الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة يقيل تحتها، فأتاه فاخترط «1» سيفه، ثم قال: من يمنعك منى؟ فقال: الله. فأرعدت يد غورث، وسقط سيفه، وضرب برأسه الشجرة حتى سال دماغه، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فرجع إلى قومه وقال: جئتكم من عند خير الناس. ومن رواية الخطابىّ: أن غورث ابن الحارث المحاربىّ أراد أن يفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يشعر به إلا وهو قائم على رأسه، منتضيا «2» سيفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اللهم اكفنيه بما شئت» . فانكبّ غورث من وجهه من زخلة «3» زلّخها بين كتفيه، وندر «4» سيفه من يده، وقيل: فيه نزل قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ)
الآية. وقيل:
نزلت فى غير هذه القصة.
ذكر خبر جابر بن عبد الله فى جمله، واستغفار النبىّ صلى الله عليه وسلم لأبيه
روى محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرّقاع من نخل «5» على جمل لى ضعيف، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعلت الرّفاق تمضى، وجعلت أتخلّف، حتى أدركنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«مالك يا جابر» ؟ قلت:
يا رسول الله، أبطأ علىّ «6» جملى هذا؛ قال:«أنخه» ؛ فأنخته، وأناخ رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم، ثم قال: أعطنى هذه العصا من يدك، أو أقطع لى عصا من شجرة؛ قال: ففعلت. فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسات، ثم قال:
اركب، فركبت، فخرج- والذى بعثه بالحق- يواهق «1» ناقته مواهقة.
قال: وتحدّثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أتبيعنى جملك هذا يا جابر» ؟ قلت: يا رسول الله، بل أهبه لك؛ قال:«لا، ولكن بعنيه» ؛ قال:
قلت: فسمنيه؛ قال: «قد أخذته بدرهم» ؛ قلت: لا، إذا تغبنّى «2» يا رسول الله! قال:«فبدرهمين» ؛ قلت: لا. فلم يزل يرفع «3» لى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الأوقيّة؛ قلت: فقد رضيت «4» ؟ قال: «نعم» ؛ قلت: هو لك؛ قال: «أخذته» .
ثم قال: «يا جابر، هل «5» تزوجت بعد» ؟ قلت: نعم يا رسول الله؛ قال: «أثيّبا أم بكرا» ؟ قلت: بل ثيّبا؛ قال: «أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك» ؟ قلت: يا رسول الله، إن أبى أصيب يوم أحد، وترك بنات له سبعا، فنكحت امرأة جامعة، تجمع رءوسهن وتقوم عليهن؛ قال:«أصبت إن شاء الله، أما إنّا لو جئنا صرارا «6» أمرنا بجزور فنحرت، وأقمنا عليها يومنا ذلك، وسمعت «7»
بنا، فنفضت نمارقها» . قلت: يا رسول الله ما لنا من نمارق؛ قال: «إنها ستكون، فإذا أنت قدمت فاعمل عملا كيّسا» .
فلما جئنا صرارا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت، وأقمنا عليها يومنا ذاك، فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ودخلنا؛ قال: فحدّثت المرأة الحديث وما قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: