الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة السيد الأستاذ إبراهيم خليل أحمد
نيابة عن إخوانه العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
إن هذا المقام مقام أخي وحبيبي الدكتور محمد جميل غازي، الذي ظل بعيدًا عن أولاده خمسة شهور متوالية في الدعوة الإسلامية، والذي لم يدخر جهدًا لإبلاغ الحق. إن هذا الموقف موقفه هو، لكنه آثرني على نفسه، فشكرًا له على حسن ثقته وتقديره.
سعادة الملحق الديني بالسفارة السعودية
سعادة اللواء إبراهيم أحمد عمر عن جمهورية السودان الديمقراطية
أتحدث بكلمتين لا ثالث لهما: الكلمة الأولى عن خطر الهيئات التبشيرية في البلاد الإسلامية، والكلمة الثانية عن قوة الإسلام التي تسري رغم المعوقات ورغم المخططات التي يعملها المبشرون.
لعل في هذا العدد الذي أمامنا والذي أعلن إسلامه لدليل قاطع على أن هذا الشباب قد وقع تحت تأثير مكثف أنساه دينه، وأنساه إسلامه، وأنساه وطنه، وضل السبيل ولم يعرف لنفسه طريقًا سويًّا، حتى هدي ليأتي إلى هنا. لقد جئنا إلى هنا ولا نقول إننا نستطيع أن نهدي أو نعمل شيئًا، إنما الهادي هو الله سبحانه وتعالى. فمثلنا كمثل زارع يبذر البذور، ولكن تنمية البذور وازدهارها إنما هو على الله، سبحانه وتعالى.
ولقد رأيتم هذه الزهور اليانعة، وإنني أرى في هؤلاء آلافًا مؤلفة من السودانيين الذين وقعوا فريسة الاستعمار. فلا بد أن يعود هؤلاء جميعًا إلى الإسلام بقوة وبفرحة كبيرة. إن العمل التبشيري يدور في مراكز خمسة:
(1)
المعاهد والمدارس
(2)
المستشفيات.
(3)
المنازل.
(4)
الأندية الرياضية.
(5)
الأماكن المفتوحة مثل الشوارع والتجمعات المختلفة حيث ينشط المبشر في حركته متجولًا من شارع إلى شارع، ومن قرية إلى قرية، ومن بيت إلى بيت.
إن هؤلاء المبشرين يصدق عليهم قول المسيح لليهود: " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلًا واحدًا. ومتى حصل تجعلونه ابنًا لجهنم أكثر منكم مضاعفا ".
أيها الناس: إن الدعوة الإسلامية يجب أن يُعاد تقويمها، وأن توضع الخطة لدرء هذا الخطر الذي يتمثل في الإرساليات الموجودة في أراضينا الإسلامية.
وإنني أتحدث عن تجربة: فقد كنت في جامعة أسيوط سنة 1976 م، وحاضرت طلبة جامعة أسيوط، وكانت المحاضرة الأولى عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل، وكانت المحاضرة الثانية عن المسيح عليه السلام في الإنجيل والقرآن الكريم.
ولقد أثبت بالدليل القاطع أن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل، وذلك من الأناجيل ذاتها. وبناء عليه فإن كل ما بني على الصليب فإنما هو باطل. وكل ما بني على الباطل فهو باطل؛ لأن الله وحده قادر أن يغفر للإنسان. أيهما أكثر قدرة: خلق السماوات والأرض، أم أن يغفر للِإنسان؟
والآيات الكريمة تؤكد أن الله -سبحانه- غفور رحيم.
إن المسيح عليه السلام في الأناجيل قد نادى بالتوحيد، ولم يدع أنه ابن الله أو أنه الإله المتجسد، أو ما شابه ذلك. ولقد أكد المسيح عليه السلام أن الروح القدس ملَك من ملائكة الله سبحانه وتعالى. لم يقل
المسيح أبدًا إن هذا الروح هو الأقنوم الثالث؛ إذ أنه الهيئة الثالثة لله سبحانه وتعالى.
إن الإنسان العاقل حينما يفكر بعقله يجد أن التثليث يتنافى تمامًا مع العقل والعلم والتوحيد الخالص. فهنيئًا لإخواننا لدخولهم في دين الله.
فحينما تحدثت في أسيوط، فإني أقرر حقًّا أمام حضراتكم وهو أن سبعة عشر من شباب جامعة أسيوط قد أعلنوا إسلامهم بكل قوة ولكل جرأة.
أما الكلمة الثانية التي أريد أن أقولها فهي: أيها الإخوة إن الله سبحانه وتعالى قد هداكم إلى الإسلام. وعندما طلب الدكتور جميل غازي أن أتحدث إليكم فإنما لكي أكون مثالًا لكم؛ لأني عندما دخلت الإسلام، لم أدخله عفوًا أو بارتجال، ولكن أخذت أدرس الإسلام عقيدةً وشريعةً وسلوكًا، من سنة 1955م، إلى نهاية 1959م، أي خمس سنوات متتالية، حتى أتاني اليقين فأعلنت الإسلام. ولقد شعرت أن الإسلام يفرض عليَّ فرضًا وهو أن أحمل رسالة التبليغ وأن أدعو برسالة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إنني في هذا اللقاء أعود بذاكرتي إلى ما قبل سنة 1955م، حينما كنت قمة من قمم الكفر، وكنت أضلل الشباب المسلم، ولعل الله -سبحانه- أراد أن يطمئن نفسي، وأنه قد غفر لي فعلًا ما تقدم من ذنبي، إذ أراني هذا الشباب وقد أسلم. وإنني أقول لكم: أيها الشباب، عليكم بالتفقه في الإسلام، ومن منكم على درجة من المعرفة والعلم فعليه أن يضع كل إمكانياته في خدمة إخوانه المسلمين.
وإني لأرجو لكم كل خير وتوفيق وسعادة في ظل الإسلام ودين الحق والخير واليقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته