الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقولهم: «شغل الحلى أهله أن يعارا» : يضرب للمسئول شيئا هو إليه أحوج من السائل.
وقولهم: «شبّ عمرو عن الطّوق» قاله جذيمة الأبرش، وعمرو هذا هو ابن أخته وهو عمرو بن عدىّ بن نصر.
حرف الصاد
قولهم: «صبرا على مجامر الكرام» قال ذلك يسار الكواعب، وكان عبدا أسود يرعى لأهله إبلا ضخمة، وكان معه عبد يراعيه، فمرّ أهله يوما سائرين بحذاء الإبل التى يرعاها، فعمد إلى لقوح فحلبها في علبة، حتّى ملأها ثم مشى بها، وكان أفجح الرّجّلين، حتى أتى بها ابنة مولاه يسقيها، وهى راكبة على جملها، فنظرت إلى رجليه فتبسمت، ثم شربت اللبن وجرته خيرا، فانطلق فرحا حتّى أتى صاحبه، فقصّ عليه القصة، فقال: اسخر بنفسك ولا تسخر ببنات الأحرار؛ فقال: والله لقد دحكت إلىّ دحكة لا أخيّبها، يريد: ضحكت، وكان أعجمىّ اللسان، ثم باتا فقام فحلب في علبة فملأها، ثم أتى ابنة مولاه، فنبّهها من نومها فاستيقظت وشربت، ثم اضطجعت وجلس يسار حيالها، فقالت: ما حاجتك؟ فقال: ما أعلمك بحاجتى! فقالت:
لا والله! فما هى؟ قال: ذاك الرجل الذى دحكت إلىّ. فقالت: حيّاك الله، وقامت إلى سفط لها فأخرجت منه بخورا ودهنا طيبا، وعمدت إلى موسى كانت تحفّ به الشعر، وأخذت مجمرة فيها نار، فوضعت عليها البخور ووضعتها تحته، وطأطأت كأنها تصلح البخور، فعمدت إلى مذاكيره فمسحتها بالموسى، فلما أحس بحرارة الحديد. قال: صبرا على مجامر الكرام، ثم أومأت إلى أنها تدهنه وقالت:
إن هذا دهن طيب، إلا أن فيه حرارة فتصبّر عليه، فإن ريحك ريح الإبل وأنا أعافك، ثم أشمّته الدهن على الموسى، ورفعته فوضعته بين عينيه فاستلتت بها أنفه. وقالت:
قم إلى إبلك يابن الخبيثة، فأتى صاحبه، فلما رآه. قال: أمقبل أنت أم مدبر؟
قال: أخزاك الله، أو قد عمى بصرك؟
إذ لا ترى أنفا ولا أذنين
…
أما ترى وبّاصة العينين
هذا أحد الأقوال في هذا المثل: يضرب لمن يؤمر بالصبر على ما يكره. ويقال:
إن أعرابيا قدم الحضر بإبل، فباعها بمال كثير وأقام لحوائج له، ففطن قوم من جيرته لما معه من المال، فعرضوا عليه تزويج جارية وصفوها بالجمال والحسب طمعا في ماله، فرغب فيها فزوّجوه إياها، ثم اتخذوا طعاما وجمعوا الحىّ، وجلس الأعرابىّ في صدر المجلس، فأكلوا الطعام وأداروا الكؤوس وشرب الأعرابىّ، ثم أتوه بكسوة فاخرة، فلبسها وقدّموا له مجمرة فيها بخور لا عهد له به، وكان لا يلبس السراويل، فلما جلس على المجمرة، سقطت مذاكيره في النار، فظن أن ذلك سنّة لا بدّ منها، واستحيا أن يكشف ثوبه. فقال: صبرا على مجامر الكرام، فذهبت مثلا واحترقت مذاكيره، وتفرّق القوم، وارتحل إلى البادية وترك المرأة والمال، فلما وصل إلى قومه وقصّ عليهم القصة. قالوا: است لم تعوّد المجمر، فذهبت مثلا: يضرب لمن لا قديم له.
وقولهم: «صار الزّجّ قدّام السّنان» : يضرب في سبق المتأخّر المتقدّم من غير استحقاق لذلك.
وقولهم: «صرّح المحض عن الزّبد» : يضرب للأمر إذا انكشف وتبيّن.