الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر آداب الأكل والمؤاكلة
قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
وروى أنّ داود عليه السلام أمر مناديه فنادى: أيها الناس، اجتمعوا لأعلّمكم التقوى، فاجتمعوا فقام في محرابه، فبكى ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يأيها الناس، لا تدخلوا هاهنا إلا طيّبا، ولا تخرجوا منه إلا طيّبا، وأشار إلى فيه. قيل: أوّل آداب الأكل، معرفة الحلال من الحرام، والخبيث من الطيّب.
وأما الآداب في هيئة المؤاكلة وأفعالها، فقد روى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعاب طعاما قطّ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه. وروى أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قال:«لا تشمّوا الطعام كما تشمّه البهائم، من اشتهى شيئا فليأكل، ومن كره فليدع» . وقال أنس: قدم النبىّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن عشر، ودخل دارنا، فحلبنا له شاة، فشرب، وأبو بكر عن يساره، وأعرابىّ عن يمينه، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: أعط أبا بكر، فقال صلى الله عليه وسلم:«الأيمن فالأيمن» وفي هذا المعنى يقول الشاعر
صددت الكأس عنّا أمّ عمرو
…
وكان الكأس مجراها اليمينا
وروى عن أنس: أنه رأى النبىّ صلى الله عليه وسلم شرب جرعة، ثم قطع، ثمّ سمّى، ثم شرب جرعة، ثم قطع، ثم سمّى، ثم قطع الثالثة، ثمّ جرع مصّا، حتّى فرغ ثمّ حمد الله، وقد ندب إلى غسل اليد قبل الأكل فإنه ينفى الفقر، وينقّى اللّمم؛ ومن السّنة: البداءة باسم الله، وحمده عند الانتهاء.
روى عن عمر بن أبى سلمة أنه قال: مررت بالنبىّ صلى الله عليه وسلم وهو يأكل، فقال «اجلس يا بنىّ وسمّ الله، وكل بيمينك مما يليك» .
وقال بعض السلف: إذا جمع الطعام أربعا، فقد كمل كلّ شىء، إذا كان حلالا، وذكر اسم الله عليه، وكثرت عليه الأيدى، وحمد الله حين يفرغ منه.
وروى عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال عند مطعمه ومشربه بسم الله خير الأسماء ربّ الأرض والسماء لم يضره ما أكل وما شرب» وفي حديث عائشة رضى الله عنها، عنه صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسى في أوّله، فليقل بسم الله في أوّله وآخره» . وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، فإنّ الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» .
وروى: أنّ المسيح عليه السلام كان إذا دعا أصحابه قام عليهم، ثمّ قال: هكذا فاصنعوا بالفقراء.
ووصف شاعر قوما فقال
جلوس في مجالسهم رزان
…
وإن ضيف ألمّ بهم وقوف
قال سهل بن حصين: شهدت الحسن في وليمة، فطعم ثم قام، فقال: مدّ الله لكم في العافية، وأوسع عليكم في الرزق، واستعملكم بالشكر.
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تخللّوا فإنه نظافة والنظافة من الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنّة» .
وفي حديث عمر رضى الله عنه: عليكم بالخشبتين: يعنى السّواك والحلال.