الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضاً: ({وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء:171] روح ملك، وإضافة تجميل وتقريب كقوله في الكعبة {بَيْتِيَ} [البقرة:125]، وتسميته روح آدم {رُوحِي} [الحجر:29]، لا أن البيت مسكنه، ولا الروح صفته، لكن خلقه، وبَجَّلَهُما بالإضافة إليه، وكفى بذلك تعظيماً وتشريفاً اهـ)
(1)
.
وقال أيضاً: (والذي أزال إشكال قولِه: {وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء:171]، {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر:29]، {قَوْلَ الْحَقِّ} [مريم:34]، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75]، قولُه: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران:59] اهـ)
(2)
.
المبحث الرابع العام والخاص:
الأصل حمل نصوص القرآن العامة على عموم لفظها ما لم يرد نص بالتخصيص، فكان السلف رضوان الله عليهم يطلبون دليل الخصوص لا دليل العموم
(3)
.
ولهذا فمعرفة العام والخاص مهم في فهم الآية ودلالتها.
قال الزركشي: (قال القفال: ومن ضبط هذا الباب أفاد علماً كثيراً)
(4)
.
والخاص المتأخر يؤثر في العام المتقدم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والخاص المتأخر يقضي على العام المتقدم باتفاق علماء المسلمين)
(5)
.
وعلى هذا فالبحث في العام والخاص، والتتبع لأدلة التخصيص من الأهمية بمكان.
ولقد أولى ابن عقيل هذا الباب عناية كبيرة، وبسط الكلام فيه في صفحات كثيرة
(6)
.
ومن الأمثلة التي تدل على اهتمامه بالخاص والعام ما يلي:
(1)
الواضح 2/ 382.
(2)
الواضح 4/ 7.
(3)
ينظر: العدة 2/ 492، الواضح 3/ 317.
(4)
البرهان 2/ 19.
(5)
دقائق التفسير 2/ 15، وينظر: مجموع الفتاوى 13/ 119.
(6)
ينظر: الواضح 3/ 313 - 499.
قال ابن عقيل: ({وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة:228] والمراد به كل الحرائر من المطلقات بوائن أو رجعيات، وقال في آخرها: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا} يرجع إلى الرجعيات، فالأول على عمومه، والآخر خاص في الرجعيات اهـ)
(1)
.
وقال أيضاً: (قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)} [هود:45] تمسكاً بقوله تعالى: {فَاسْلُكْ فِيهَا} [المؤمنون:27]، وقوله:{قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلَّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ} [هود:40] فأجابه الباري سبحانه عن ذلك جواب تخصيص لا جواب نكير عليه ما تعلق به العموم، فقال:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود:46]، فدل على أن اللفظة عموم، ولولا دليل أخرج ابنه من أهله؛ لكان داخلاً تحت اللفظ اهـ)
(2)
.
وقال أيضاً: (لما نزل قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء:98] قال ابن الزِّبعرى: لأخصمن محمداً، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قد عُبِدت الملائكة، وعُبِد المسيح، أفيدخلون النار؟! فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)} [الأنبياء:101]، فاحتج بعموم اللفظ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم تعلقه بذلك، وأنزل الله سبحانه جواب ذلك، مما دل على تخصيصٍ، لا منكراً لتعلقه، فعلم أن العموم مقتضى هذه الصيغة اهـ)
(3)
.
والله تعالى أعلم.
(1)
ينظر: الواضح 3/ 433.
(2)
الواضح 3/ 314.
(3)
الواضح 3/ 314.