الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بدماء هؤلاء الضحايا، وانهالت التهاني على شارل التاسع من البابا وملوك الكاثوليك وعلمائهم على هذا العمل البطولي النبيل! ! !
وقد أسلفنا أن البروتستانت لما قويت شوكتهم مثلوا نفس الدور، دور القسوة والاضطهاد الدنيء مع الكاثوليك، ولم يكونوا أقل وحشية في معاملة خصومهم وأعدائهم السابقين.
وهكذا. . . هكذا دَوَّن تاريخ المسيحية أخبار بحار من الدماء، وأكداس من جثث الضحايا البشرية التي تحولت إلى رماد محترق، وآهات ودموع وأنين ووحشية وبربرية وأصوات استغاثة. . .!
الاضطهاد المسيحي لليهود
يقول ابن البطريق: (نقلًا عن الجواب الصحيح، جـ3، ص 28) :
" وأمر الملك أن لا يسكن يهود بيت المقدس، ولا يمر بها، ومن لم يتنصر يقتل، فتنصر من اليهود خلق كثير، وظهر دين النصرانية.
فقيل لقسطنطين الملك: إن اليهود يتنصرون من فزع القتل، وهم على دينهم.
قال الملك: كيف لنا أن نعلم ذلك منهم؟ قال بولس البترك: إن الخنزير في التوراة حرام، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير، فأمر أن تذبح الخنازير، وتطبخ لحومها، وتطعمهم منها، فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية.
فقال الملك: إذا كان الخنزير في التوراة حرامًا فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه الناس؟
فقال له بولس البترك: إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة، وجاء بناموس آخر، وبتوراة جديدة، وهو الإنجيل، وفي إنجليه المقدس، أن كل
ما يدخل البطن ليس بحرام ولا بنجس وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه ".
" فأمر الملك أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها، وتقطع صغارًا صغارًا، وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح، وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنزير، فمن لم يأكل منه يقتل، فقتل لأجل ذلك خلق كثير ".
وليست هذه هي الحادثة الوحيدة التي صب فيها المسيحيون العذاب صنوفًا على رءوس اليهود. . . وإنما هناك عبر سنوات التاريخ وعصوره حوادث وحوادث. . . نختصر بعضها في هذه السطور:
كان الكاثوليك يعتقدون أن اليهود كفار، ولهذا أجروا عليهم عدة أحكام منها:(1) من حمى يهوديًا ضد مسيحي خرج عن الملة.
(2)
لا يعطى يهودي منصبًا في دولة من الدول.
(3)
لو كان مسيحي عبدًا ليهودي فهو حر.
(4)
لا يأكل أحد مع يهودي، ولا يتعامل معه.
(5)
أن تنزع أولادهم منهم ويلقنون العقيدة المسيحية.
- وقد أجلي اليهود من فرنسا سبع مرات.
- وعدد اليهود الذين أخرجوا من النمسا- وحدها- 71.000 أسرة!
وفي النمسا -أيضًا- قتل كثير منهم ونهبت أموالهم، ونجا منهم القليل، وهم الذين تنصروا. . .!
وفي النمسا -أيضا- مات كثير منهم بأن سدوا عليهم أبوابهم ثم أهلكوهم إما بالإغراق في البحر، أو بالإحراق في النار!
وفي إنجلترا، ذاق اليهود ألوان الذل والتشريد والطرد، حتى إن إدوارد
الأول لما ولي الملك أصدر أمره بنهب أموالهم كلها ثم أجلاهم من مملكته، فأجلى أكثر من خمسة عشر ألف يهودي في غاية الفقر والحاجة!
وقد نقل أحد المسافرين واسمه (سوتي) : " أنه كان حال البرتغاليين، أنهم كانوا يأخذون اليهودي، ويحرقونه بالنار، ويجتمع رجالهم ونساؤهم يوم إِحراقه كاجتماع يوم العيد، وكانوا يفرحون أعظم الفرح، وكانت النساء يصحن وقت إحراقه سعادة وسرورًا ".
ولو ضممنا إلى هذه الوثائق، والأرقام ما فعله المسيحيون بالمسلمين، في الحروب الصليبية، وكذلك في إسبانيا بعد سقوط غرناطة (1) ، ثم ما فعله الاستعمار الصليبي القديم والحديث بالمنطقة الإسلامية، لتبين لنا أن المسيحية التي يصر معتنقوها على اعتبارها (دين الرحمة والتسامح) ما هي إلا باب من أبواب العذاب والتنكيل، وجحيم لا يطاق من التآمر والفتك، وملحمة من ملاحم الاغتيالات والكراهية والحقد! وجرح لا يندمل في قلب البشرية وضميرها يطفح بالدم والصديد. . .!
ومجمل القول: إن المسيحية من خلال تاريخها، بأرقامه ووثائقه وحقائقه تعتبر مصدر قلق وآلام وشرور للإنسان، ولتاريخ الإنسان. . . أينما كان، وحيثما حل في أرض الله!
تلك هي النصرانية الصليبية التي يصر كهنتها أن يذروا الرماد في العيون. . فنراهم كل يوم ينشرون على الناس قائمة النحل الفاسدة التي ابتدعوها واخترعوها ليصدوا الناس عن دين الله، وعن هداه! !
(1) قدمنا في كتابنا (دموع قديمة) نماذج مما فعلته محاكم التفتيش بالسلمين بعد سقوط غرناطة.
لقد قالوا: (إن الإسلام انتشر بالسيف) . . . وظهر فيما سبق، أن ادعائهم هذا مجرد زيف واختلاق!!
ولقد قلنا لهم -فيما مضى من حديث. . . إن المسيحية هي التي انتشرت على بحر من الدماء. . . ورفعت صليبها المقدس على هرم من جثث القتلى وأشلاء الضحايا!!
ونقول لهم: إذا كان بيتك من زجاج. . فلا ترجم الناس بالحجارة! !