الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشمّاخ بن ضرار
نزور امرأ يعطى على الحمد ماله
…
ومن يعط أثمان المحامد يحمد
وأنت امرؤ، من تعطه اليوم نائلا
…
بكفّك، لا يمنعك من نائل الغد
ترى الجود لا يدنى من المرء حتفه
…
كما البخل والإمساك ليس بمخلد
مفيد ومتلاف، اذا ما سألته
…
تهلّل، واهتزّ اهتزاز المهنّد
متى تأته تعشو الى ضوء ناره
…
تجد خير نار عندها خير موقد
قال: ولما سمع عمر رضى الله عنه هذا البيت، قال: كذب، تلك نار موسى عليه السلام.
وقال السرىّ الرفّاء
كالغيث والليث والهلال اذا
…
أقمر بأسا وبهجة وندى
ناس من الجود ما يجود به
…
وذاكر منه كلما وعدا
وقال أبو الفرج الوأواء
من قاس جدواك بالغمام فما
…
أنصف في الحكم بين اثنين
أنت اذا جدت ضاحكا أبدا
…
وهو اذا جاد باكى العين
وقال ابن نباتة السعدىّ من قصيدة
لم يبق جودك لى شيئا أؤمّله
…
تركتنى أصحب الدنيا بلا أمل
ذكر ما قيل في الإعطاء قبل السؤال
قال سعيد بن العاصى: قبح الله المعروف، اذا لم يكن ابتداء من غير مسألة، فما المعروف عوض من مسألة الرجل، اذا بذل وجهه، فقلبه خائف، وفرائصه ترعد، وجبينه يرشح، لا يدرى ايرجع بنجح الطلب أم بسوء المنقلب، قد بات ليلته
يتململ على فراشه، يعاقب بين شقّيه، مرّة هكذا، ومرّة هكذا، من لحاجته؟ فخطرت بباله أنا أو غيرى، فمثّل أرجاهم في نفسه، وأقربهم من حاجته، ثم عزم علىّ، وترك غيرى، قد انتقع لونه، ودهب دم وجهه، فلو خرجت له مما أملك لم أكافئه، وهو على أمن منّى عليه، اللهم فإن كانت الدنيا لها عندى حظّ فلا تجعل لى حظّا في الآخرة.
وقال أكثم بن صيفىّ: كلّ سؤال وإن قلّ، أكثر من كلّ نوال وإن جلّ.
وقال علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه لأصحابه: من كانت له إلىّ منكم حاجة، فليرفعها في كتاب، لأصون وجوهكم عن المسألة.
وقال عبد العزيز بن مروان: ما تأمّلنى رجل قط، إلا سألته عن حاجته، ثم كنت من ورائها.
وقال حبيب
عطاؤك لا يفنى ويستغرق المنى
…
وتبقى وجوه الراغبين بمائها
وقال أيضا
ما ماء كفك إن جادت وإن بخلت
…
من ماء وجهى إذا أفنيته عوض
وقالوا: من بذل اليك وجهه، فقد وفّاك حقّ نعمته.
وقال معاوية لصعصعة بن صوحان: ما الجود؟ فقال: التّبرع بالمال، والعطاء قبل السؤال.
وقال أحمد بن محمد بن عبد ربّه
كريم على العلّات جزل عطاؤه
…
ينيل وإن لم يعتمد لنوال
وما الجود من يعطى اذا ما سألته
…
ولكنّ من يعطى بغير سؤال