الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأشار الزرقاني إلى أنه قيل: لا نسخ فيها؛ بحجة أن الآية الثانية بيان للصدقة المأمور بها في الأولى، وأنه يصح أن تكون صدقة غير مالية من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله.
ثم قال رداً على هذه الحجة: (وأنت خبير بأن هذا ضرب من التكلف في التأويل، يأباه ما هو معروف من معنى الصدقة حتى أصبح لفظها حقيقة عرفية في البذل المالي وحده)
(1)
.
ويرد هذا أيضاً: الأمر في آخر الآية عند عدم الفعل بالصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله، مما يثبت أن المراد بالصدقة قبل هذا الأمر غيرَ الصلاة والزكاة والطاعة حيث يقول سبحانه:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} [المجادلة:13]. والله أعلم.
سورة الحشر
136/ 1 - قال ابن عقيل في قوله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر:2]: (يأمر بالاعتبار لأولي الأبصار، والنبي صلى الله عليه وسلم داخل في ذلك؛ لأنه من أهل البصائر، بل أشرفهم وأسبقهم في ذلك اهـ)
(2)
.
(1)
مناهل العرفان 2/ 268.
(2)
الواضح 5/ 398.
الدراسة:
أشار ابن عقيل إلى مسألتين:
المسألة الأولى:
الاستدلال بهذه الآية: على أن النبي صلى الله عليه وسلم له حق الاجتهاد في الحكم بين الناس؛ لأنه ذكر هذه الآية ضمن أدلته على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في الحوادث، ويحكم فيها باجتهاده، وهذه المسألة قد سبق الحديث عنها عند قوله تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران:159]
(1)
.
المسألة الثانية:
أشار ابن عقيل إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف أهل البصائر، وهذا أمر حتم لا يُختلف فيه، فهو صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى لأمته، كما قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21][الأحزاب:21]، ولا يصل إلى الاقتداء إلا من وصفهم الله في الآية فقال:{لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب:21]، وقد اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم كمال العقل وحسن التفكر، فكان أهلاً لحمل الرسالة وتبليغها، قال سبحانه:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44].
قال الشوكاني عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وهو أجل المتفكرين في آيات الله وأعظم المعتبرين لها)
(2)
.
وقد خص الله تعالى أولي الأبصار بالاعتبار؛ لأنهم هم أهله والمستفيدون منه.
(1)
ينظر: ص 159.
(2)
ينظر: إرشاد الفحول 2/ 305.