‌المبحث الثالث مصادر الفقه: - منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير جمعا ودراسة

‌

‌المبحث الثالث مصادر الفقه:

برع ابن عقيل في الفقه وأصوله، وتلقى ذلك عن أئمة زمانه، قال ابن الجوزي عنه:

…

(وجمع علوم الأصول والفروع، وصنف فيها الكتب الكبار)

(1)

.

وقد استقى فقهه من الكتاب

(2)

والسنة

(3)

وأقوال الصحابة

(4)

ومذاهب الأئمة، بعد أن اطلع عليها، واختار الراجح بالدليل منها - وإن كان ممن تمذهب على مذهب الإمام أحمد وعظمه كما سيأتي في مذهبه - ولذلك يتكرر في كتابه التذكرة أسماء أئمة المذاهب

(5)

، وأتباعهم

(6)

، لا سيما أتباع الإمام أحمد فقد أكثر النقل عنهم

(7)

.

ومن العلماء الذين تأثر بهم ابن عقيل في الفقه ونهل من علمهم أكثر من غيرهم:

1 -

القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء البغدادي الحنبلي، وهو أهم شيخ له في الفقه؛ لأنه لازمه حتى وفاته أكثر من عشر سنين، وقد بان أثر هذا الشيخ على ابن عقيل في مؤلفاته، فكثيراً ما أراه يقول في الواضح وغيره: قال شيخنا، وحكى شيخنا أبو يعلى كذا وكذا

(8)

، وأحياناً يطلق وصفه بشيخه دون ذكر اسمه

(9)

، وكذا فقد أطال الوصف له حينما عدد مشايخه، حيث قال:(وفي الفقه: أبو يعلى ابن الفراء المملوء عقلاً وزهداً وورعاً، قرأت عليه سنة سبع وأربعين، ولم أخل بمجالسه وخلوته التي تتسع لحضوري، والمشي معه ماشياً وفي ركابه إلى أن توفي، وحظيت من قربه بما لم يحظ به أحد من أصحابه مع حداثة سني)

(10)

.

وأحياناً ينقل بالنص أو قريباً من النص من شيخه

(11)

.