الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف التاء
قولهم: «ترك الظّبى ظلّه» أى كناسه الذى يستظلّ به: يضرب لمن نفر من شىء فتركه تركا لا يعود له.
وقولهم: «تركته على مثل ليلة الصّدر» وهى ليلة ينفر الناس من منى فلا يبقى منهم احد.
وقولهم: «تركته أنقى من الرّاحة» أى على حال لا خير فيه كما لا شعر على الراحة: يضرب في اصطلام الدهر.
وقولهم: «تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها» : أى لا تكون ظترا وإن آذاها الجوع.
أوّل من قاله الحارث بن سليل الأسدىّ وكان حليفا لعلقمة بن حصفة الطائىّ فزاره فنظر إلى ابنته الزّبّاء وكانت من أجمل أهل دهرها، فقال: أتيتك خاطبا وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب، فقال له علقمة: أنت كفء كريم يقبل منك الصفو، ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر في أمرك، ثم انكفأ إلى أمها، فقال:
إن الحارث سيّد قومه حسبا ومنصبا وبيتا، وقد خطب الينا الزبّاء فلا ينصرفنّ إلا بحاجته، فقالت المرأة لابنتها: أى الرجال أحب إليك الكهل الحججاح، الواصل المناح، أم الفتى الوضاح؟ قالت: بل الفتى الوضّاح، فقالت: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك، وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل، كالحديث السنّ، الكثير المنّ، قالت يا أماه: إن الفتاة تحب الفتى، كحبّ الرّعاء أنيق الكلا، قالت: أى
بنية! إن الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب، قالت: إن الشيخ يبلى شبابى، ويدنّس ثيابى، ويشمت بى أترابى. فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوّجها الحارث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم، فابتنى بها، ثم رحل بها إلى قومه فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قومه وهى إلى جانبه، إذ أقبل شباب من بنى أسد يعتلجون فتنفست الصّعداء، ثم أرخت عينيها بالبكاء، فقال: ما ببكيك؟ قالت:
مالى وللشيوخ، الناهضين كالفروخ، فقال لها: ثكلتك أمّك! تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها، ثم قال لها: وأبيك، لرب غارة شهدتها، وسبيّة أردفتها، وخمرة شربتها، فالحقى بأهلك فلا حاجة لى فيك، وهذا المثل يضرب في صيانة الرجل نفسه عن خسيس المكاسب.
وقولهم: «تجشّأ لقمان من غير شبع» : يضرب لمن يدّعى ما ليس يملك.
وقولهم: «تخبر عن مجهوله مرآته» : أى منظره يخبر عن مخبره.
وقولهم: «تشكو إلى غير مصمّت» : أى إلى من لم يهتم بشأنك. قال الشاعر
إنك لا تشكو إلى مصمّت
…
فاصبر على الحمل الثقيل أو مت
وقولهم: «تجاوز الرّوض إلى القاع القرق» : يضرب لمن يعدل بحاجته من الكريم إلى اللئيم، والقرق: المستوى.
وقولهم: «تسمع بالمعيدىّ خير من أن تراه» ويروى: لا أن تراه: يضرب لمن خبره خير من مرآه، أوّل من قاله: المنذر بن ماء السماء.