الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعجزات الحسية
فإن قال قائل:
- فأين معجزات محمد صلى الله عليه وسلم الحسية؟
فإننا نقول:
إن عد ذلك يحتاج إلى صفحات وصفحات، بل إلى كتب ومجلدات، لكننا نكتفي بإشارات وتلميحات، ومن أراد المزيد، والتفصيل، فليتبع ذلك في مظانه من كتب الحديث والسير والتواريخ، فهي مليئة بما يروي الغلة ويشفي العلة (1) .
ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها:
1-
إخباره صلى الله عليه وسلم أصحابه بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق.
2-
وأن خيبر تفتح على يد علي رضي الله عنه في غد يومه.
3-
وأنهم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم.
4-
وأن فارس، نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدًا، والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن، أهل صخر وبحر، وهيهات آخر الدهر.
5-
وأن الله زوى له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمته ما زوى له منها.
6-
ولا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى.
7-
وأن الفتن لا تظهر ما دام عمر حيًّا.
(1) يقول ابن تيمية عن معجزات الرسول صلى الله الحسية: (قد جمعت نحو ألف معجزة) - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان - ص125.
8-
وأن عثمان يقتل وهو يقرأ في المصحف.
9-
وأن أشقى الآخرين من يصبغ هذه من هذه يعني: لحية علي من دم رأسه.
10-
وأن عمارًا تقتله الفئة الباغية.
11-
وأن الخلافة بعده في أمته ثلاثون سنة ثم تصير ملكًا عضوضًا بعد ذلك.
12-
وأنه يكون في ثقيف كذاب ومبير، أي مهلك، فرأوهما المختار والحجاج.
13-
وأن أمته يغزون في البحر كالملوك على الأسرة، ففي الصحيحين:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان من خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام، ثم استيقظ يضحك، فقالت: مم تضحك؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرة، أو كالملوك على الأسرة، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت من الأولين، فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها بعد خروجها منه، فهلكت» (1) .
14-
وأن فاطمة رضي الله عنها أول أهله لحوقًا به، فماتت رضي الله عنها بعد ستة أشهر من وفاته صلى الله عليه وسلم.
15-
وقال عن الحسن بن علي رضي الله عنهما: «إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين» ووقع كما أخبر، فأصلح الله به بين أتباعه وأهل الشام.
16-
وأن أبا ذر، يعيش وحيدًا، ويموت وحيدًا.
(1) صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب فضل الغزو في البحر 3 / 1518، ح 1912 م بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى.
17-
وأن أسرع أزواجه لوحقًا به أطولهن يدًا، فكانت زينب بنت جحش رضي الله عنها أسرعهن لحوقًا به لطول يدها بالصدقة.
18-
وأن سراقة بن جعشم، سيلبس سواري كسرى.
19-
وقال لخالد رضي الله عنه حين وجهه لأكيدر: إنك تَجده بصيد البقر.
20-
في البيضاوي، وغيره: إنه لما طلعت قريش من العقنقل قال صلى الله عليه وسلم: «هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك، اللهم إني أسألك ما وعدتني. فأتاه جبريل عليه السلام، وقال له: خذ قبضة من تراب فارمهم بها، فلما التقى الجمعان تناول كفًّا من الحصباء فرمى بها في وجوههم، وقال: شاهت الوجوه، فلم يبق مشرك إلا شغل بعينه، فانهزموا، وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، ثم لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر، فيقول الرجل قتلت، وأسرت» . أ. هـ.
وفي هذا يقول الله تعالى {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (1) .
21-
نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم في مواطن متعددة.
وهذه المعجزة أعظم من تفجر الماء من الحجر كما وقع لموسى عليه السلام، فإن ذلك من عادة الحجر في الكثير الغالب، وأما أن يحدث ذلك من أصابع هي لحم ودم، فلم يعهد من غيره صلى الله عليه وسلم.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء، وأمر الناس أن يتوضأوا
(1) سورة الأنفال، آية 17.
منه، قال فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا عن آخرهم» وهذه المعجزات صدرت بالزوراء عند سوق المدينة.
وعن جابر رضي الله عنه قال: «عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها وأقبل الناس نحوه، وقالوا: ليس عندنا ماء إلا في ركوتك فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون " وكان الناس ألفًا وأربعمائة» .
22-
عن جابر رضي الله عنه «أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فاستطعمه شطر وسق شعير، فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: " لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم» (1) .
ومعجزة تكثير الطعام بدعائه صلى الله عليه وسلم مروية عن بضعة عشر صحابيًّا، ورواه عنهم أضعافهم من التابعين، ثم من لا يعد بعدهم ولهذا نظائر مروية عن الأنبياء السابقين.
كما يظهر من معجزة إيلياء عليه السلام في تكثير الدقيق والزيت في بيت امرأة أرملة (سفر الملوك الأول: 17)
وكذلك معجزة اليشع عليه السلام في تكثير عشرين خبزًا من شعير وسنبل مفروك في منديل حتى أكل مائة رجل وفضل (سفر الملوك الثاني: 4) .
وكذلك معجزة عيسى عليه السلام في تكثير خمسة أرغفة وسمكتين (إنجيل متى: 14) .
23-
عن جابر رضي الله عنه، «كان المسجد مسقوفًا على جذوع نخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر، سمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار» ، وفي رواية أنس: «حتى ارتج المسجد
(1) أخرجه أحمد في المسند 3 / 337، وابن ماجه في الفضائل 2 / 642 / 8.
لخواره» ، وفي رواية سهل:«وكثر بكاء الناس لما رأوا ما به» ، وفي رواية المطلب:«حتى تصدع وانشق حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليه فسكت!»
24-
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:«كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد عام الفتح جعل يشير بقضيب في يده إليها ولا يمسها، ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا ". فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه، ولا لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم» .
25-
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «أن عين قتادة ابن النعمان أصيبت حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه» .
26-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:«قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس، ادع الله له، فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته. قال أنس: فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم نحو المائة.»
27-
إسراؤه ومعراجه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1) .
ولا يحق لواحد من النصارى أن ينكر إسراء النبي ومعراجه، لأن مثله ثابت في كتبهم لإيلياء وغيره، ففي العهد القديم:
" وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء أن إيليا واليشع ذهبا من الجلجال "(سفر الملوك الثاني، 2: 1) .
" وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء "(سفر الملوك الثاني، 2: 11) .
(1) سورة الإسراء، آية 1.
28-
انشقاق القمر، لقوله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (1) .
فعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال: «ألا إن الساعة قد اقتربت، وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم» .
29-
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على كسرى حين مزق كتابه أن يمزق الله ملكه، فلم تبق له باقية.
30-
تسليم الأحجار عليه، وتسبيح الحصى في كفيه.
ولو رحنا نتتبع هذا كله، لما اتسع المقام ولا المقال، ولكننا نجتزئ مما ذكرناه، ومن أراد " الزيادة " و " التفصيل " فعليه بكتابي:
1-
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2-
إظهار الحق، للشيخ رحمة الله الهندي.
فإن قال قائل: إن ما ذكرته وما نقلته من هذه المعجزات الحسية، لم نره، ولم نشاهده، ولم نحس به، فلا يكون حجة علينا!!
قلنا له: وكذلك معجزات المسيح وغيره من الأنبياء لم نرها، ولم نشاهدها، ولم نحس بها!!
فإن قال قائل: لكن تواترت روايات الثقات بهذا؟
قلنا له: إن (الرواية الإسلامية) هي أدق الروايات وأضبطها على الإطلاق، أما (الرواية المسيحية) فهي رواية يعتريها الشك من كل أقطارها!
ثم إن (المعجزة الحسية) هي كل شيء بالنسبة لهذه الديانات،. فإن ثبتت صحت هذه الديانات، وإن انتقت أو دخلها الشك، بطلت هذه الديانات!
(1) سورة القمر، الآيتان 1، 2.
أما الإسلام. . . الدين الخاتم. . . الذي جاء به النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. . فإنه لم يركز على المعجزة الحسية وحدها. . . وإنما ركز على المعجزات المعنوية. . . وفي قمتها القرآن الكريم. .
والقرآن الكريم معجزة عقلية معنوية باقية لا يهون من جلالها مرور الزمان، وتقادم الأيام، بل إن الزمان كلما تقادم زاد هذا القرآن جدة وقوة وإعجازًا، فالزمان عنصر من الإعجاز في القرآن. . .!
إن الإسلام دين معجز، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ومجالات واتجاهات!
فهو معجز في تشريعه. . .!
وهو معجز في تاريخه. . .!
وهو معجز في دائرة معارفه. . .!
وهو معجز في فتوحاته وانتصاراته. . .!
فإن قال قائل: إن القرآن ينفي (المعجزات الحسية) عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في سورة الأنعام {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} سورة الأنعام، آية 109. .
وكما جاء في سورة الإسراء {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا} {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} سورة الإسراء، الآيات 90- 93. .
قلنا له: الذي يفهم من هذه الآيات، وما شاكلها، نفي المعجزات المقترحة، ولا يلزم من نفي المعجزات المقترحة نفي المعجزات مطلقًا.
إذ أنه ليس حتمًا على الأنبياء أن يظهروا معجزة كلما طلبها المنكرون!!
بل -على العكس- فهم لا يظهرون المعجزة إذا كان طلبها منطويًا على العناد والامتحان والاستهزاء. . .
ولذلك نظائر في كتب القوم، لا أدري لماذا يغفلون عنها، تقول أسفار العهد الجديد:
" فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه، فتنهد بروحه، وقال: لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطي هذا الجيل آية "(إنجيل مرقس: 8: 11، 12) .
ومعنى هذا النص أن الفريسين طلبوا معجزة من عيسى عليه السلام على سبيل الامتحان، فما أظهر معجزة، ولا أحال- في ذلك الوقت- إلى معجزة ولا وعد بإظهار معجزة فيما بعد. . .!
بل قال: (لن يعطى هذا الجيل آية) وهذا يدل على أنه لن تصدر عنه معجزة إطلاقًا. . .!
لأن لفظ الجيل يشمل جميع الذين كانوا في زمانه!
وليس هذا هو النص الوحيد، الذي نقلته إلينا أسفار العهد الجديد، فهناك نصوص أخرى:
ففي إنجيل لوقا:
" وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدًّا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة، وترجى أن يرى آية تصنع منه. وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد.
فاحتقر هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسًا لامعًا ورده إلى بيلاطس " (إنجيل لوقا، 23: 8- 11) .
وفي إنجيل لوقا أيضًا:
" والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه، وغطوه وكانوا يضربون وجهه، ويسألونه قائلين: تنبأ. من هو الذي ضربك. وأشياء أخرى كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين "(إنجيل لوقا، 22: 63- 65) .
وفي إنجيل متى:
" وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك. إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة أيضًا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ، قالوا: خلص آخرين، وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به، قد أتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده. لأنه قال: أنا ابن الله. وبذلك أيضًا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه "(إنجيل متى، 27: 39- 44) .
وفي إنجيل متى أيضًا: " حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال فكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال "(إنجيل متى 12، 38- 40) .
ولنا على هذا النص ملاحظتان:
الملاحظة الأولى: أن المسيح قد وعد بمعجزة لم تصدر عنه، لأن المسيح صلب قريبًا من نصف النهار من الجمعة كما يعلم من الإصحاح التاسع عشر من إنجيل يوحنا.
ومات في الساعة التاسعة، وطلب يوسف جسده من بيلاطس وقت المساء فكفنه ودفنه كما هو واضح من إنجيل مرقص.
فدفنه لا محالة كان في ليلة السبت.
وغاب هذا الجسد عن القبر قبل طلوع الشمس من يوم الأحد كما هو واضح في إنجيل يوحنا. فما بقي في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال -كما قال- وإنما بقي يومًا وليلتين!!
والملاحظة الثانية: أن (قيامه من الأموات) لم يره الكتبة والفريسيون بأعينهم. . لأنهم هم الذين طلبوا الآية. . ولأنهم هم الذين وعدوا بها!!
وفي إنجيل متى أيضًا:
" فتقدم إليه المجرب، وقال له: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا. فأجاب وقال. مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل، وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلى إياديهم يحملونك لكي لا تصطدم بحجر رجلك. قال له يسوع: مكتوب أيضًا لا تجرب الرب إلهك "(إنجيل متى 4، 30، 7) .
ففي هذا النص نرى أن إبليس طلب من عيسى عليه السلام -على سبيل الامتحان- معجزتين، فما أجاب إلى واحدة منهما!!