكروا له القنع -شبور اليهود- فلم يعجبه ذلك وقال: هو من أمر اليهود، قال: فذكر له الناقوس، فقال: هو من فعل النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد، وهو مهتم لِهمِّ النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذا أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا، قال: ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما منعك أن تخبرنا؟ فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال: فأذن بلال» .
فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بوق اليهود المنفوخ بالفم، وناقوس النصارى المضروب باليد.
وهو يقتضي كراهية هذا النوع من الأصوات مطلقًا في غير الصلاة أيضًا، لأنه من أمر اليهود والنصارى كما يقول ابن تيمية في كتابه القيم:(اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم) .
بناء الشخصية المسلمة:
وإذا كنا قد نهينا عن التشبه بهم في عقائدهم، وأخلاقهم، وعباداتهم، وسلوكهم العام والخاص، فلقد نهينا كذلك عن التشبه بهم حتى في الأمور
الشكلية الظاهرية. . حتى تحتفظ الجماعة الإسلامية بشخصيتها المتميزة، التي لا تتميع ولا تذوب في الشخصيات الأخرى. . .!
وهذا أمر هام في بناء الكيان المستقل والذات المتماسكة، والمجتمع القوي. . . وننقل -هنا- بعض ما رُوِي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد:
1-
تغيير الشيب:
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» .
قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ما أحب لأحد إلا أن يغير الشيب، ولا يتشبه بأهل الكتاب لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«غيروا الشيب ولا تشبهوا بأهل الكتاب» .
2 -
إعفاء اللحى وإحفاء الشوارب:
في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين، جزوا الشوارب، واعفوا اللحى» .
وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب، وارخوا اللحى، خالفوا المجوس» .
3-
الصلاة في النعال:
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم» ، رواه أبو داود ".
4-
السحور:
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فضل ما
بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور» رواه مسلم في صحيحه.
5-
تعجيل الفطر:
روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر، لأن اليهود والنصارى يؤخرون» .
6-
معاملة الحائض:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا كل شيء إلا النكاح، فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه. رواه مسلم.
ويبلغ النهي عن التشبه باليهود والنصارى، ومن عداهم من أصحاب النحل والملل المخالفة لما عليه المسلمون: مداه ومنتهاه -حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه أبو داود في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من تشبه بقوم فهو منهم» .
(1) سورة البقرة، آية 222.
يقول عبد الله بن عمرو: " مَن بنى بأرض المشركين، وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت، حشر معهم يوم القيامة ".
وقبل أن أنهي القول في هذا اللقاء أحب أن أسجل الكلمات التالية:
إن (جهود التنصير) القائمة على قدم وساق في بلاد المسلمين، جهود تستدعي الدراسة، وتسترعي الانتباه، ذلك أن هذه الجهود المكثفة، المتواصلة. . . تلقي في طريق ضعاف الإيمان الشبهات والشكوك. . . وتصدهم عن دين الله، وعن هداه.
إن هذه الجهود قامت، وتقوم بتحريف الكلم عن مواضعه، وتحريف الكلم عن مواضعه صناعة قديمة لأهل الكتاب جميعًا، قاموا بها بالنسبة لكتبهم، حتى غيروها وبدلوها لفظًا ومعنًى، ونصًّا وروحًا.
وأهل الكتاب -من يهود ونصارى- يحاولون أن يقوموا بهذا الدور بالنسبة لكتاب-رَبِّنا-!
وإذا كانوا قد يئسوا من تغيير النص المحفوظ في الصدور والسطور، فإنهم يطمعون في أن ينجحوا في إثارة الشبهات والشكوك في معاني الألفاظ ودلائل العبارات، وأصول الدين وفروعه.
تلك عادة ألفوها. . .!
فهم لا يكتبون عن الإسلام إلا بهذه الروح.
يحسبون أن الأكاذيب هي خير طريق لاستقطاب المسلمين، وصرفهم عن حقائق الدين!
وأقول: إن الأكاذيب لا تعيش، ولو عاشت فإنها لا تعمر طويلًا!!
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (1)
إن على المسلمين أن ينتهبوا لهذه الحيلة والأحبولة. . فيتتبعون أكاذيب أهل الكتاب بالإزالة والإزاحة. . والمقاومة والمكافحة.
وإذا كانت حركة التنصير تستهدف ضرب الإسلام في أرضه وبين أبنائه، بحيث تصبح الذراري المسلمة، نصرانية الاسم والوجه واللسان والكيان. .! وتستغل لهذا الغرض المشبوه بيئة معينة تسهل عليها هذه الحركة، وتلك البيئة تكون مصابة بالأمية، أو الفقر، أو المرض. .!
فتقدم لهم العلم والخبز والدواء المشروط!
فتسقط الضحايا، وتكون المأساة!
هذا وجه من وجوه الحركة التنصيرية. . . أو التبشيرية حسب تسمياتهم، وما تواضعوا عليه!
ولكن. . . هناك أوجه أخرى. . . ومنطلقات أخرى لذلك التحرك المشبوه. . ذلك أن هؤلاء الناس قد يتعبهم. . ويتعبهم جدًّا. . أن يجدوا من يغير اسمه من (محمد) إلى (بطرس) .
ولهذا رأوا أن يستبقوا (لمحمد) اسمه. . اسمه فقط. . .!
لكن يقومون بتغيير عقله، وقلبه، وخُلِقه، ودينه، ويقينه!
فيصبح نصراني الكيان. . وإن لم يصبح نصراني الاسم!
ولقد استغلوا لهذه الغاية، هذه المنطلقات:
أ- الأمية الدينية، تلك التي تحول الإسلام إلى قبورية، وصوفية، وخرافة، ودجل، وشعوذة:
ولهذا وجدنا (المحافل التبشيرية) تقدم الصورة الإسلامية من خلال هذا الركام. . وتعرضه على الناس في كتابات، ومصورات، وأفلام. . لتقول
(1) سورة الأنبياء، آية 18.
للناس هذا هو الإسلام الذي نحاربه ونريد أن نجهز عليه!!
إننا نذكر ونحذر من هذه الأمية الدينية، فإنها أخطر الأميات جميعًا. . وعلى كل الأجهزة التربوية، مباشرة وغير مباشرة، في بلاد المسلمين. . أن تتنبه لها بالمقاومة. . . والتصحيح!
ب- التدين الأعمى: كذلك فإن الدوائر التبشيربة، وتؤيدها جحافل الاستعمار قديمه وحديثه. . . تريد أن يغرق المسلمون حتى آذانهم. . . في هذا التدين الأعمى، الذي لم ينزل به كتاب، ولم تقل به سُنَّة!!
فإذا ما سقط المسلمون في براثن هذا التدين سهل على أعدائهم أن يقتنصوهم. . وأن يسمموا أفكارهم!
إنه لا يصد التبشير بكل صوره، وكافة مؤسساته إلا الإسلام الصحيح. . . تلك حقيقة لا بد أن نقف عليها ونحن نخوض أي معركة. . . مع أي عدو. . وبخاصة تلك المعارك الفكرية والعقائدية.
- النحل الفاسدة: وذلك هو المنطلق الثالث الذي يثب منه هؤلاء المبشرون. . أو المنفرون. . على ديننا ودنيانا، إنهم يثيرون عدة قضايا محفوظة. . ويرددونها بلا وعي، كالببغاوات.
ثم يجيب المتحدثون المسلمون عن هذه القضايا. . . أو النحل الفاسدة. . . يجيبون إجابات مقنعة ومحددة. . . ولكن هؤلاء الناس لا يكفون. . عن إثارتها من جديد.
غير أنني لاحظت أمرًا في هذا اللقاء الذي نحن بصدده، هو أن الله سبحانه وتعالى الذي تكفل لكتابه بالحفظ، ولدينه بالظهور على الدين كله يُسَخِّر هؤلاء المبشرين لخدمة الإسلام وهم لا يشعرون. .!
فهم حينما يثيرون هذه القضايا. . . ونجيب عليها. . . يظهر عوارهم
وضلالهم جليًّا وواضحًا. .!
فإذا بالإسلام هو الحق الذي لا شك فيه. .!
وإذا بدياناتهم، التي هم عليها، هي الباطل الذي لا شك فيه!
لقد أدرت مناقشات مع كثيرين. . . من هؤلاء. . . سواء أكانوا من الغرب أم من الشرق. .!
وكنت في كل مرة أخرج بنتيجة موفقة.
وليس ذلك لسر فِيَّ أو قدرة. . . وإنما هي قدرة الإسلام وعظمته.
وليس ذلك -أيضا- لضعف في الخصوم، أو قلة فهم أو علم. . . ولكنه ضعف القضية التي يدعون إليها، ويدافعون عنها. . . وهكذا. . . وهكذا.
وإذا أراد الله نشر فضيلة
…
طويت أتاح لها لسان حسود
وبعد:
فلقد قلنا ما نعلم، والله أعلم.
ولم ندخر جهدًا ولا وسعًا ولا إخلاصًا. . .
والله هو المسؤول أن يفتح للكلمات عيونًا عمياء، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا!!
(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) .
(اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض.
ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض.
ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن.
أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت) .
ويا رب العالمين،
إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الدكتور محمد جميل غازي
الجلسة الختامية
1-
كلمة القس البشير جيمس بخيت سليمان
2-
كلمة الشيخ طاهر أحمد طالبي
3-
كلمة اللواء إبراهيم أحمد عمر
4-
كلمة الشيخ محمد هاشم الهدية
5-
كلمة الشيخ إبراهيم خليل أحمد
كلمة القس البشير جيمس بخيت سليمان
عن الجانب المسيحي الذي سيعلن إسلامه الآن
السادة أعضاء هيئة إحياء النشاط الإسلامي بالسودان
السيد فضيلة الملحق الديني السعودي بالخرطوم
السادة الضيوف الكرام
حسبما تقرر في بداية الجلسة الأولى بأن تعطى الفرصة للعلماء: جميل غازي وأحمد عبد الوهاب وإبراهيم خليل لمواصلة الإجابة على الأسئلة الإسلامية والمسيحية التي تقدمنا بها إلى سيادتكم آملين أن نجد تفسيرات وتوضيحات تزيل كل الشكوك العالقة في نفوسنا، وذلك لمعرفة الحق من الباطل، وبعده نبدي برأينا فيما يجيء من الإجابات.
ولا شك أنكم تتوقعون منا في هذه اللحظة أن ندخل في حوار معكم للرد على إجاباتكم وتفصيلاتكم للعقيدتين الإسلامية والمسيحية.
ولكننا نقول أمام الله ونحن صادقون: إننا لا نملك أي رد غير إعلان الإسلام دينًا لنا، والتمسك بكل قيمه ومثله لأنه الحق والنور لخير الأمم في الدنيا والآخرة.
سادتي: من هذا المنطلق الروحي الهادف: علينا أن نعلن أن هناك مسؤوليات عديدة تنتظرنا، ليس تجاه هؤلاء الإخوان الذين أسلموا فقط، وإنما هناك أيضًا قساوسة وقادة مسيحيين ومسيحيات في حاجة لمعرفة ما خرجنا به في الحوار الذي دار بيننا، وهذا لا شك جزء من مهمتنا الأساسية التي يجب أن نتعاون فيها ونحن صادقون لا لأجل شيء وإنما لإبلاغ الجميع
مسلمين كانوا أو مسيحيين بكل الحقائق التي أوحى بها سبحانه وتعالى إلى خير خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقبل أن أختتم حديثي أود أن أخص بالشكر كل الإخوة الذين ساهموا بشتى الوسائل المقدرة لإنجاح هذا الحوار والخروج بنتائج مثمرة ستظل باقية لكل الأجيال، ليس في السودان فحسب وإنما لكل الأمم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.